الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مايدور حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا

فتحي علي رشيد

2018 / 12 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن فند " أسعد الزعبي " مزاعم " لافروف " الناطق غير الرسمي باسم الحكومة السورية حول استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل المعارضة وبخاصة أصحاب الخوذ البيضاء على حي الخالدية في حلب .قال الخبير العسكري الروسي في الأسلحة الكيميائية " موراخوفسكي " "يمكن لأي مجموعة من المسلحين السوريين في مناطق سيطرة المعارضة صناعة الأسلحة الكيميائية يدويا وفي أي منزل أومكان تسيطرعليه المعارضة المسلحة , إذا وجد فيها أي دارس للكيمياء." لكنه عقب قائلا" لكن على نطاق ضيق ومحدود " بما يبقي الباب مفتوحا لتوجيه التهمة للمعارضة .
1: ونحن إذا تناولنا الموضوع من الجانب التقني فإن أبسط دارس للأسلحة الكيميائية يعرف أن استخدامها على نطاق واسع يتطلب أجهزة ومعدات وخبرات متطورة جدا .لابل تحتاج إلى خبراء ومصانع متخصصة . باعتبار أن المادة الغازية تحتاج إلى أجهزة ضغط عالي للتحول إلى مادة سائلة . وإلى أجهزة تبريد وتخزين ذات جدران تتحمل ضغوطاعالية .كما أن تعبئتها في قذائف تطلقها المدفعية أو الهاونات تحتاج إلى مختصين وخبراء في تركيب الصواعق والحساسات في القذائف الحربية , كون المادة الكيمائية الكيميائية سوف تتحلل وتفقد فعاليتها نتيجة الحرارة الناتجة عن إحتراق المادة الناقلة للمقذوف .كما تتطلب أجهزة متطورة لقياس بعدها عن الأرض كيلا تنفجر في الجو على أرتفاعات شاهقة أوقبل أن تصطدم بالأرض كي تعطي نتائج مؤثرة .ولكي تكون فعالة يفترض أن تنفجر بجهازخاص على بعد خمسين مترا من الأرض .وهذه تقنيات يعرف "موراخوفسكي " أنها تحتاج إلى دول لها تاريخ عريق في تلك الصناعات مثل روسيا أو كوريا أوالصين تربطها بسوريا علاقات قديمة وجيدة . مع العلم أن تلك الأجهزة التي تم تدميرها من قبل وكالة نزع الأسلحة الكيمائية في سورية عام 2013 كانت بخبرات وأجهزة مصنوعة في روسيا وكوريا . وربما لهذا كانت روسيا حريصة جداً على منع مجلس الأمن إصدار أي قرار يدين النظام أو يتيح المجال للجان التفتيش أن تقوم بمهامها على أكمل وجه من حيث سرعة الوصول إلى المكان المستهدف , أوفحص نوعية المقذوف أوالمادة المتبقية على التراب أو في أجساد الموتى .لأن روسيا تعرف أن التهمة إذا ثبتت على النظام سوف تطالها هي لاحقا .
2: أما إذا تناولنا الموضوع من الجانب العملياتي فلابد لنا من أن نتسائل :عن الفائدة التي يمكن أن تجنيها المعارضة المسلحة من استخدام تلك الأسلحة ضد المدنيين سواء أكان ذلك في حلب أوأدلب أوالغوطة . هل هي تخطط لهجوم واسع ؟ أم سوف تستخدمها لحسم المعركة ؟ أم أنها تريد سلتها بلا عنب ؟ أم أن طرفا ثالثا مثل إيران يسعى إلى إلقاء التهمة والمسؤولية على المعارضة فأطلقها من أماكن يتواجد هو فيها ؟
وبما أنه ثبت بالملموس ,وفي أكثر من مئة وعشرون مكان وزمان , أن النظام وروسيا هما اللذان كانا المستفيدان من ترويع الناس المدنيين ( الحاضنة الشعبية )بهدف تهجيرهم كي تخلو تلك المناطق المستهدفة من أكبر عدد من المدنيين بهدف عزل المسلحين ,الذين كان من المستحيل على قوات النظام اقتحام مخابئها تحت الأرض إلا إذا استخدمت ضدها الأسلحة الكيميائية .
3: أما من الناحية التكتيكية والسياسية فهل فعلا( كما يرى لافروف ) ستقوم المعارضة باستخدامها لتعطي مبررا لأمريكا والغرب للتدخل في سوريا .لكن طالما أن الوقائع والأحداث السابقة أكدت أن هذه الذريعة لن تجدي نفعا طالما أن الرد الأمريكي والغربي والدولي كان سخيفا ـ حتى بعد أن ثبت استخدام الكيماوي أكثر من مرة من قبل النظام .فما الذي يمكن أن يجعلها تكرره إن لم تكن لديها النية في الانتحار ؟
وعلى فرض أن المعارضة استخدمت تلك الأسلحة فهل يعقل أن توافق وتطلب من لجان تحقيق دولية للتفتيش في جميع مناطق تواجدهاكي تدين نفسها ؟ لكن طالما أن كلا من روسيا والنظام رفضوا اليوم رفضا قاطعا السماح للجان التفتيش الدولية من دخول المناطق التي يسيطران عليها بما فيها تلك المناطق التي زعموا أن المعارضة المسلحة استخدمت فيها تلك الأسلحة مؤخرا ضد المدنيين في الخالدية بحلب . فهذا يدفعنا للشك في مزاعم كلا من النظام وروسيا ويجعلنا أميل إلى تبرئة المعارضة .
4:إما إذا بحثنا في الهدف من توجيه روسيا تهمة استخدام الكيماوي للمعارضة المسلحة .فلابد لنا من أن نجري عملية ربط بين عمليات تأهيل النظام على المستوى الإقليمي والدولي .والجارية على قدم وساق منذ أن رفعت أمريكا الغطاء عن المعارضة خاصة في الجنوب الغربي من سوريا .وطالما أننا نشهد منذ عدة أشهر وجود ثمة مساعى روسية وإقليمية (اردنية لبنانية عراقية تونسية أماراتية )ودولية تعمل جاهدة لتسويق النظام وتعمل في ذات الوقت على تبرئة النظام من تهمة استخدام الأسلحة الكيميائية , وبالتالي على عدم تقديمه لمحاكمات دولية لاحقا .وهومايتساوق مع مزاعم الخارجية السورية التي أكدت أكثر من مرة أن الحكومة السورية "ليس لديها ولاتمتلك أي نوع من أنواع الأسلحة الكيميائية وبأنها لم تستخدمها سابقا( وهذا طبعا كذب لأن الحكومة السورية سلمت عام 2013 الف وثمانمائة طن منها ) ولن تستخدمها ضد شعبها ولاتسعى لحيازتها " .لذلك فهي إذا ما لبست التهمة للمعارضة فإنها تحقق عدة أهداف في وقت واحد .أهمها اعتبار المعارضة مجرمة وفاسقة وخارجة على القانون.ومن ثم تبرئ النظام من جميع جرائمه السابقة , وتجنيبه محاكمة على جرائم سابقة ثبت فيها استخدامه للكيماوي ـ وبالتالي تأهليه سياسيا مقدمة لإعادته إلى قائمة الدول الطبيعية الرشيدة .
وهذا مايجعلنا نحن كبشر أسوياء نؤكدعلى أهمية الناحية الأخلاقية في بقاء ومستقبل أي نظام أوتنظيم أو جماعة أو فرد .وعدم تقبلهم بيننا إذا فقدوها ,دون محاسبة .
فتحي علي رشيد
1/ 12 / 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -