الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمثلة على التحريف في كتابات كتّاب البلاط

ربحان رمضان

2018 / 11 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


حوادث تاريخية كتبت بشكل مغاير لسيرورتها التاريخية ارضاء لحاكم أو حكومة ، أو انها دونت بعد حقبة تاريخية فضاع شهودها العيان ، من تلك الحوادث أو الشخصيات التي نسبها المؤرخون لقومية معينة أو منطقة معينة :
الفارابي الصابئي وابن سينا الفارسي وابن تيمية الكردي و عباس بن فرناس الأمازيغي - ابن بطوطة الأمازيغي - الفارابي من اورفا بكردستان - ابن البيطار من مدينة مالقة في اسبانيا - ابو حنيفة النعمان (إمام الأحناف : فارسي) - مالك بن أنس (إمام الموالك ) : فارسي - البخاري (صاحب صحيح البخاري) فارسي - ابن سيبويه : فارسي. - مسلم النيسابوري صاحب /صحيح مسلم : فارسي - الترمذي : فارسي - إبن ماجة : صاحب صحيح ابن ماجة : فارسي - النسائي - صاحب / صحيح النسّائي : فارسي- الزمخشري : فارسي - أبو حاتم الرازي صاحب /تفسير الرازي : فارسي- السجستاني : فارسي - الإمام الغزالي - فارسي - شهاب الدين الأصفهاني : فارسي - الثعلبي المفسر للقرآن الكريم : فارسي - الفيروز آبادي : فارسي- ابن خلكان : فارسي - ابو إسحاق الشيرازي : فارسي - البيهقي : فارسي - الحاكم النيسابوري : فارسي - عبد الحكم القندهاري : فارسي . ومن الصحابة ابو ميمون جابان الكردي – ابو مسلم الخراساني ومن الأنتلجنسيا المصرية نجد أن قاسم امين و العائلة التيمورية و العائلة البدرخانية وعائلة وانلي في الاسكندرية وعباس محمود العقاد و محمد علي باشا كلهم كرد ، وأن الذي أعدم على الخازوق من اجل الدفاع عن مصر هو كردي من عفرين قرية كـُوكـَانْ فوقاني ، ابراهيم هنانو ، يوسف العظمة والكثير من ابطال سوريا الشجعان كان كرد ، كل هؤلاء نسبتهم انظمة البعث والقومجية إلى العروبة باسم الاسلام ..
طالما انت مسلم انت عربي ، ولايحق لك ان تفرق بيننا .. !
هذه العبارة دفعت الكثير من الكرد للتوجه إلى الأحزاب العلمانية ، وبشكل خاص الحزب الشيوعي في العراق وسوريا ، وكانت قيادات الأحزاب الشيوعية في البلدانم الأربعة التي تقتسم كردستان أكراد " عزيز محمد وعزيز الحاج " امناء عامون للحزبين الشيوعيين العراقي ، القيادة المركزية واللجنة المركزية ، " الحزب الشيوعي التركي كان امينه العام اسماعيل بيلين " وهو كردي ايضا ، خالد بكداش قوطرش أمين عام الحزب الشيوعي هو وخليفته زوجته وابنه عمار لمدة خمسين سنة كردي وابن حي الأكراد الدمشقي .. بل ان الكثير من المهاجرين الجدد " تمسـّحوا نفاقا " وتعمـّدوا في كنائس مورمون وشهود يهوه وغيرها لسببين ، اولهما النفاق بانتظار ان يستفيدوا من مباركتهم لدين آخر ، أو بسبب التخلص من سبب اعتبارهم مسلمين عرب .
كل هذا نتيجة التزوير التاريخي للمنطقة وللناس ..
الأمثلة كثيرة ، أقول ان اولها حديث نسب للنبي محمد عن ان لغة الجنة هي العربية ، وهو حديث موضوع لا أساس له من الصحة .

منذ فترة قصيرة نشرت بوست كان قد كتبه المخرج محمد بدرخان الذي كان قد أعجب بيوسف العظمة فدرس سيرته ووجد أنه كان قائدا عسكريا متميزا في الجيش العثماني لكنه خسر في معركة ميسلون ، تعجب السيد بدرخان واعتقد أنه لم يستشهد إلا اغتيالا وغدرا ..
يتابع الأستاذ بدرخان قائلا : " .. في ثمانينيات القرن الفائت كُلفت بصناعة فيلم وثائقي عن شهيد سوريا ورمز نضالها البطل يوسف العظمة ففرحت كثيرا؟!...
وقلت لنفسي :
هي فرصة حقيقية لأصنع شيئا مهما عن تاريخ بلدي ، ورحت أبحث عن مصادر موثوقة حقيقية ، قادني البحث إلى منزل أنيق في حي المهاجرين؟!...
إستقبلني رجل دمشقي أنيق وأصيل تجاوز الثمانين من عمره ، كان واحدا من
أقرباء يوسف العظمة وعرفه شخصيا؟!....
و بعد أن شرحت له ما أنا عازم عليه، إحمرَّ وجهه وقال :
سأتعاون معك إلى أبعد الحدود، شريطة أن تقول الحقيقة؟!...
قلت له من دون تردد و هذا ما أبغيه؟!...
دمعت عيناه؟!...
وساده صمت طويل؟!...
شعرت بالرهبة، و ربما بشيء من الخوف، فأنا أمام شهادة قد تكون فريدة من نوعها، ومخالفة تماما لكل ما سمعته في بيت المجاهدين في الجسر الأبيض؟!...
- سألني؟!...
هل سمعت بأبو شاكر الطباع؟!...
أجبتُ أعرف أنه كان قائدا لفصيل من فصائل المتطوعين في معركة ميسلون؛ بس؟!...
فقال :
هو من قتل يوسف العظمة؟!...
وأجهش في البكاء؟!...
تلك هي الحقيقة يا بُني؟!...
كان أبو شاكر الطباع خائنا؛ وهو من قام مع فصيله بإبطال الألغام التي زرعها المجاهدون في طريق تقدم الجيش الفرنسي؟!...
وعندما حلقت الطائرة وألقت بقنابلها؟!..

إنقضوا على يوسف العظمة؛ وأطلقوا عليه الرصاص، ثم إختطفوه وحملوه إلى منطقة في ريف دمشق، لا أريد تسميتها الآن ..... ودفنوه هناك؟...
وهم من إستقبلوا غورو على مشارف دمشق بالأهازيج؟!...
وهم من حلوا وثاق الخيل عن عربته وجروها في شوارع دمشق؟!...
- وذكر لي اسم عائلتين إثنتين من أشهر عائلات دمشق الذين شاركوا في شرف جر عربة غورو ... "
هناك الكثير من الحوادث التاريخية التي تشبه هذه الحادثة ..
دعوني بهذه المناسبة أقص عليكم بعضا منها ..
- والدي محمد أديب رمضان كان يملك أراض زراعية في قرى تابعة لمحافظة القنيطرة هي " السويسة – الهجة – قصيبة وعين التينة " إضافة إلى ارض في فلسطين بقرية اسمها " دريجات " ..
والدي رحمه الله من مواليد عام 1900 وكان عمه حسين آغا رمضان قائدا ً عسكريا في الجيش العثماني ولذلك قاوم دخول الفرنسيين فقصفوا بيته بالقنابل ، وحكموا عليه بالاعدام غيابيا مما دفعه للهرب إلى الأردن هو وجميل المدفعي(1) وخليل ظاظا (2)
لكنه عاد بعد خروج الفرنسيين فتوفي ودفن في باحة لضريح الأكراد الأيوبية في محلة الصالحية بدمشق .
.هذا الرجل لم ُيذكر اسمه في كتب التاريخ ، حتى أن الكاتب المرحوم عز الدين علي ملا لم َيذكره في كتابه " حـي الأكراد بمدينة دمشـــق منذ 1171 حتى 1971 " . ليس وحده لم يذكره المؤرخون ، بل أن الكثيرين ايضا لم يذكرهم اولئك الكتبة ، أذكر منهم على سبيل المثال الشهيد حمو جمو الذي اعدمه الفرنسيون شنقا حتى الموت ، ومسلم وردة الذي قاوم الفرنسيين بين منطقتي حرستا ودوما وغيرهم ، في حين أن الكثير ممن لم تكن لهم علاقة بالثورة ضد الفرنسيين صاروا ابطالا ميامين ، وبهذه المناسبة اذكر لكم المثل التالي :
كان لوالدي صديق عزيز عليه هو الأستاذ عبد الوهاب عمر باشا " ابو صلاح" الذي كان وأخوه الأستاذ ممدوح عمر باشا من عصبة صبري العسلي في الثورة السورية المقاومة للاحتلال الفرنسي لسوريا ، وكانت لهما اراض واملاك في قرية المال التابعة لمحافظة القنيطرة .
ولما اغتصب حافظ أسد السلطة عام 1970 طلب من الأستاذ ممدوح عمر باشا أن يساهم في تجديد رابطة المجاهدين السوريين شهرت بالجريدة الرسمية تحت رقم 12049 تاريخ 13/2/1955 بمركزها الرئيسي الكائن بمدينة دمشق .
لقد تغير اسم الرابطة إلى (رابطة رجال الثورات السورية) فيما بعد وشهرت برقم 80 عام 1959، فأراد حافظ أسد أن يوهم الناس بأنه أسسها سيما وأن خبر وجودها أصبح في طي النسيان ، وعلى هذا الأساس وبأمر من حافظ اسد راح الأستاذ ممدوح يبحث عن رجال من الذين قاوموا الفرنسيين في حقبة الاحتلال الفرنسي لسوريا .
أتذكــر حينها ان المرحوم ممدوح عمر باشــا جاء لبيتنا في حــي الأكــراد بصحبة أخــيه " أبو صلاح " وعرض على والدي تسجيل اسمه في سجل المجاهدين السوريين مع راتب شهري قيمته 150 ليرة سورية ، فاعتذر والدي وقال له : انا لا اريد وحبذا لو تبحث عن آخرين تعينهم على عيشتهم براتب المجاهد ، فذهب الأستاذ ممدوح وسجل الكثير من الناس المجاهدين وغير المجاهدين وخاصة الفقراء بغية مساعدتهم ماديا .
لكن وبعد عشرات السنوات أصبح أولئك الرجال في سجل الخالدين بالرغم من ان اكثرهم لم يكن مع المجاهدين بالأساس ، وأصبح لهم تاريخ حافل بالنضال ، بحيث لو سألت احفادهم تجدأنهم لا يرضوا أن يقال عن اجدادهم إلا الأبطال المجاهدين !!
في الحقيقة أن هذه الحالة تتكرر بشكل آخر ، أذكرها منتقدا الذات وأنتقد رفاقي ورفاق الكثير من الأحزاب الوطنية الغير رسمية في سوريا حيث كنا ومن اجل الإكثار من عدد الرفاق في الخارج كنا نزوّد الكثيرين ممن يهجروا الوطن الى الخارج بكتب حزبية ، ونزكيهم لدى الدوائر المختصة للحصول على اللجوء السياسي " رغم ان اكثرهم هاجر من اجل العمل واكتساب قوت العيش " مؤكدين على انهم من رفاقنا المناضلين الشرفاء من أجل أن يحصلوا على اللجوء السياسي والبقاء في الخارج .
كانت هذه الخطوة سببا في ارتباك الأحزاب المعارضة بالخارج لأن اكثر اولئك المستفيدين كانوا يتركوا الحزب حالما يحصلوا على اللجوء السياسي ، ويصبحوا عالة على الحركة السياسية ، ليس ذلك فقط وانما يقفوا في الصف المعادي للحركة السياسية التي ساعدتهم في الحصول على اللجوء وحق الحماية في الكثير من الأحيان .
مثال آخر ، أنه كان لوالدي قريب هو " ابن خاله المرحوم " منذر بن المرحوم ابراهيم هيتو" وكان هذا الرجل متخلف عقليا ، فطلب لأداء الخدمة العسكرية قبيل حرب حزيران 1967 وهو من مواليد 1946 على ما اذكر ففرزوه إلى ملاك الخدمات الثابتة ، اي لقطعة عسكرية غير محاربة .
زجوه في المعركة ، فضاع المسكين فيها واعتبروه مفقوداَ يومها ..
الآن يوجد زقاق في حي الأكراد باسمه : وهو زقاق الشهيد البطل منذر هيتو .
ومثال آخر ايضا ً :
حافظ اسد وصلاح جديد واخوه غسان جديد كانوا في خلية واحدة بالحزب السوري القومي الاجتماعي ، هذا ماحدثوني عنهم مل من الأستاذ هاجم فلوح الذي تسلم في الثمانينات أمانة الحزب ، وايضا قاضي محكمة التمييز الأستاذ سميح الغبرا رحمهما الله ، رفاق الدكتور نسيب الدردري الذي كان نسيبي والذي اخبرني معهما ايضا بأن حافظ اسد " الذي أقاله من وظيفته كمدير الخدمات الطبية بدمشق" يومها ، أخبرني بأنه كان مسؤول على حافظ اسد والأخوين جديد شخصيا عندما كان مسؤول لتنظيم الحزب القومي السوري لسوريا الحالية التي كانوا يطلقوا عليها اسم " الشام" لدى حزبهم القومي السوري .
هذا الخبر لم اقرأه في اي كتاب أو مدونة ..
وايضا مثال آخر أنه وفي حي الصالحية بدمشق ، الحي المجاور للحي الذي ترعرعت فيه توجد منطقة كل الناس تطلق عليها ، إضافة لأجهزة اعلام النظام التي تطلق عليها اسم " الشركسية " ولو سألتم اي من الدمشقيين عن سبب التسمية سيقول لكم أن الاسم هو نسبة إلى سكانها الجراكسة " أي " الأديغا " مع العلم انه لايوجد فيها ولاشركسي واحد بل أن التسمية هي نسبة لمدرسة وتربة بناها " مولى الأمير جهاركس بن صارم الأيوبي " بين ١٢٨٨م حتى سنة ١٢٩٤م ،
كما أن كلمة جهاركس طلمة كردية تعني " الأشخاص الأربعة " والتربة فيها اربعة اجداث ، يعلو بابها قارمة مكتوب عليها وبالخط الكبير " المدرسة الجهاركسية " .
كما توجد قارمة صغيرة مكتوب عليها ان بانيها هو مولى الأمير جهاركس بن صارم الأيوبي .. شركسية بقوة الفعل ، يعني النظام أشاع هذا الاسم والعامة تداولوه .
ومن تجربتي الشخصية حيث أني هربت من الوطن حالما أطلق سراحي من معتقل تابع لأحد فروع المخابرات السورية السيئة الصيت والمعروف باسم فرع المنطقة أو فرع المخابرات العسكرية عام 1989ففوجئت بالبعض وقد اختلقوا احداث لم اذكرها كأن يقول لي احدهم اتذكر كيف حملتك وانت مُضرج بالدماء !!
بالرغم اني لم اقاتل ، ولم يطلق النار لا من بين متظاهرينا ، ولا من قبل قوات القمع ذووا القبعات الحديدية ، ولم اعتقلحينها أثناء المظاهرة بالأساس لأن اجهزة القمع تعمدت عدم اعتقالي خلالها ، بل بعد المظاهرة بثلاثة ايام لألا تزيد في الطين بلة .
يا أصدقائي : تصوروا أية حادثة قد تجري امامكم في الشارع ، ستروا أن كل من شاهدها يقص حيثياتها بشكل مختلف عن الآخر ، فمن رأى سيارة تصطدم بأخرى من جهة اليمين يقص الدث بشكل مغاير لمن شاهدها من الطرف اليسار ، ووتحول الحادثة بعد نصف ساعة إلى قصة يتناقلها الناس مع التبهير ..
ومن هنا فإني ارى بان الكثير من الحوادث التاريخية غير متطابقة مع الواقع قد ودخلها الكثير من التحريف . لذلك أحث الناس على التدوين والكتابة ، خاصة في عهدنا الحاضر عهدالصحف والمجلات والصحف الألكترونية وأخص بالذكر المواقع التي حافظت على ديمومتها واستمرارها كي ننقل للأجيال القادمة مايحث في ايامنا هذه ، لكي نروي قصص شعوبنا ، وويلات الحروب المدمرة التي تشنها انظمة الاستبداد والقمع ، من المحيط إلى الخليج ..
أرى أن الكثير من الشخصيات العظيمة لم يعد لها ذكر ، لأن الناس لم يكتبوا عنها ..
لذلك ارجوكم أن تكتبوا لتذكرنا الأجيال القادمة وإلا فستندثر كل قصص الحروب والتدمير لتبقى صور التماثيل التي مللنا من رؤيتها ، أصنام اربابلظلم واستبداد .

=========================

(1) جميل المدفعي كان قائداً للمدفعية مع الملك فيصل الأول وقد عين قائداً لموقع دمشق، وعمل كمساعد ومستشار للملك فيصل الأول ، تسلم رئاسة الوزراء ثلاث مرات. رجع إلى العراق بعد فشل ثورة رشيد عالي الكيلاني وعين عضواً في مجلس الأعيان ، توفي يوم / 26 أكتوبر 1958م، عن عمر يناهز السبعين عاما، ودفن في مقبرة الخيزران قرب قبر الشاعر معروف الرصافي .
(2) خليل ظاظا ، اصبح فيما بعد احد اعضاء مجلس الأعيان الأردني .
(3) مظاهرة نوروز عام 1986 التي قامت استنكارا لمنع كرد دمشق من الاحتفال بعيد نوروز ، وصل المتظاهرون يومها حتى القصر الجمهوري حيث أطلقت النيران باتجاه المتظاهرين وجلهم من الأطفال والنساء ، فسقط الشاب سليمان آدي شهيدا ، وبعد ايام أقدموا على اعتقالي لمدة سنتان ونصف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقيف مساعد نائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصال


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تهز عددا متزايدا من الجامعات




.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال