الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مضمون السياسه الامريكيه - بالمنطقه -

هاني محمد عوني جابر

2018 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


مضمون السياسه الامريكيه " بالمنطقه "
قد تتقاطع الحدود والجغرافيا بين الدول لترسم ملامح كيانات سياسيه ترتبط بمصالح متنوعه بحكم تنوع مصادر دخلها فتشكل حالة تناغم اقتصادي يساهم في حالة النهوض لكلى الطرفين ..هذا في حال وجود توازن قوى واستقرار بحكم المصلحه لكلا الطرفين ..هذا التشخيص السياسي يحدد طبيعة المنفعه في ميزان الاقتصاد ..ميزان القوى يفرض نفسه كمعيار لزياده المنفعه والمصلحه على حساب الطرف الاضعف ..مع بقاء حالة الاستقرار كشرط لتحقيق المصلحه ...
على تلك القاعده تدعم القوى الاكثر حضورا وقوه القوى القابله للانهيار بحكم طبيعه حكمها ..والتي تشكل مصدر منفعه للقوى الكبرى والتي تزداد شهيتها في البحث عن مصادر للتوسع و السيطره ..
تشخيص سريع للمحيط العربي " اقتصاديا " هو اقتصاد " تابع " للمركز للقوى التي تدعم وجوده السياسي كأمر واقع مفروط على المواطن العربي ..الخليج العربي نموذجا ..حجم الفائده التي تتحقق تذهب تحت عناوين " تسليح / حمايه / حروب ..الخ " لا تحتاج القوى المحليه الحاكمه الى تقديم كشف حساب الى مواطنيها ..كشف الحساب تقدمه طواعيه او مجبره الى من تدعم وجودها القسري ..
وبما ان السياسه تعبر عن المضمون الاقتصادي ..يجري الترويج للمشاريع الاسياسيه كخارطه طريق تستهدف النهوض بالاقتصاد وفق معايير مفروضه ...لا مجال حتى لنقاشها او التعديل عليها فهي محكمه الاعداد والبناء وفق رؤيه المسيطر ..الاقوى ..
امريكا .في عهد ترامب لا تختلف عن عهود من سبقوه من الرؤساء الفارق الوحيد الشكلي هو وضوح " السياسه " ووضوح التوجهات " الامريكيه " بالمنطقه ..لم تعد تحتاج الى محلللين اقتصاديين او سياسيين .لتشخيص توجهاتها بالمنطقه ..ترامب وشخصيته تعبر عن مضمون " السياسه الامريكيه العامه " باعتباره اقتصادي " ناجح " وفق المعايير الراسماليه تدفعه الى المزيد الجنوح السياسي .فاداره الصراعات بالمنطقه تحكمها مؤسسة امنيه سياسيه اجتماعيه مختصه واضحه المعالم مسموح تجاوزها بحدود معينه ولكن غير مسموع عدم التعامل وفق شروطها ...ترامب تجاوزها وهو يعلم بأن المنطقه " مباحه " وهو الوحيد القادر على التحكم " بمخرجاتها " هذا الوضوح وتلك التوجهات في ظل " بنى سياسيه متهالكه " تعيشها المنطقه العربيه هي الفرصه الاكبر للاستثمار في جني ثمار من سبقوه من الرؤساء ...اصحاب السياسات بالمفهوم الليبرالي " المرنه "
ليس غريبا على ترامب ان اطلق ما يسمى " صفة القرن " وهو على يقين بأن ما سيجنيه من تلك الصفقه ما هو الا تحصيل حاصل لحالة الضعف التي تشهدها " المنطقه العربيه " ومن يعتقد ان وقتها لم يحين فهو خاطئ فقد جائت بالوقت المناسب فتمرير اي مشروع سياسي وفق شروط معينه يحتاج الى اضعاف احد الاطراف ..وبقاءه مرهون بدعم القوى المسيطره ..الخليج العربي بدون الحمايه الامريكيه يعتبر غير قائم ..وتوجيه المنطقه الى صراعات " طائفيه " السبيل الوحيد " للحفاظ " على وجود تلك " الانظمه الهشه "
فالوجود الايراني اصبح بقدره قادر العدو الاوحد للاستقرار بالمنطقه هذا يستدعي حروب استباقيه والي المزيد من التسليح وبالتالي المزيد من الارتباط " بالمركز " وهو في حالتا " امريكا "
لم تشهد السعوديه بعقودها التي سبقت حالة الحراك التي تشهدها حاليا هي حالة حراك موجهه تستهدف تخفيف حدة التوتر الداخلي على حساب المزيد من التوتر الخارجي لضمان بقائها وفق الشروط التي تستلزم وجودها ..كمورد رئيسي داعم للاقتصاد الامريكي ..لم تعد القضيه الفلسطينيه هي جوهر " الصراع بالمنطقه " فالمتتبع للمشهد " الافتائي " بالسعوديه يشهد حالة تحول حتى بالمفهوم " الديني " للوجود " اليهودي " بارض فلسطين ..كل هذا لم يأتي بمحض الصدفه انما بتوجيه مدروس من " المركز الامريكي "
لا يحتاج " ترامب " الى مشروع سياسي لانهاء " حالة الصراع " مع " اسرائيل " هو فقط يحتاج الى التاكيد بأن المنطقه مستهدفه من " المشروع الايراني بالمنطقه " العدو المشترك لكل من " العرب / اسرائيل " وما يستدعيه هذا العداء من تعاوني امني وسياسي بين العرب السنه واسرائيل ..
لم تعد قضيه فلسطين المحرك الاول للصراعات بالمنطقه تم استبدالها بعدو " داخلي " من النسيج الاجتماعي بالمنطقه هذا كفيل باحكام السيطره وكفيل بدعم وجود " اسرائيل " كدوله معاداتها للمشروع الايراني بالمنطقه كفيل باعاده الهدوء والاستقرار ...للعرب
المشهد العام بتفرعاته مضطرب لم تعد المفاهيم " السياسيه " قادره على التوصيف بحكم حالة التوهان المفروض على المنطقه ..حتى توصيف المقاومه بالارهاب جزء من حالة الاضطراب في المفاهيم التي اصبحت تدار من " المركز الامريكي "
ما يمكن التنبوء به هو ان حالة الاضطراب والتوهان هي حالة " مؤقته" لا يمكن بقائها عقود هي تمهيد لثورة حقيقيه قادمه ترسم ملامح مختلفه وفق قواعد سياسيه وسلوكيه تعادي ما هو قائم ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من يتحمل مسؤولية تأخر التهدئة.. حماس أم نتنياهو؟ | #التاسعة


.. الجيش السوداني: قواتنا كثفت عملياتها لقطع الإمداد عن الدعم ا




.. نشرة إيجاز - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة


.. -تجربة زواجي الفاشلة جعلتني أفكر في الانتحار-




.. عادات وشعوب | مدينة في الصين تدفع ثمن سياسة -الطفل الواحد-