الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعودية و تركيا و إيران يعربٌ و مغول

علي الأمين السويد

2018 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


يعاني العالم هذه الايام من مخاض يسبق ولادة أقطاب دولية جديدة. فمن كان عدو الأمس، قد يصبح حليف اليوم، و العكس صحيح. وقد تزيد صلابة بعض التحالفات القديمة، و قد تُعتبر بعض الدول منتهية الصلاحية، علماً أن المحرك الأساسي لهذه الفرمتة الدولية هو الطاقة، و السعي إلى الهيمنة على الاقتصاد العالمي بأكبر حصص ممكنة.
ومن بين هذه الدول، تبرز المملكة السعودية كدولة محورية في الشرق الأوسط تتربع على عرش الطاقة التقليدية، و تملك من الثروات الوطنية ما يؤهلها لأن تلعب دورا حاسما في صناعة المستقبل لنفسها و للمنطقة، و للمساهمة في رفد الحضارة العالمية بإضافات استراتيجية.
إن منافسة عمالقة الصناعة الدوليين فيما يبرعون به الآن، هو ضرب من الفشل و العبثية، فكان لا بد للسعودية من ايجاد ساحة تنافس جديدة كليا تجعل من خيار الآخرين في السعي للتنافس مع السعودية ضرباً من ضروب الفشل و العبثية.
ولأجل تحقيق هذا الهدف، توصلت القيادة السعودية الى هندسة خارطة طريق للمستقبل أطلقت عليها "رؤية 2030" و التي توجد الأرضية المثالية للانطلاقة نحو المستقبل بمزايا تنافسية عالية. أسّ و أساس هذه الارضية هو اطلاق مشروع توليد الطاقة الكهربائية المعتمد على الطاقة الشمسية الذي تم رصد 200 مليار دولار لانجازه.

و السؤال هو: لماذا سيكون الاعتماد على الطاقة المتجددة تحد قد تنفرد، أو تتفوق به السعودية دون غيرها؟

يلعب في تحقيق هذا الهدف ثلاثة عوامل. الأول هو الموقع الجغرافي، و الثاني القدرة المالية التي تمكن السعودية من تخصيص مثل هذه الميزانية الخاصة التي قد لا تتوفر لكثير من الدول الغنية و الثالث هو وجود العزيمة و الوعي الكافيان لدى السعوديون للقيام بذلك.
إن النتائج المتوقعة لرؤية 2030 جعلت من السعودية هدفا معاديا لبعض دول الاقليم مثل إيران و تركيا، و صديقا يُطلب وده من بعض دول العالم، و حليفا لا يمكن التفريط به.

و لهذا تظهر الدولة التركية عداء منقطع النظير للسعودية بسبب ايمانها الراسخ بأن استحواذ السعودية على ادوات صناعة المستقبل ستهمّش تركيا، و سيبقيها خارج إطار القدرة على التحكم، أو التأثير في دول الاقليم. و بمعنى آخر، سيتم نسف الحلم التركي باعادة الهيمنة العثمانية الغابرة بشكلها الجديد.الذي يسعى حكامها لفرضه على العرب باعتبارهم أمة قاصرة.

إلا أن الخطر الإيراني يعد التهديد الفيزيائي الأعظم لاستقرار جميع دول الاقليم العربي و على رأسها العربية السعودية. و يتمثل هذا الخطر بمحاولة السطو على ولاء الشعوب و الدول للهيمنة الإيرانية بواسطة عملاء ايران في المنطقة مثل الاخوان المسلمين، و حزب الله، و الحوثيون، و نظام بشار الأسد.

و من الجدير ذكره هنا أن خطف سورية من البراثن الايرانية لا يمكن أن ينجح إلا بإسقاط بشار الأسد كحاكم لسورية بغض النظر عن شكل النظام الذي سيخلّفه. أما انقاذ باقي دول الاقليم من براثن ايران فقد أصبح من المستحيلات إلا إذا تم اسقاط النظام الايراني بشكل ناجز.

ختاماً، نستطيع القول بأن الحملات الاعلامية التشويهية ضد العربية السعودية التي تقودها ماكينات اعلامية بقيادة إيران، و تركيا، و الحلف المعادي لترمب ليست لإحقاق حق، او رفع ظلم تفرضه السعودية، و إنما جزء مهم جدا من التنافس غير الشريف الذي يشتغل به حكام ايان و تركيا.

و هذه الحملة الاعلامية الشعواء بالتأكيد لن تساعد إلا في تمرير كثير من القوانين الظالمة من قبل المروجين انفسهم على شعوبهم ذاتها، بينما تمضي عجلة العمل و التط ير في السعودية كما خُطط لها. فإشاعات العالم كله لن تمنع مهندسا من وضع لبنة في مكانها الصحيح، و لن تمنع جنديا سعوديا من بذل كل ما يستطيع للدفاع عن حدود و أمن بلده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح