الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسعة نيسان .. -إسقاط الصنم- لا -سقوط الصنم-!!

سلوى غازي سعد الدين

2006 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن عبرت القوات الأمريكية المحيطات و الأنهار وضحت بالأموال والأنفس في سبيل حرية العراقيين اللذين كانوا قد فقدوا الأمل بإسقاط صدام وحزبه البعثي المتحالف مع أصحاب التدين القومي العنصري وتحديدا في التاسع من نيسان عام ألفين وثلاثة حال جمع من العراقيين المهتمين بتغيير الوضع عبروا عن فرحتهم ووقفت هذه الجموع تهتف فقسم منهم يبصق على وجه تمثال الطاغية وآخرين يضربونه بأحذيتهم البالية لكن ظل صنم طاغية العصر والزمان جامدا أبى أن يتحرك من من محله بسبب جذوره العميقة التي تغلغلت في الأرض و بنا له أساسا لألف سنة أو يزيد. وما أن شاهد الجنود الأمريكيون هذا المنظر المؤلم للعراقيين حتى أشفقوا عليهم وتدخلوا لإنقاذهم من هذا الموقف الصعب فربطوا الطاغية بسلاسل حديدية قوية بدبابة وما أن تحركت الآلية وقع الصنم متهشما واخذ الشباب الحماس بأخذ الثار من المجرم على ما ارتكبه من جنايات بحق المساكين وعانوا معانات لا مثيل لها على مر التاريخ ومن خلال هذه الجمل نأخذ العبر مما سلف و عبرة للمستقبل و علينا أن لا ننسى أن "الصنم" أُسقط بفعل فاعل و لم يسقط من تلقاء نفسه ، ونقول للعراقيين خصوصا وللشرق عامة كان العراقيون قد فقدوا الأمل بتغيير النظام وكان من المستحيل أن يتحول هذا البلد من الدكتاتورية إلى الديمقراطية لولا هذا التدخل الشريف والنبيل من قبل الولايات المتحدة والحلفاء و لم يبق أمام هؤلاء المضطهدين سوى المقابر مقابل قصور الطاغية وغنى أزلام البعث و وعاظهم مقابل جوع وعطش وبيوت الطين والصفيح و الآن جاء دور الإصلاح الفكري و كنماذج على هذا الإصلاح ، و لأنها قضية أخلاقية و إنسانية و دينية أيضا و لكي لا نبخس الناس أشياءهم كما يأمرنا القرآن ، فعلينا تسمية يوم 9 - 4 التاريخي ب "يوم التحرير و عيد ميلاد الشعب العراقي" و العراق الجديد بحلته الديمقراطية يجب أن يسمي الأشياء بأسمائها و حقيقتها .
و من بقايا الثقافة الدكتاتورية هو تلك الأسماء البشعة و الأوصاف التي يطلقها القوميون و أصحاب التدين الراديكالي على قوات التحالف مثل "احتلال" و "غزو" و "حرب صليبية" و "استعمار" ، و إطلاق لفظ "مقاومة" على الإرهاب ، و تعطيل عمل قوات التحالف تارة بحجة "السيادة الوطنية" و أحيانا بذريعة "الملف الأمني" و السبب الحقيقي وراء بقاء العراقيين داخل هذه الأزمة هو العراقيون المؤمنون بالبعث سرا أو جهرا ، حيث أنهم كانوا خرسا و صما و عميانا حين كان الطاغية صدام على كرسي الحكم و كان شغلهم الشاغل و إلى الآن هو أن يظهروا الحق باطلا و الباطل حقا ، و من خلال هذا المقال أود الإشارة إلى جملة مهمة و هي :
أن الولايات المتحدة و التحالف لن يتراجع عن موقفهم النبيل و الشجاع في مساعدة الشعب العراقي و شعوب الشرق الأوسط للعيش بكرامة في ظل حكومات و أنظمة منتخبة و لن يسمح لأي حزب مهما كان انتماءه الديني و العرقي بالسيطرة على زمام السلطة مرة أخرى و لا عودة للدكتاتورية إلى العراق .
E-mail: [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا