الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليالي الأتاري

أسعد الجبوري

2003 / 3 / 21
الادب والفن


 

 1
هاي طومسن .
الفاكس
الملون وصل .
جاملاً صورة
الحرب
بعنقها
الحديدي
الطويل ِ
وهي  ترفلُ
بالجثث
الفضفاضة .
وبالأحذية
التي تصبح
قبوراً
في واجهة
التاريخ .
أنا مضطجعٌ
تحت النخلة .
بمعيتي نهر
ببطانة
حمراء .
أصنعُ منها
ألواحاً
للغات .
قد تمر أنتَ
وتلعب
بجنازتي
على شاشة
كومبيوتر
الشبح .
لكن طيارتك
لا تتوقف .
فالقنابل
لتحرير
البشر .
ونحن داخل
الأعشاش
بانتظار
الموت .
فهو  عطلتنا
البنيوية .
هكذا قال
ناظرُ
المدرسة
وهو يُدخلنا 
في عميق
الوقت
مع قطعان
الكلمات على
السبورة .


2

هاي طومسن .

ثمة أعينٌ
بها حيطانُ
طباشير .
وقوفاً
وقوفاً .
فيما
الناظرُ
يستصرخنا :
أن نختمر 
كالفسائل
تحت الشمس .
ومعنا
الذكريات
لآخر الزهور .
ومعنا
البيوت لآخر
الأحلام .
وعلى ركبنا
الدفاترُ ،
لقطاتٌ من
الرمال
المتحركة .
فيما ضفيرة
الدميّة
محترقة ،
وبها المشطُ
المكسور ُ
يهذّي .


3
هاي طومسن .
خذ
لطفولاتنا
صوراً
بناظورك
من فوق .
كي نتعرف على
أشكالها
التقريبية .
إن كانت
جبالاً
بأقراط
وشناشيل
وبرتقال .
إن كانت
سلاحف
بقمصان
عازلةٍ
للبرد .
إن كانت ديكة
روميّة
محشوة
بالأرز
والألماس
والصنوبر 
وأعمدة
الحكمة .
أم تراها
صفير ريح
منهك الجسمِ
قرب قمامة .
تأكلُ
الأوراقَ من
البرّ
وتزحف نحو
الربّ على
ركبتين
من المسحوق .

4
هاي طومسن
الطفولة
سردين
في معلبات
الكونسروة .
تتمدد إلى
جانب الفلفل
الحار ،
ليكتمل
نشيدُ
أحلامها .
هكذا تلك
الأرواحُ  ..
تتسلق طاقة
العقل ،
لتنبح من
هناك .
والدمُ
ذرّاتٌ
مُعدلةُ
النسيان .

5
هاي طومسن .
أنا في نقطة
البعيد ..
كعكة لحمٍ ،
يبتسمُ
فحمها لرواد
الفضاء .
في نهاية كل
سطر من جسدي
حفرةٌ
لاجتماعات
العائلة .
حفرة
تتساقطُ
فيها
السراويلُ
الرثةُ عن
الجسد .
والأناشيد
عن المقاعد
الممزقة .
وحباتُ
التمر من
جيوب الكتب .
في الحفرة كل
الأرض .
في الحفرةِ
عظامُ
الزهور
والأرغفةُ
الجدرانُ 
والقصصُ
بذيولها
المقطعة .
في الحفرة 
أيضاً  ..
الألعابُ
النارية
تزأر .

6
هاي طومسن

في المرة
الأولى ..
قنبلةُ
شفارتسكوف
أكبر من راس
أخي .
الآن ..
سأمضي قدماً
في التخيل .
وبرسم جوقات
من الآلهة ،
وهم يتدربون
على الأحصنة
لقمع ما
سيسفر عن
الكحول
من طوارئ .
فليس بعد
الآن من
فائدة
لادخار
الدموع .

7
هاي طومسن .
أيها الموظف
لأغراض
الحذف .
ما أجمل
أصابعك .
موز من فئة T.N.T
وما أكثر ما
في جيوبك من
كرات
البليارد
لتجعل
المدرسة
فرناً
للمعجنات .

8
هاي طومسن .
الانتظار
يُسببُ
البرد .
النومُ
يُذكرني
بالسندويش
المفقود .
الحائط ُ
مرآةٌ
طينيةٌ جفت
فيها شجرةُ
العائلة .
وفي كل مرة ..
أراهُ أبي
يخرجُ من
الليل ،
حاملاً
مكنسة
السعفِ
ليكشّ بها عن
أجسادنا
الأساطير .

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب