الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأنفاس الأخيرة

مليكة حتيم

2018 / 11 / 30
الادب والفن


ألعق جراحي كهر شريد، أنظر خلفي ويجتاحني خوف من المجهول، من قدم أخرى قد ترفس البراعم الهشة في دواخلي حيث أخفي الزنبق عن المخالب المتعطشة للانتشاء من الأشلاء، إلا أن العبق قد يدلهم على الجدول الصغير حيث تنمو على الضفاف...، عبر المسارب يتسلل وجودي ليسرق قضمة من الشمس قبل المهرجان، هناك شعاعها المبتور سيضيء موائد المذابح ليصطبغ بلون الدم، ويشهد المحفل وأد شمسنا لأن نورها قد تنسل منه الفسائل في أعماقنا فتمتلئ بالحياة من جديد، ولأن صراخ النبضات سيتقض مضاجعهم. لا زلت أذكر ذلك اليوم حين غادروا المدينة، وفي صناديق من الصوان وضعوا قلوبهم، طمروها في الفيافي البعيدة حيث الأرض الملعونة العقيم، ثم عادوا إلينا بملامح شبه آدمية تتلذذ بالأنفاس الأخيرة للشموع المستترة في الدهاليز، وتضخ فينا هواء مثلجا يخرس قلوبنا عن الغناء، وألغاما تجتث الربيع من عيوننا...
في ذاك اليوم عم الصمت وماتت عصافيرنا في أقبية الذكريات، والآن ما تبقى منا يضمر شيئا فشيئا في الظلال بعيدا عن الوهج، وفي انتظار النهاية نقتات أمنيات شريدة لفظتها أنفاس محتضرة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في


.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/




.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي