الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى تكتمل الكابينة الوزارية لحكومة عبد المهدي !؟وهل نعقد الامال على الانتخابات مرة اخرى!؟

زهور العتابي

2018 / 11 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


في كل ما مر بالعراق من حكومات متعاقبة ابان الديمقراطية كان من بين رجالاتها من يسعى جاهدا لأن يجعلها لاتخرج أبدا عن لباسها الديني ففي كل مرة وللاسف الشديد لابد أن تظهر لنا زعامات دينية تؤثر في المشهد السياسي وتتدخل بتشكيلة الحكومة لتساهم في صنع القرار بصورة مباشرة ..بل أحيانا كثيرة يذهب البعض منها لما هو أبعد من ذلك وهي أن تجعل امور الحكومة لا تمضي قدما الا بتفويض منها وموافقتها والا تلجا لطرق اخرى كأن توجه مؤيديها بأن ينزلوا الى الشارع ويحدثوا البلبلة والقلاقل لتعم الفوضى فترضخ الحكومة وتستجيب لاملائاتها ومطالبها ..فها هو اليوم رئيس الوزراء الجديد السيد عادل عبد المهدي قد تجاوز المدة القانونية ويقف عاجزا الان عن إكمال كابينته الوزارية ليمضي قدما الى الامام في تنفيذ برنامجه الأصلاحي الذي كان قد وعد به الشعب !! كل ذلك يحدث بسبب تاثير وتدخل هؤلاء !! نتساءل ؟ الى متى نسير بذات النهج مع كل انتخابات تجري في العراق !؟ لماذا لا تتحرر الحكومة من تأثير العمامة بلونيها سواء في تشكيلها او في اتخاذ القرارات المهمة التي ينتظرها ويعول عليها الشعب !؟ لماذا !؟ مع جل أحترامنا للعمامة ولمن يلبسها لكن يجب أن يكون هناك فصل ما بين الدين والسياسة ..فالأديان والمذاهب موجودة في كل البلدان ولكنها تعمل بعيدة عن الحكومة فلها أعمالها الخاصة والتي لا تبتعد عن الناس بل هي على تماس مباشر معهم لكن في حدود الامور والفتاوى الدينية فقط فتكون بذلك قريبة من الشعب لكنها بعيدة عن عمل الحكومة . لما نحن غييير !؟هل كان لرجال الدين أي تأثير في الحكومات السابقة وما قبل الديمقراطية !؟..ابدأ .. فمالذي حدث الان !؟ المفروض برجل الدين أن لا يقحم نفسه بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد لأنه إن فعل العكس سيفقد مصداقيته اولا كرجل دين لانه سيدخل في دهاليز السياسة المظلمة هذا أولا...وثانيا أن نتائج تدخله ستكون قطعا سلبية بما لديه من قصور في فهم فنون السياسة لأنها ليست من اختصاصه وبالتالي لايمكن له ان ينجح أو يبدع فى إدارة أمور البلاد فيكون بذلك قد فقد(الحسبتين) كما يقال لاهو برجل دين ولا هو رجل سياسة !! هناك مقولة تقول اذا دخل الدين في السياسه يفسد الدين وتفشل السياسه !!،فالدين (يفرق) لان اعتماده سيكون المذهب...والمذاهب متعددة والناس للأسف تتفق في كل شيء لكنها تتعارض وتختلف في الدين والمذهب هناك نوع من التعصب وان ادعى البعض العكس ... اما الوطن ( يجمع ) فالانتماء للارض يوحد الناس لأن المصير واحد والمصالح واحدة مشتركة .. الدين هو صلة بين العبد وربه لذا فرجل الدين مكانه الصحيح في الجامع او الحسينية لايمكن له ان يذهب بعيدا عن هذه الأجواء وذاك المكان ويستبدله بآخر ومتى ما احتاجه الناس في فتوة دينية أو نصيحة أو استفسار يقصدونه في مكانه هذا ..ولكي يكون رجل الدين شخصا يقتدى به ويؤخذ برأيه عليه ان لا يقحم نفسه بالسياسة أبدا ويبتعد عنها قدر المستطاع كي يكون اكثر مصداقية ووضوح ويكسب ثقة وحب الناس له ..
ماحدث بعد الاحتلال أمر دبر بليل ورسم بعناية... أريد لهذا البلد أن تعم فيه الفوضى والفرقة فلهذا اقحموا الدين بالسياسة وهذا أسهل الطرق لتفكيك البلد والنيل من وحدته وسيادته ....فما أن دخل المحتل العراق وضع بريمر دستوره معتمدا المحاصصة في تشكيل الحكومة وجعلها أهم بنود الدستور ووزعت الأدوار والمناصب فيها على ثلاث ...الشيعة والسنة والكرد...وهنا كان الخطأ الكبير الذي لازلنا ندفع ثمنه ..كانت بحق مؤامرة أريد لها ان تزرع بذور الفتنه والطائفية في العراق والسبب معروف وهو بقاء المحتل اطول فترة ممكنة لا من اجل استنزاف خيرات البلد وموارده فحسب بل ان يكون لاميركا اليد الطولى وموطأ قدم في هذه المنطقة( الشرق الأوسط ) التي فيها من الخيرات الكثير والتي ما سلمت يوما من الحروب و الصراعات بسبب مواردها النفطية ووجود دويلة إسرائيل الحليف القوي والطفل المدلل للولايات المتحدة الأمريكية ...ومنذ دخول أميركا أرض العراق عملت بمبدأ (خالف تسد) واعتمدت نظرية (الفوضى الخلاقة) التي افصحت عنها بكل صراحة ودون تردد ( هيلاري كلنتون) وهذه النظرية نجحت تماما وأتت ثمارها فعلا لأننا طوائف متعددة وقوميات مختلفة فكان من السهولة جدا جر هذا البلد وشعبه لتلك النعرة المقيته فالطائفية يحركها اثنان (القومية والمذهب ) وهكذا استشرت بيننا كما السرطان والعياذ بالله والتي لم نعشعها يوما ولم يكن لها مكانا بيننا أبدا !! كنا كشعب متحابين فيما بيننا لانعرف جارنا او صديقنا أن كان شيعيا أو سنيا..عربيا أم كرديا...كنا فعلا نعيش بامن وسلام والذي بتنا نفتقده وتنحسر عليه الآن !!!
العراق الان بحاجة لدولة ( مدنية ) يتساوى بها الجميع في الحقوق والواجبات ويكون القانون فيها هو الفصل وفوق الجميع كي يواكب الدول المتقدمة ويصل الى ما وصلت اليه من تقدم علمي وتكنولوجي في كل المجالات ..هذا ما نطمح له فعلا لكن هل يمكن ان يحدث هذا ..انا وكما الآخرين لا أرى بارقة أمل نحو تحقيق هذا ولا امل في التغير ابدا في انتخابات أو حكومات المقبلة .. واااهم جدا من يتصور العكس .. فالسيناريو الذي رسم لابد أن ينفذ حتى النهاية إذ لاسبيل لمغادرة المحتل الان لان الهدف لم يتحقق والغايات لم تكتمل بعد !! هناك مخطط يجب أن يسير حسب ما رسم له بالضبط ...فلا نرتقب يوما او نعقد الامال على ظهور رجل قد يظهر من بيننا يمتلك تلك العصا السحرية ليغير ..رجل وطني غيور ينتشل هذا البلد ويقوده لجادة الخير والأصلاح والأمان !!! أبدا.. وحتى أن وجد مثل هكذا رجل فلا يسمح له ابدا ان يعتلي دفة الحكم فالامور كلها بيد المحتل الذي ما جاء الا ان يكون هو اللاعب ...المؤثر... الأهم في المنطقة والسيطرة على كل ثرواتها ...وقدرنا نحن ولحماقة وعنجهية حاكمنا سامحه الله جعل من العراق نقطة الارتكاز والانطلاقه الذي من خلالها يحقق المحتل غاياته وطموحاته وهذا قد يتطلب وقتا طويلا حتى ماشاءالله !!!
هناك أمل واحد فقط يمكن ان يقلب كل الموازين ..وهو إرادة الله سبحانه وتعالى ( لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ) لاسيما وأن العراق له مكانته وقدسيته كونه بلد الأنبياء والأولياء والصالحين....ربما هناك من لايوافقني الراي بل يهزأ بما اقول ويصفه بالاستسلام والضعف ويقول هذا هو ديدن الفاشلين .. العاجزين .. المفلسين ..أجيبه وأتمنى عليه أن ﻻ يستهين بقدرة الله عز وجل ...ولنتعترف جميعنا اننا فعلا عاجزين لان المخطط اكبر بكثير من قدرتنا على التدبير والسعي في وضع الخطط الصحيحة نحو التغير والانقلاب على دستور المحتل اللعين...فمالنا الان إلا ان نستعين بالله رب العالمين قاهر الجبابرة ذو القوة المتين ...ولا عجب ..فالذي زلزل الأرض من تحت أقدامنا قبل يومين وخرجنا من البيوت خائفين ..مذعورين رغم بساطتها قادر أن يزلزل الارض من تحت أقدام وعروش المحتلين والعابثين التي أساؤا كثيرا لشعب العراق الأبي ولبلد الأنبياء والصالحين.. بلاد مابين النهرين .......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طبيب يدعو لإنقاذ فلسطين بحفل التخرج في كندا


.. اللواء الركن محمد الصمادي: في الطائرة الرئاسية يتم اختيار ال




.. صور مباشرة من المسيرة التركية فوق موقع سقوط مروحية #الرئيس_ا


.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي




.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط