الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوقفوا بهلوانيات السيد العاگوب في نينوى واقيلوه محافظا

وسام جوهر

2018 / 11 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


السويد 2018-11-28

لطالما كتبنا و تكلمنا عن قيمة الانسان الفرد و قدسيته و اهميته لبناء الحضارات و رقيها وازدهارها. فهو اي الانسان الفرد، من يبدع فكريا وهو من ينتج و من يكافح وما المجتمع دون هذه اللبنة الاساسية؟
مالذي حدث بنا نحن اهل مهد الحضارات البشرية لكي ننتهي الى الدرك الاسفل و نسحق الانسان الفرد سحقا بكل ما توفر لنا من اساليب وادوات قمعية ...
اي بشر نحن؟ نقدس الحجر و الشجر
نقدس الدين و المذهب
نقدس الشيخ و الامام
نقدس الملك و الرئيس
نقدس الحزب و رئيسه
نقدس كل شيء ... الا المستحق الوحيد ليكون لنا المقدس الذي ما بعده مقدس....!
نعم الانسان الفرد اعنيه ...و من غيره اذن؟
يالله بنا و تخيلوا كل ما تقدسونه، بدء باعلى الهرم من اشكال الهتكم و نزولا عند انبيائكم ورسلكم و مشايخكم وائمتكم و قساوستكم و ملوكم و رؤساكم، ما قيمتهم و ما قيمة ومعنى وجودهم جميعا دون الانسان الفرد؟

يالله جاوبوني! لما اخرستم؟
طبعا تصمتون!
فما قيمة ملك دون الانسان الذي يؤلّهه ويخدمه عبدا ذليلا !
وما قيمة قائد دون هذا الانسان الذي يرمي به في اتون مغامراته الجهنمية؟ فهل رايتم قائدا يرمي بنفسه قبل هذا الانسان في النار؟
ما قيمة و لمن وجود عقيدة او دين او مذهب او نبي او رسول دون هذا الانسان الفرد الذي سيصلي و يعبد و يدفع الزكاة و سيحج و سينذر وان احتاج الامر سيقاتل و يفجّر نفسه و ينحر اخيه الانسان، وكل ذلك من اجل شهادة و جنّة موعودة لا وجود لها الا في مخيلتكم المريضة وكل ذلك دون ان يرمش لكم جفن، و انتم ترون اطفاله ايتاما حفاة عريانين يتسكعون الارصفة يزحفون على بطونهم الخاوية!

ان كنتم لازلتم لا تعون قيمة هذا الموجود العظيم، و نعم، العظيم الوحيد، فتخيلو دون جبن وقولو لي ما معنى الاله نفسه دون هذا الانسان الفرد الذي سخرتموه عبيدا ذليلا حقيرا ليس له املا الا بصيصا ضعيفا في حياة ... لا حياة فيها بعد موت و فناء، اسميتموها خبثا و نصبا و احتيالا بالاخرة ...ولما لا وانتم تعلمون جيدا ان المسكين الذي تفتت الى تراب و هباء منثور لن يحاسبكم يوما.

ما نراه من مشاهد مقززة تحدث في محافظة نينوى و عاصمتها الموصل على يد حاكمها المستبد السيد نوفل العاگوب لا يجب ان تترك من له ذرة من الاحترام للانسان الفرد دون ان تمسه هذه السلوكيات المشينة في بهلوانيات عاگوبية غريبة في زمن الانترنيت و عصر الفضاء والتكنوليا ايمة غرابة!

نحن شعب مسكين ساذج و غلبان الى درجة يصفق الكثيرون منا عندما يهين السيد العاگوب موظفا مسكينا او شرطيا دفعه حظه العاثر امام عاصفة السيد العاگوب الشعبوية الهوجاء.
في اين زمن تظن نفسك انت تعيش يا سيادة المحافظ! تصيح و تصرّخ و تذل و تهين انسانا من رعيتك امام الكاميرات والعالم!
انا اشك انك تتجرىء على حرمك في بيتك على ما هو اقل بكثير مما ترتكبه بحق موظفين لا حول لهم ولا قوة بين اياديك المطلقة، دون ان يتحرك شارب من مجلس محافظتك او من الطيف السياسي الذي عمت لديهم البصيرة، فلم يفلحوا في حظهم اكثر من ان يتصافقوا عليك انت! فيا لسوء حظنا فيك و فيهم جميعا.

بغداد يا بغداد ... هلا تفرّغت لحظات من مشاكلك و تحالفاتك و تامراتك، لكي ترين ما يدور في العراق العظيم جداااا، من مهزلات جعلتنا مسخرة للعالم.
كوني قدر المسؤولية يا عاصمة ....من؟ لا ادري، وانقذي اهل نينوى من كابوس جاثم على صدورهم. ما يدور في الموصل شيء سخيف و لا يليق بمن يريد ان يسمي نفسه حتى نصف دولة قانون.

انا لا ادافع ولا لا ابريء من سلّط الله جلّ جلاله سيف العاگوب على رقبته و لست معنيا بتبرئتهم و لا بادانتهم فذلكما من شأن القانون.
اذا كان العاگوب لنا سيصبح المشرّع و القاضي و الجلّاد فلنحلّ اجهزة الدولة و نوفر لميزانيتها الملايين و المليارات.
و على طاري الانسان و حقوقه المشروعة المقدسة لا يفوتني ان انبه او اناشد المسؤولين على نظام التربية في البلد للاسراع الفوري و دون تقاعس او تاخير الى سن القوانين اللازمة او تفعيلها ان وجدت، والتي تمنع منعا باتا ادنى اشكال تعذيب الطفل او التلميذ جسديا او نفسيا، وانزال العقوبات القانونية الصارمة بحق اي من الهيئة التدريسية، ان وجد ممارسا للعنف ضد التلميذ.

تتناقل بين الحين و الفين مشاهد سادية تدمي القلوب ، حيث الطفل يتعرض الى ابشع انواع التعذيب. الدولة التي تعتد بنفسها لا تقبل اي عذرا لهكذا ممارسات اجراميسادية مريضة ....
لكم بكيت لمشاهد لا حول لي و لا قوة عليها، على بعد الاف الكيلوميترات، وانا ارى الخوف والرعب في عيون صغارنا امام جبروت من لا يستحقون ان يحملو لقب المعلم او المدرّس.
ما لم نتحرك لايقاف هكذا ممارسات يصبح كل كلام نحو اطفالنا اكبادنا و اطفالنا مستقبلنا مجرد دجل مخزي.
لا نريد اطفالا يرعبون ممن يعلمهم و يربيهم بل اطفالا سعداء يبتسمون و يحترمون المعلم و المدرس، شاكرين لهم نعمة العلم والمعرفة. دون هذا لا يحق لنا الكلام عن بناء و تربية اجيال غدنا جميعا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وسام جوهر
نصير الاديب العلى ( 2018 / 11 / 28 - 10:50 )
اخ وسام جوهر من حق المحافظ كرئيس وحدة إدارية ان يوبخ اية جهة تتجاوز على حقوق الناس والأطفال رغم قساوة المشهد الا ان بهذه القساوة البسيطة يمكن ان يتجاوز الكثير من الأخطاء من قبل المعلمين والمدراء الذين يبطشون في ضرب التلاميذ الصغار وهل تقبل انت ان يهان طفلك ويضرب في المدرسة لمجرد انه تجاوز او اخطأ فاذا علم هو بانه متجاوز او خاطئ لما فعل ذلك او اعتذر .. لا اخ وسام انت اكثر من قاسي بحقوق التلاميذ من خلال مشهد يعطي درسا تربويا لمن نسوا واجباتهم تجاه التلاميذ فاين يوجد فلقة وعصا وضرب ومشاهد قاسية كيف نبني مجتمعا يتعلم ويعلم من دون عصا
تحيتي

اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