الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشروع القومي وليس البطل القومي

سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)

2018 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


مازلنا نتعلق بفكرة البطل القومي الأسطورية, باعتباره القادر علي احداث التغيرات الكبري, هي سمة عامة في شعوب هذه المنطقة التي دائما ما تعلق آمالها علي شخص واحد, في حين أثبت التاريخ الحديث وبخاصة التاريخ المصري فشل هذه الفكرة.

ان فكرة الاعتماد علي بطل قومي وتنصيبه قائدا أوحدا واطلاق يده لإدارة زمام الأمور مع منحه الثقة التامة مقدما, هو عمل يخلو من أي حكمة ودراية.

فصفة البطل القومي الذي يستمد لقبه عادة من بطولة أو دور فذ في أزمة أو موقف ما, هي صفة زمنية مؤقتة ترتبط الي حد كبير بالموقف ذاته, وهذا لا يعني بالضرورة امتلاكه كل الصفات المؤهلة للقيادة, وادارة كافة المواقف بنفس كفاءة الموقف البطولي الذي قدمه.

ان النماذج الناجحة في كل العالم حولنا تقودها أنظمة حاكمة رشيدة متكاملة, لا تعتمد علي شخص بعينه, ولكنها تعتمد علي مشروع قومي, يتبناه الشعب ويفرضه علي النظام الحاكم, ويختار في سبيل ذلك الأشخاص ذوي الكفاءة, القادرة علي تحقيق هذا المشروع ويحاسبهم اذا ما أخطأوا.

نحن في زمن تجاوز الخوارق والأساطير, وأصبحنا في حاجة الي فهم الواقع بشكل مختلف, يقدم حلولا علمية وعملية, تستند في تحقيقها الي المؤسسات الرسمية والمجتمعية متكاملة, ومن ثم لم يعد مفهوم البطل القومي صالحا.

ان أهم ما يلزمنا الآن نخبة من المفكرين والخبراء والمتخصصين, تتجرد تماما من آية مصالح أو ضغوط خاصة, تكون قادرة علي دراسة وتحليل الواقع المصري بكافة معطياته وبدقة شديدة, تصوغ الهدف القومي الذي يجب أن يلتف عليه الشعب, وتنطلق منه الي صياغة المشروع القومي, تتلمس فيه قدرات وطبيعة الانسان المصري وإمكاناته, تطرحه للنقاش العام بمستويات متعددة, ثم تتكاتف كافة الجهود والأعمال والتغييرات والتعديلات للتمسك به والسير في طريق إنجازه, وكفانا أبطالا قوميين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح