الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعدام إبليس

عادل جوهر

2018 / 11 / 25
الادب والفن


"حان وقت معرفة ما وراء هذا الجبل العظيم المقدس"
"حان الوقت لاكتشاف هذه الأراضي الجديدة التي وُعدنا بها"
وقف القائد موجهاً كلامه إلى جنوده ومَن ورائهم مِن مهندسين وعمال. انتاب القلق والتوتر الجميع، وزادت الهمهمات بين الرجال، واعتلى الخوف وجوه معظمهم. فالجميع يعرفون أن من يقترب من الجبل المقدس يُصاب هو وعائلته بالأمراض واللعنات.
"أنا قائدكم.. وهذا أمر لكم.. اليوم سنزيل هذا الجبل من الوجود لنعرف ما ورائه.. وأنا أول من سيبدأ"
تشجع الكثيرون بكلام قائدهم، ووافقوا على العمل في إزالة الجبل المقدس، والذي لم يعد مقدساً عند كثيرين منهم. قال مهندس لرفيقه في العمل: "ولكن ماذا سيفعل قائدنا في الرجال المتربحين من نقل البركات من وراء الجبل إلى عامة الناس؟"
- سيمر الوقت.. وستجد الكثير من الأمور الخارجة عن الإرادة.. أمور أكبر من الإمبراطور نفسه وليس القائد.

شق القائد صفوف الجنود، والبقية الباقية من المهندسين والعمال، إلى أن أصبح يتقدم المسيرة. فلما وصلوا جميعاً إلى الجبل – الذي كان يُقدسه أجدادهم منذ أزمان وأزمان – نزل القائد من عربته، ثم أمسك بآلة تجريف كبيرة. لكنه قبل أن يبدأ في العمل، سمع صوتاً آتياً من وسط الجنود. كان رجلاً طويل القامة، أحمر الوجه، شعره ولحيته وشاربه كأنهم لم تقص منهم شعرة واحدة من قبل – وكأنه قد نذر ذلك – عيناه بنيتان، وله كرش كبير، ويمسك في يده عصا الرعاة. قال الرجل: "سيدي القائد.. من أجل عائلتك ووطنك لا تفعل". ضحك القائد وهو ينظر إلى الرجل بسخرية شديدة دون أن يتكلم، فقال الرجل: "سيدي القائد.. إن هذا الجبل المقدس هو..."
غطى صوت آلة التجريف التي وجهها القائد إلى الجبل على صراخ الرجل، وقد بدأ الجميع في القيام بأدوارهم لإزالة الجبل من الوجود...

- هذا هو ما توقعت.. ليس الجبل مقدساً.. ليس وراءه شيء سوى الفراغ والوهم.
- أين الجوائز؟..
- أين المشتهيات؟..
- أين السلام الذي يعم وراء الجبل؟...

تغير لون وجه الرجل الراعي من الأحمر إلى الأصفر، بعد نجاح القائد والمهندسين والعمال في إزالة جزء صغير من الجبل، لكنه يسمح برؤية ما ورائه...

- لماذا لا تجيب؟؟؟ هههههـ....

عند المساء جاءت رسالة من الإمبراطور إلى القائد: "أوقف العمل. أنت من الآن معزول. سوف يتم إعدامك لتطاولك على ميراث الأجداد."
في اليوم التالي تم إعدام القائد أمام الجنود والمهندسين والعمال، وظل ما وراء الجبل مقدساً كما كان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??