الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الحاجة إلى سياسة مبنية على التربية والتعليم

نبيل العتاوي

2018 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


في الحاجة إلى سياسة مبنية على التربية والتعليم
في الآونة الأخيرة أصبحت كلمة السياسة في المجتمع المغربي تشكل نفورا للعديد من المواطنين، بسبب الوعود التي تقدمها الأحزاب السياسية قبل نجاحها لكن فور نجاح أحد الأحزاب، لا يلبي مطالب المجتمع، ولعل هذا السبب من بين الأسباب التي حتمت على نصف الساكنة المغربية بعدم التصويت لأي حزب في الاستحقاقات الانتخابية المستقبلية. ومنه نطرح سؤالا مركزيا، هل المشكل الوعي والتربية والتعليم هو السبب في عدم وفاء الفاعل السياسي ببرنامجه التنموي الذي قد طرحه مسبقا على الساكنة، أم أن الأمر راجع لعدم امتلاكنا في المجتمع المغربي مدرسة حزبية هدفها ترسيخ قيم ومبادئ السياسة في الأفراد؟
نؤكد على أن التربية والتعليم تهدفان إلى خلق جيل قوي متسلح بالمعرفة والأخلاق ومتشبع بالروح الوطنية والقومية والدينية والإنسانية، وقادر على مواجهة المعوقات التي تواجهه في الداخل والخارج، وبالتالي فالتقاء كل من التربية والتعليم بالسياسة راجع بالأساس إلى تحقيق الأمن والاستقرار والانتظام للمجتمع وليس العكس، فالمطلوب هو توفير نوع من الاستقرار والسعادة لكافة الأجيال وممارسة الحقوق والواجبات، ولا يمكن أن ننكر أن فلسفة السلطة السياسية وإيديولوجياتها تقرر وتفرض نوع التربية والتعليم سواء كانت رأسمالية، أم اشتراكية، أم دينية أم قومية. لذلك يستوجب الاعتماد على مناهج دراسية متضمنة لتلك الأهداف قصد تحقيق تنشئة سياسية معبر عنها، وينبغي السير على هذا المنوال بدءا بتقديم كتب دراسية من المستوى الابتدائي إلى المستوى الجامعي تضم فصولا تتعلق بالسياسة والتثقيف، سيما التاريخ الحديث، وكتب التربية الوطنية، ومراكز البحوث والدراسات المختلفة التي تجمع بين التقدم العلمي والتكنولوجي والدراسات الإنسانية كالآداب والفلسفة والسوسيولوجيا وغيرها من العلوم التي لها دور في تثقيف الأفراد عامة، ورجال السياسة خاصة، لكن سيطرح السؤال، اليوم في مجتمعنا المغربي، نمتلك العديد من الفاعلين السياسيين المثقفين، لماذا يفوزون في الانتخابات؟
كإجابة على السؤال السالف ذكره، سبق وأن أشرنا إلى دور التربية والتعليم في نجاح الفرد وفي تنشئة فاعل سياسي قادر على تحقيق نوع من الرفاهية للمجتمع المحلي خاصة والمجتمع المغربي عامة، كذلك لا يمكننا أن ننكر أن المجتمع المغربي لازالت تتخلل بنياته الاجتماعية العديد من المشاكل التي يسعى مختلف الفاعلين إلى محاربتها، لا سيما الفاعل الجمعوي الذي يعد جزءا لا يتجزأ من المجتمع، ومن بين هذه المشاكل، مشكل الأمية فالمجتمع المغربي يعرف رقما خطيرا في نسبة الأمية، ولعل كذلك مشكل الرشوة لازال متسربا في بنية بعض المترشحين، وبالتالي فدور التربية والتعليم مهم لكل من الفاعل السياسي والمجتمع حتى يتسنى للخمسون في المئة التي لا تصوت من الساكنة للجوء للتصويت.
وبالتالي فالتربية والتعليم لا تقتصر على المدارس والجامعات، وإنما على التربية البيتية، ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة الموجهة من قبل الدولة التي تقطن بها الأجيال، ومن قبل الدول الأخرى، الهدف منها القيام بمقارنة تحليلية على المستوى الذهني من خلال مقارنة وضع الأحزاب السياسية بالمغرب، والأحزاب السياسية بالدول الأخرى.
بالرغم من أنها خارج نطاق السيطرة فإنها تحمل أشياء إيجابية وسلبية ينبغي التنبه إليها، وصيانة النشء الجديد والشباب من آثارها الضارة، سيما أن الضخ الثقافي والمعلوماتي في ظل العولمة لا يمكن إهماله أو تجنبه بالمنع، وإنما بالتفاعل البناء.
في الأخير، نؤكد على أن فشل النموذج التنموي بالمجتمع المغربي، يعود بالأساس لغياب مشروع مجتمعي مبني على أساس التربية والتعليم، فالمجتمع المغربي بأمس الحاجة إلى إنشاء مؤسسات تساهم في تثقيف المجتمع. كما نقر بأن ثقة المجتمع بالفاعل السياسي تتطلب بتأسيس مدارس حزبية تتمثل في ترسيخ قيم الحزب ومبادئه، وليس كما هو الشأن اليوم فالعديد من الأحزاب السياسية نسيت المجتمع ونسيت مبادئها نظرا لخدمة مصالحهم الخاصة.
نبيل العتاوي، طالب باحث في ماستر سوسيولوجيا التنمية المحلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي