الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربما قنبلة نووية على غزة ستحل المشكلة!

عودة بشارات

2018 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية






الانتقاد الذي تم توجيهه لبنيامين نتنياهو بسبب الموافقة على وقف إطلاق النار في المواجهة الأخيرة في قطاع غزة، وبالذات من قبل ما يسمونهم «مؤيدي السلام»، هو انتقاد يثير الغثيان. يبدو أنه باستثناء الدوس على رقبة غزة الدامية، ليس هناك شيء يمكن أن يشبع رغبة الانتقام لدى اليسار المزيف هذا، وطالما أن غزة لم تركع، فمن المحظور الموافقة على وقف إطلاق النار. أولًا، يجب عليهم الاستسلام، وعندها فقط سيتفضل الإسرائيليون بمنح المهزومين وقف إطلاق النار ليتمكنوا من دفن قتلاهم ومواصلة حياتهم في ظل الحصار.
الإسرائيليون المدللون الذين اعتادوا على عمليات «الضربة الخاطفة»، موديل حرب 1967، يرفضون الموافقة على أقل من ذلك. لقد كانت هناك عدة جولات من القتال كان بدت فيها أن إسرائيل متفوقة بكل المقاييس ـ الخسائر في الأرواح وفي المصابين والدمار وفي عدد من لا يملكون مأوى- ورغم كل ذلك فإن رؤساء الحكومات في إسرائيل كانوا دائمًا مضطرين للقيام بحرب نفسية، في محاولة لإقناع الإسرائيليين المدللين بأنهم هم الذين انتصروا، في حين أن قادة حماس احتفلوا فوق أنقاض البيوت بانتصارهم.
الآن أيضًا قطاع غزة، ويا للوقاحة، لم يستسلم، وحسب كل الدلائل لا ينوي الاستسلام. إذًا هيا نهمس في أذن نفتالي بينيت الصقري وفي أذن الصقور المتخفين بزي الحمائم: انسوا اسطورة الانتصار النهائي، القاطع والواضح، لأنه ليس بالإمكان الانتصار على من هو مقموع تمامًا، ليس بالإمكان الانتصار على الجمهور الذي بفضل إسرائيل أصبح الموت لديه هو الملاذ من الواقع الفظيع.
من أجل التخفيف من خيبة الأمل نتساءل: هل تعتقدون أن مصير الاحتلال الإسرائيلي سيكون أفضل من مصير الاحتلال الأمريكي لفيتنام، حين هرب الأمريكيون طلبًا للنجاة رغم سلاحهم المتطور وطائراتهم اللامعة؟ هل سيكون مصير الاحتلال الإسرائيلي أفضل من مصير الاحتلال الفرنسي في الجزائر، حيث جاء يوم انسحب فيه الفرنسيون وهم يجرون أذيالهم وكأن احتلالهم لم يكن؟ لسنا مضطرين للذهاب بعيدًا: هل مصير الاحتلال الحالي سيكون أفضل من مصير الاحتلال لجنوب لبنان، حيث لاحق اللبنانيون الجيش الإسرائيلي حتى خط الحدود تمامًا؟
الحقيقة هي أنه كلما تمت إهانة الاحتلال أكثر من قبل الواقعين تحت الاحتلال، فإن هذا يفيد نفسيًا الشعب المحتل، ليدرك أن هناك حدودًا للقوة، وليهبط إلى أرض الواقع. لذلك من المهم التوضيح بأن هزيمة الاحتلال هي ضرورة تاريخية. لماذا؟ لأن معظم الإسرائيليين لا يشهدون فظائع حرب غزة بالكامل، وخلافًا للغزيين، شبابًا ونساء وأولادًا، الذين يشهدونها بلا توقف ولا يستريحون منها حتى للحظة واحدة، منذ استيقاظهم وحتى عودتهم إلى الفراش، هذا إذا بقي فراش. لذلك فإن كل هدنة وكل تسوية ستخلق المواجهة القادمة، حتى رفع الحصار وإنهاء الاحتلال.
في هذه الأثناء تصل كراهية إسرائيل لغزة إلى أبعاد مرضية، تحتاج إلى علاج نفسي عاجل. سبب هذا الغضب هو أن غزة اليوم هي نتيجة تراكم القمع الإسرائيلي، بدءًا من مئات آلاف اللاجئين الذين طردوا من بيوتهم في 1948 وحتى عمليات القصف الكثيفة والقتل الجماعي والحصار الذي يعتبر من أطول الحصارات في التاريخ. وبالرغم من كل هذه الضربات، فإن طائر الرمل الغزي يقوم من الأنقاض كل مرة من جديد وهو ينفض الرمال عن نفسه وكأنه قد استيقظ لتوه من نوم منعش، ليبدأ كل شيء من جديد. ما الذي لم تحاول إسرائيل فعله منذ العام 1948: عدد لا يحصى من جولات القتال ضد غزة، وعدد لا يحصى من البيوت المهدمة، وعشرات آلاف القتلى ومئات آلاف الجرحى. وغزة تواصل الحياة والكفاح.
أمل إسحق رابين في لحظة غضب أن تغرق غزة في البحر. حتى هذه اللحظة يرفض البحر أن يفيض على غزة ويخفيها. إذًا ربما يجدر بإسرائيل إلقاء قنبلة نووية، ضربة خاطفة وينتهي الأمر.
(هآرتس)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تداعيات دعم مصر لجنوب إفريقيا ضد إسرائيل


.. طالبة بجامعة جنوب كاليفورنيا تحظى بترحيب في حفل لتوزيع جوائز




.. الاحتلال يهدم منازل قيد الإنشاء في النويعمة شمال أريحا بالضف


.. الجيش الإسرائيلي: قررنا العودة للعمل في جباليا وإجلاء السكان




.. حماس: موقف بايدن يؤكد الانحياز الأمريكي للسياسة الإجرامية ال