الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من شرفة جاري

جوزفين كوركيس البوتاني

2018 / 12 / 1
الادب والفن


عن الدولار.
عن الدار الذي لم يعد يلمنا كما كنا.
عن الأسعار. التي قسمت ظهر الفقراء.
من شرفة جاري الطيب تفوح رائحة قهوة
رائحة فواحة مثل ذاكرتي.ها هي تذكرني بك.
وبالجلوسِ معا لساعات طويلة.المسلية والموجعة بآن معا.
وبالحوار الشيق.الذي غالبا ما كان ينتهي بمصالحة كل الأخر.
أنت تتحدث وأنا أصغ بلهفة ساذجة تصدق كل ما تنطقه دون حتى أن تناقشك.
تحدثني.
عن السوق. يوما هابط ويوما صاعد مثل ضغطِ الذي تدهور منذ الأزمة ولا أتذكر أي منهما فالأزمات كثيرة بعدد الحروب التي مررنا بها .وعن دهاء الأخر وغباء الذي بعده.وعن كوبا العنيدة كأنك حليت كل قضاياك العالقة.وحان والوقت لتحل قضايا غيرك.ثم تزداد خبثا مغيراً موضوعك الشبه جدي إلى الفكاهة كما هي عادتك.
وتبدأ بالحديث عن النسوة اللواتي اغرمن بك.
عن التي أغرمت بنهديها من أول لقاء تكتشف.أنها كانت تدس القطن في حمالة الصدر.لإغواءك.ونجحت في ذلك لكنها فشلت بالاحتفاظ فيك بعد أن تركتها من أول لمسة قطن.
وأنا أحدثك بصدق امرأة تؤمن من يريدك عليه أن يقبل بك كما أنت.دون الحاجة إلى قص أوالحجب من عيوبك.أحدثك عن الرجال الذين ظنوا يمكنهم النيل مني.ولو بإشارة من اصبعهِ.
وأحدثك عن ذلك الرجل الذي كان يقدم خدماته لي بسخاء
بمناسبة أو دون مناسبة.مذكرا أياي بذلك الإعلان الذي كانت تبثه قناتنا المدللة. وهي عن (شركة خدمات النور)التي كانت طيلة الوقت تبث بشكل مضحك على الشاشة الفضيةأيام زمان.وكيف كان يدعي أنه مغرم بأبتسامتي.التي ركنتها في زاوية القلب منذ رحليك.وانت تحدثني عن صاحبة أجمل صوت سمعته من أمرأة لعوب كيف كانت تصفط أكاذيبها الرمادية لك.وأنت تغلق كل الطرق في وجهها الجميل.وأنا أحدثك عن ذلك الذي يدعى السيد معجب.ولا أعرف بماذا؟.كيف أعتقد وبكل ثقة ممكن بوسامته يستطيع الإستلاء على كل ما خزنته لك.ونضحك معاً بوجع على الحمقى الذي مروا في حياتنا.ونبكي على الأنسانية التي فقدت كرامتها ونحن من ضمنهم.كما تعلم أي كرامة لغريب يستجدي ما ليس من حقه. بالوقت الذي ترك حقه تعبث به الأيادي الدخيلة.خلفونا وراءنا كل هؤلاء. منهم طيبين ومنهم سذج ومنهم حمقى ومنهم يدعون أنهم فهموا الحياة.(واكيدلا)
نضحك بصوت عالي.
كصوت جاري الأنكليزي على زوجته من إيطالية الأصل.
القهوة جاهزة ياعزيزيتي.
كما تعلم هنا كلها جذور مقلوعة.
عاشت وهي تحلم بالعودة إلى أوطانها.
ولكن الأقدار قيدتهم بحبال المستحيل.
مثلك ومثلي ومثل الكثيرين من أمثالنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر


.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش




.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص


.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود




.. تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على آلة العود.. الموسيقا