الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعم ومساعدة ضحايا العنف--آلفة--

سلطان الرفاعي

2006 / 4 / 11
حقوق الانسان


مبدأ الحياة كناية عن هدف أو تطلع عام ننتقيه ليصبح الأساس والموجه لقراراتنا وأفعالنا.:دعم ضحايا العنف والتخفيف من آلامهم، أو الوقوف موقف المتفرج واللامبالاة.فإذا كان هذه من مبادئ حياتنا، فإننا نجد أنفسنا أمام خيارين، أحدهم لعمل الخير والثاني للتوقف عن أي مشاركة وجدانية. ننتقي الأول ونبتعد عن الثاني.
إن في كل منا مبدأ يتميز في أهميته عن المبادئ الأخرى، فيصبح هو الموجه لها. قد يكون من الصعب أن ننتشله من أعماق اللاوعي عندنا، لنتفحص كيانه، ولكن ليس هناك من شك في وجوده. وكما أن في أعماق كل منا حاجات وتطلعات وقيما تشغلنا، فان هناك أيضا، في تعرجات حياتنا السورية، هما يبرز وكأنه الأهم. ومبدأ الحياة هذا يطول كلا من قراراتنا، فكأنه النغم البارز في قطعة موسيقية، يتردد في كل جزء منها، وكأنه اللحمة لتلك الأجزاء كلها. وبالطبع، يبقى لكل منا، دون سواه، أن يجيب في أعماق نفسه عن السؤال: قد أكون أنا شخصيا ضحية لعنف ما، فما الذي أرجوه من الغير؟
هنالك شيء أكيد في حياتنا، ولو غير واضح المعالم، ينتاب غالبية ضحايا العنف، من أي مصدر كان. حول قدرت الضحية وامكاناته على حل مشاكله بنفسه. والواقع أنه إذا تركناه لوحده، بسلام.لمشاكل، وتفاقمت آلامه، وتزايدت همومه ومصاعبه، وتعقدت أوضاعه، وأصبح نهاره ليلا.، وما استطاع بلوغ ميناء الحياة بسلام . بل قد يفقدها كليا ولسان حاله:
إنني حزين لفقدها، وإنني حزين على كل ضحية لعنف ما في مكان ما في زمن ما. إنهم ضحايا لعنف فتك بهم، يموتون يوما بعد يوم، وإذا أحجموا عن قتل دواتهم فقد فقدوا اللذة في العيش وحبسوا أنفسهم في غياهب القنوط والذكرى والألم والزمن الضائع من حياتهم، وراحوا ينتظرون قدوم الموت، بعد أن فقدوا كل أمل في أية مساعدة، تُنقذهم من وحشة الانتظار القاتل.

