الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتصار اليسار الفرنسي .. تجربة وآفاق

بدر الدين شنن

2006 / 4 / 12
الحركة العمالية والنقابية


تراجع الرأسمالية الفرنسية الممثلة بجاك شيراك وحكومته الديغولية أمام الحركات الطلابية والعمالية اليسارية ، كان تراجعاً مستحقاً أمام عاصفة الإضرابات والتظاهرات المليونية ، التي شملت معظم الجامعات والمدن الفرنسية الهامة . وقد اتخذت حكومة دوفيلبان قرارها في جلسة برئاسة جاك شيراك بسحب " قانون عقد العمل الأول " الذي أثار العاصفة ، بعدما أنذر قادة الإضراب ، إن لم تسحب الحكومة القانون التعسفي السئ الذكر قبل العاشر من نيسان الجاري ، فإن التظاهرات والإضرابات ستكون أكثر صرامة في الشارع وأكثر جذرية في المطالب والشعارات

هذا التراجع للحكومة وخلفها الرأسمالية الفرنسية ، التي كانت تحلم باستغلال الطلاب عمال " عقد العمل الأول " لاحقاً بصورة تعسفية ا ستثنائية مذلة خاصة ، ولتضغط على معدلات الأجور وسوق العمل عامة .. هذا الانتصار الهام ، في الظروف الراهنة ، للطبقة العاملة ولليسار في فرنسا يحمل أبعاداً بالغة الأهمية . إذ هو يقدم معطى على أن الرأسمالية الفرنسية لم تعد تمتلك القدرات الواسعة ، على المستوى الداخلي ، على ضبط سوق العمل واقتصاد السوق واعتصار الكادحين بمعدلات تمليها جدلية الأنانية الطبقية الجشعة والأتمتة والسلطة . ولم تعد فرنسا كما كانت قبل أحداث الشهرين الأخيرين العاصفة ، لقد حجمت هذه الأحداث فرنسا الرأسمالية قليلاً أوأكثر من قليل في الإتحاد الأوربي ، وسينعكس ذلك دون أدنى ريب على انتخابات الرئاسة الفرنسية في العام القادم

كما يقدم هذا الإنتصار في عالمنا العربي ، لمن أصابهم العمى الاجتماعي الطبقي ، معطى " نظرياً " أن الطبقة العاملة ليست مفهوماً كمياً يكبر ويصغر حسب تطور وسائل الانتاج ، ويكبر ويصغر تبعاً لذلك دورها في حركة تطور المجتمع والتاريخ . وإنما هي مفهوم سياسي - اجتماعي . فطلاب اليوم هم عمال الغد .. وهم بغالبيتهم الساحقة يشكلون جزءاً عضوياً مؤجلاً في بنية الطبقة العاملة ضمن الكيان الاجتماعي العام .. والقوى السياسية الحاملة للبرنامج الاشتراكي ، إذ تستطيع تحقيق هذا الربط التحالفي للطبقات والفئات الاجتماعي الكادحة المضطهدة اليوم وغداً ، تستطيع أن تفوز في معاركها وتحقق برامجها

إلى جانب ذلك ، فإن تزامن النهوض اليساري الفرنسي مع جملة تحركات أوربية وعالمية أخرى يصب في مصلحة رؤيا تدل على أن النهوض اليساري ممكن .. بل إنه قادم حقاً .. وأنه وحده القادر .. والأكثر جذرية وحسماً .. في مواجهة النظام الرأسمالي المتوحش ، وليس مجرد مصادفة .. في نفس المساحة الزمنية .. أن يسجل اليسار تقدماً رائعاً في بوليفيا وتشيلي وفنزويلا .. وأن يهزم أثنار وشوردر وبيرلسكوني .. وأن يوضع شيراك وبوش وبلير على قائمة المرشحين للهزيمة

لقد سجل اليسار الفرنسي أكثر من مجرد حراك سياسي - تكتيكي ناجح في معركة محددة ، لقد قدم أنموذجاً تحالفياً سياسياً هاماً على المستوى العملي و " النظري " سوف يضيء لليسار الأوربي والعالمي الطريق لتحالفات ظافرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو في مأزق.. إضراب شامل ينتظر إسرائيل خلال ساعات


.. إضراب عام بإسرائيل لإقالة نتنياهو وعقد صفقة رهائن




.. دعوات لإضراب شامل في إسرائيل للضغط على نتنياهو للقبول بصفقة


.. منافسة خالية من الانبعاثات السامة.. موناكو تحتضن سباق القوار




.. دول تفضل العمل لـ 4 أيام لزيادة الإنتاجية وتحسين نفسية الموظ