الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشرف الخمايسي في رواية : جو العظيم

اسماعيل شاكر الرفاعي

2018 / 11 / 26
الادب والفن


اشرف الخمايسي في رواية : جو العظيم

بعد روايتين ملفتين للانتباه هما : منافي الرب وقارع الطبل ، يعزز الرواءي المصري اشرف الخمايسي من حضوره في عالم السرد بروايته الجديدة : جو العظيم ، بما انطوت عليه من قدرة على ابداع عوالم : لا اقول ليست على مثال سابق ، فقد تناصت أعماله مع الكثير من الروايات العالمية والعربية ، ولكن بطريقة خاصة بالمبدعين الذين يسعون الى الاطلاع على الموروث السردي السابق ، لا من اجل السطو على ثيماته واستنساخ حواراته ومحاكات أبنيته حذو النعل بالنعل ، ولكن من اجل ضبط أدواتهم الفنية وتنمية موهبة الحكي والسرد لديهم ، بتعريض خيالهم الى عملية تلاقح وتفاعل مع عواصف وغيوم المخيلات الاخرى ، للخروج بأعمال ابداعية متميزة ، واشرف الخمايسي هو واحد من هوءلاء الذين تشربوا وأمتصوا موروث الحكي والسرد فأينعت تويجات اعماله طريقة في الحكي والسرد خاصة به وتشير اليه على انه واحد من صناع الحكي والكلام المتميزين ...

اضافة الى خياله الذي احب ان اسميه : جامحاً ، والذي يحتاج من صاحبه الى مهارة متميزة في ترويضه وتوجيهه ، وإضافة الى ثراء وغنى اللغة التي سرد علينا من خلالها فصول روايته ، واكتظاظها بسباق حام بين كناياتها واستعاراتها المتولدة عن فيض مجازاتها ، وإضافة الى جمالية التركيب الهندسي لنصه الورقي ، نجح الكاتب - الراوي في رواية عالم مدهش مكتظ بغرابة الكثير من مشاهده ، أخذ بمجامع وعيي وشدني الى شفتيه ، وهو يحكي ويقص فصولاً من مغامرة مهاجرين غير شرعيين على متن سفينة قديمة ، تمخر عباب بحر هاءج ، بهيكلها القديم ، وتكوينها الذي تجاوزته تكنولوجيا السفن الحديثة . وحين تتحطم هذه المركبة بفعل ضربة من كاءن ماءي ضخم ويتناثر هيكلها قطعاً خشبية ، ينجح ستة من ركابها ( خمسة رجال وامراة ) في التشبث ببعضها وصناعة طوف منها ، والارتقاء به لاحقاً الى ما يشبه الجزيرة الخشبية الطافية فوق الماء ، وفِي هذا يسمو الكاتب الى مرتبة الحكواءي العربي الذي يبتكر ويخترع مشاهد حكايته ، وأحياناً يرتجلها ، ليرفع من صوت ابطاله وليساعدهم على استخراج مكنوناتهم الفكرية وما ينطوون عليه من مواقف اجتماعية وسياسية ووجودية ...

يشبه راوي قصة جو العظيم : الحكواتي العربي في الف ليلة وليلة وفِي المقامات او في البخلاء وفِي ليالي التوحيدي في كونه يقص لا من اجل القص والحكي لذاته ، بل من اجل : عبرة ، حكمة ، او قل من اجل وجهة نظر أراد لها الكاتب ان تجيء على شكل رواية ذات فصول لا ذات ليال وأمسيات . وعادة ما يلجا صاحب وجهة النظر في السرد العربي الحديث الى الترميز : على سبيل المثال رواية ميرامار لنجيب محفوظ التي جعل من بطلتها رمزاً لمصر واستشرف من خلالها هزيمة مصر قبل وقوع نكسة حزيران 1967 ، او محاولة غسان كنفاني في نصه البديع " رجال تحت الشمس " التي رثى فيها مستقبل الشعب الفلسطيني تحت قيادة رثة غير موءهلة ، وقد نجد شيءاً من ذلك في رواية سبعة ايام الخلق او في البحث عن وليد مسعود او مدن الملح او موسم الهجرة الى الشمال .. وانا لا اريد ان أناقش الكاتب في وجهة نظره حول الحوار الساخن بين الإسلاميين والعلمانيين ولا في خاتمة الرواية الصادمة : لسبب بسيط هو نجاح الكاتب كحكواتي من طراز رفيع في نقل وجهة نظره إلينا عبر هذا النص البديع ...

مصر - شرم الشيخ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص


.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟




.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و


.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا




.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف