الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغطية الإعلامية ما بين المهنية والنكاية السياسية

عبدالقادربشيربيرداود

2018 / 11 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


قصتان خبريتان مثيرتان هزتا الشارع، وحشدتا الرأي العام العربي والدولي، وأثارتا جدلاً واسعاً بين الأوساط الإعلامية، حتى فرقتا كبريات وسائل الإعلام إلى جبهتين متناقضيتين في التغطية الإعلامية، وأساليب المعالجة الصحفية والقانونية، لتوضيح الحقائق وتعزيز العلاقة ما بين الإعلام والمجتمع.
القصة الخبرية الأولى عن مقتل الصحافي السعودي المعارض (جمال خاشقجي)، وملابسات مقتله، وأساليب التغطية الإعلامية من قبل وسائل الإعلام السعودية الممولة أو من حلفائها، حيث كانت البداية تسليط الضوء على أكثر من مفارقة، وعلى أكثر من رواية من الروايات المتضاربة، بقصد اللعب على عقلية المواطن العربي، لتشتيت أفكاره، وإخماد حماسه دون الوعي المطلوب للتفاعل الحقيقي، وعمقه المأساوي.
بالإضافة إلى التجييش الإلكتروني الضخم على مواقع التواصل الاجتماعي لتعقّب وتصيّد وخرق حسابات، وكشف خصوصيات المعارضين، منهم الخاشقجي الذي تمت تصفيته بدم بارد في القنصلية السعودية في تركيا تاركين وراءهم أكثر من سؤال وسؤال.
بالتفاعل السلبي مع الحدث، من قبل فضائية حليفة ليست بصادقة في تغطيتها، لأن الصدق هو التجرد من الدوافع السياسية، لجأت إلى محاولات التمويه لإخفاء الحقيقة، ونشر أخبار وهمية، وتقارير تصل إلى مستوى التضليل المتعمد (انعدام النزاهة)، وتغطية أخرى كشفت المستور، بأساليب قمعية إيمائية مفتعلة، تنعكس سلباً على مزاجية المجتمع.
إن هذه التغطيات الإعلامية في أكثر الدول العربية لا تُحترم فيها القواعد المهنية، والضوابط القانونية، والأبعاد الإنسانية، وليس للقضاء قول الفصل ضد مرتكبي الجريمة.
أما القصة الخبرية الثانية فهي للرئيس الأمريكي (ترامب)، وسجاله الدائم مع الصحافة، حيث ألغى وباجتهاد منه، أوراق اعتماد مراسل شبكة (CNN) الصحفي (جيم اكوستا) بعد تلاسن ساخن. وزاد ترامب على ذلك ووصف المراسل بأنه شخص وقح، فظيع، عدو الشعب، وتصرفه غير لائق وغير مهني لمحاولته احتكار الساحة والوقت لحساب شبكته.
إزاء هذا الحدث ثارت كبريات الوسائل الإعلامية في أمريكا، ووقفت بجرأة، ورباطة جأش، وبحيادية عالية بوجه ترامب، بغض النظرعن منصبه، ووصفوا هجومه، وإجراءاته القانونية خطر على الحياة الديمقراطية، وطالبت تلك الوسائل وعلى حساب صحيفة نيويورك تايمز بعدم وصف اكوستا بعدو الشعب، وعلى ترامب أن يمارس عمله، ونحن سنستمر بممارسة عملنا الصحفي دون مضايقة.
توالت التغطيات الإعلامية حتى وصلت إلى التشكيك في صحة ترامب العقلية، وأخرى ذكّرت ترامب بتعديلات التعامل مع الصحافي كالتعديل الأول لحرية الصحافة/ حقوق الصحافيين، والتعديل الخامس في الإجراءات القانونية الواجبة. ووصل الموضوع إلى القضاء الأمريكي الذي انتصر بدوره لشبكة (CNN )والزم ترامب بأرجاع تصريح المراسل اكوستا؛ لممارسة عمله بكل حرية، كما نصح اكوستا بالتعاطي الإيجابي مع الشأن الوطني.
هذه الإجراءات تبين مهنية الإعلام في تغطيته، والقضاء في استقلاليته، وهو دليل نضج سياسي وقانوني وإعلامي في المجتمع، للحد من مضاعفات احتياطي الغضب، واليأس المستشري في الدولة... وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير


.. مصادر طبية: مقتل 66 وإصابة 138 آخرين في غزة خلال الساعات الـ




.. السلطات الروسية تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة | #


.. مراسلنا: غارات جوية إسرائيلية على بلدتي مارون الراس وطيرحرفا




.. جهود دولية وإقليمية حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة | #رادار