الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحدث عن الديمقراطية و بإيجاز

عمرو الخيّر

2006 / 4 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لا ديمقراطية من دون وعي ديمقراطي: أعط الديمقراطية لأكلة لحوم البشر و ستجد أن أقصى ما تنجزه ديمقراطيتهم هو التساؤل: هل يجب أكل الشقراوات قبل السمراوات أم العكس؟ أعط الديمقراطية للشعب الأفغاني -اللهم لا عنصرية و لا تعالي في قولنا هذا- و أقصى ما سينجزه هو التساؤل عن حجم الحجارة التي تستخدم لرجم الزانية (و ليس الزاني)...

الديمقراطية لدى شعب لا يؤمن بأبسط مبادئها هي الطريق الأفضل لإنتاج أقذر أنواع الديكتاتورية، و منه: ما هو واجب الديمقراطيين؟ الجواب بديهي: نشر الوعي الديمقراطي، شرح مبادئ الديمقراطية للشعب، و حين ينتشر الوعي الديمقراطي لدى أفراد الشعب ستكون الديمقراطية تحصيل حاصل.

لكن ما هي مبادئ الديمقراطية التي نتحدث عنها؟

دعني أتحدث عن واحد منها: المساواة بين البشر.

يعني أن الديمقراطية تقول: لا فضل لقوي عتل عريض المنكبين على كسيح أعمى: كلاهما مواطن. لا فرق بين رجل و امرأة: كلاهما مواطن. لا فرق بين أبيض و أسود: كلاهما مواطن...

و مناسبة هذا الحديث هو مقال للأستاذ صبحي الحديدي بعنوان "عبد السلام العجيلي معارضاً"، مقال نشر على صفحة الحوار المتمدن (1) و على صفحة مرآة سوريا (2) و على مواقع أخرى.

يتحدث الأستاذ صبحي الحديدي عن (مقال للأستاذ العجيلي عن) الأزمة التموينية التي عاشتها سوريا -و عشتها أنا شخصيا بصفتي مواطنا سوريا- في بداية الثمانينات من القرن المنصرم (الأستاذ الحديدي يتحدث، مخطئا برأيي، عن نهاية السبعينات، لكن هذه نقطة يمكن التحقق منها ببساطة).

يكتب الأستاذ الحديدي (أجتزء من كلامه):
"كانت سورية تعيش أزمة تموينية خانقة وخارقة لكلّ ما هو معقول
"المعارك اليومية التي يتوجب خوضها للحصول على "ربطة" خبز أو "كيس" بندورة أو بطاطا أو بصل
"كان المواطنون يتدافعون بالأيدي والمناكب"

انتهى اقتباسي من كلام الأستاذ الحديدي.

و هو كلام صدق! الأستاذ صبحي الحديدي لم يكذب أبدا فيما ذكر، إطلاقا...

و لكن ما الإستنتاج الذي يصل إليه أستاذنا الكريم؟ إنه يصل لانتقاد الرقابة السورية التي اقتطعت مقالا للأستاذ العجيلي... و منه لانتقاد النظام السوري!

أرجو المعذرة!

الحقائق التي يتحدث عنها الأستاذ الحديدي تجعلني أوجه الإنتقاد لمن يستحقه: الشعب السوري أولا و مثقفيه الديمقراطيين ثانيا!


هنا أنا أفترض أن الأستاذ الحديدي يؤمن بالديمقراطية، فإن كان ظني مخطئا فمنه العذر، و أتابع الحديث بشكل عام...

الأستاذ الحديدي كتب، لكنه لم يلاحظ ما كتب إذ كتب: "كان المواطنون يتدافعون بالأيدي والمناكب"...

نعم! الشعب السوري، و حتى لأجل قضية تافهة من نوع "كيس بطاطا" يتدافع "بالأيدي و المناكب" و على مبدأ شريعة الغاب و الحق للأقوى و أن من كان عريض المنكبين سيسحق من دون رحمة من كان كسيحا مقعدا...

الأستاذ الحديدي لم يلاحظ أن مضمون مقاله هو أن الشعب السوري يرفض أن يلتزم بالدور: الدور يعني أن كافة البشر متساوين بالحقوق و أن من يصل أولا يشتري أولا...

هذه الملاحظة البديهية غابت عن نظر الأستاذ الحديدي لأنه، و بكل صراحة، لا يهتم بالوعي الديمقراطي لدى البشر... ما يهمه هو أن يعطي "الديمقراطية" (لاحظ المزدوجتين) للشعب السوري حتى و لو كانت ديمقراطية أكل لحوم البشر...

و هنا نصل لموجز هذا الموضوع:
شعب يرفض الديمقراطية حتى في مسألة كيس بطاطا... ما الذي سيفعله حين يواجه "ديمقراطيا" قضايا من نوع حقوق المرأة، حقوق الأقليات، العلمانية، حقوق الطفل، إلخ؟
و لكم في العراق مثال يا أولي الألباب!

------------
الروابط المتعلقة:
(1) http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=61904
(2) http://www.syriamirror.net/modules/news/article.php?storyid=17191








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سجال إيراني تركي.. من عثر على حطام طائرة رئيسي؟? | #سوشال_سك


.. السعودية وإسرائيل.. تطبيع يصطدم برفض نتنياهو لحل الدولتين وو




.. هل تفتح إيران صفحة جديدة في علاقاتها الخارجية؟ | #غرفة_الأخب


.. غزيون للجنائية الدولية: إن ذهب السنوار وهنية فلن تتوقف الأجي




.. 8 شهداء خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة ومخيم جنين والجيش يش