الشريعة الأساسية للكمال الإنساني، ومن ثم لتغيير وجه العالم، هي دعم ضحايا العنف، والوقوف بوجه الأسباب، لذلك على العلمانية اليوم أن تُقدم نفسها للجميع بدفاعها عن كل ضحية من ضحايا العنف، فهنا تكمن رسالتها الحقيقية، في تعريف نفسها، كما أنها تجد في هذا الدعم أصلها وقوتها ومبتغياها.
وللقيام بهذه المهمة أفضل قيام، ثمة بالطبع حاجة إلى مبادرات ومؤسسات وتصميم وتنظيم وتنسيق. وثمة حاجة إلى مؤسسات تتبنى الهدف الإنساني البحت، بعيدا عن أي أهداف أخرى. وهذا العمل الإنساني البحت، يجب أن لا يكون انتقائيا فيقتصر على بعض الضحايا دون غيرهم، بل هو عمل إنساني ملتزم بالجميع. وليكن العمل هادفا إلى استئصال أسباب العنف لا إلى إزالة نتائجه فقط، منظما على وجه يُفضي بالضحايا إلى التحرر شيئا فشيئا من حاجتهم إلى الآخرين، والتمكن من كفاية أنفسهم بأنفسهم، والانطلاق من جديد، إلى غد مشرق أكثر، وأيام أقل حلكة وألم.
إن نظرة واعية لواقع العنف في بلادنا ومن ثم إلى ضحاياه. تجعلنا نلتفت أكثر فأكثر إلى هؤلاء الأفراد الذين تعرضوا إلى قسوة وعنف غير مبررين في حياتهما، ومن أجل حياة لائقة بالإنسان. وتوضح بالتالي من خلال هذه الاعتبارات، كيف يمكن، بل يجب أن توضع في خدمة الضحية تحديدات الأهداف والمقاصد التي سينتهجها المشروع الجديد (ألفا) لدعم ومساعدة ضحايا العنف.
إذا كان دعم ضحايا العنف قد صار واقع بصورة كاملة عن طريق هذه المؤسسة الإنسانية الجديدة. وإذا كانت هذه المؤسسة، بصفة كونها هيئة اجتماعية إنسانية، تُحَدد من هذا المنطلق، فينتج مباشرة السؤال عن العلاقة بين هذه المؤسسة والضحايا الذين يخالفونها في الرأي والتوجه؟
العمل الإنساني هذا يجب أن ينطلق من دون تحفظ على أحد. يجب الدعم والمساعدة والاعتراف بالضحية مع اعتقاداته وتوجهاته وآراءه الخاصة، مع كل اعتقاداته المختلفة عن اعتقاداتنا وتوجهاتنا، مع كل أفكاره المختلفة مع أفكارنا وطروحاتنا، معه شخصيا، كضحية ذاقت العنف.
يجب على هذه المؤسسة أن تنفتح على نداء هو أكثر من نداء إنساني. يجب عليها أن تتجاوز ذاتها بفضل مد يد العون إلى الجميع، وأن تلتقي في طريقها مع خصوصيات الضحايا التي لا يُعرف لها مدى.
((
العنف سلوك أو فعل إنساني يتسم بالقوة والإكراه والعدوانية، صادر عن طرف قد يكون فرداً أو جماعةً أو دولة، وموجّه ضد الآخر بهدف إخضاعه واستغلاله في إطار علاقة قوة غير متكافئة مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة أخرى.
لقد أوضح آخر تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية أن العنف يكبد الدول خسائر مادية ضخمة، وتشير الإحصائيات إلى أن الإصابات التي تنجم عن العنف تكلف الدول ما لا يقل عن 4% من الناتج المحلي الإجمالي وذلك بالإضافة إلى المعاناة الجسدية والنفسية المريرة، وقد جاء في التقرير الذي صدر بمناسبة اختتام مؤتمر لمكافحة العنف استمر 4 أيام في فيينا أن نحو 1.6 مليون شخص يموتون سنوياً بسبب إصابات ناجمة عن العنف، كما يصاب ملايين آخرون بإصابات نفسية وجسدية مختلفة.
وتشير الدراسة إلى أن العنف هو من أكثر العوامل المسببة للوفيات للفئة العمرية ما بين 15 و 44 عاماً، وتتفاوت النسب بين الذكور والإناث حيث تبلغ لدى الذكور 14% أما الإناث فتبلغ 7%. كما توضّح الدراسة أنَّ الذكور عادة ما يتم قتلهم بواسطة أشخاص غرباء، أما النساء فغالباً ما يتعرضنَّ للقتل على أيدي أزواجهن أو شركائهن. لقد أشار التقرير إلى التكاليف الطبية والقانونية والقضائية والأمنية الباهظة بالإضافة إلى الأضرار النفسية وفقدان القدرة على الإنتاج، وجاء فيه: إن السلفادور تنفق 4.3% من ناتجها الإجمالي القومي على التكاليف الطبية المرتبطة بالعنف بينما تنفق البرازيل 1.9% وبيرو 1.5%.
أما في الدول الصناعية فالتكلفة مرتفعة للغاية، ففي أستراليا مثلاً تتكبد الدولة خسائر مالية لا تقل عن 837 مليون دولار سنوياً، أما في الولايات المتحدة فتبلغ الخسارة 94 مليار دولار سنوياً.))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رشوا السياح بالمياه.. سكان برشلونة يتظاهرون ضد السياحة المفر


.. لحظة اعتقال الشرطة الإسرائيلية لمتظاهر في تل أبيب




.. رئيس وزراء بريطانيا الجديد ينهي خطة لترحيل اللاجئين لرواندا


.. شهيدان بينهما موظف أونروا جراء قصف إسرائيلي قرب مخزن مساعدات




.. رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر ينهي خطة ترحيل اللاجئين ?