الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسود يليق بك يارانيا !

جوري الخيام

2018 / 12 / 5
حقوق الانسان


لابد أنكم سمعتم عن فستان رانيا يوسف، الفستان الاسود قليل الادب، الفستان الذي خدش أحاسيس الرجعية و جرح مشاعر التخلف . فستان ليس مختلفا عن ما نراه في التلفزيون يتبع خطوط الموضة الحالية ..لو لبسته رانيا في مهرجان مراكش السينمائي لما صار ما صار ...مر الفستان أمامي مرور الكرام على الانستغرام لم اهتم له فستان اسود عادي جدا خصوصا إذا لبس في مهرجان سينيمائي. لم أكن لأتذكر ذاك الفستان و من لبسه لو لم ينصبوا مشنقته و مشنقة رانيا يوسف.

لا شئ يقال عن هذه المهزلة المهينة لكرامة الفرد و حقوق المرأة ،بالخصوص، إلا أن محاكمة أي شخص بسبب مظهره الخارجي و ذوقه في انتقاء ملابسه مهما كانت عارية، غريبة أو خارجة عن المألوف فهو اعتداء معلن على حقوق الإنسان و حرية الشخص في التعبير عن نفسه و حقه في اختيار مصيره.

عالمنا العربي يقع فوق رؤوسنا و يتناثر تحت أرجلنا قطعة قطعة وحبة حبة ..يتحلل كالتراب و يتسرب كالرمل بين أصابعنا ،عندنا أطفال يموتون جوعا و قصفا في اليمن و سوريا عندنا بلدان تموت جوعا ، عندنا صحافة مبتورة الأعضاء ..عندنا من المصائب و الهم ما يثكل الحياة الدنيا و أنتم كل ما تريدنه هو الانتقام من سيدة مهنتها التمثيل ،من المفروض عليها أن تجعل الاقلام تجف من الكتابة عنها و أن تنشف الألسنة في ذكرها و الحديث عنها قبل ينتهي أي المهرجان دخلته!


فبإبسم كل امرأة تتمسك بحرية جسدها و بحق كل أنثى تتشبث بحرية تقرير مصيرها و حرية فكرها أطعن في وصاية الرجل و وصاية المجتمع ،أطعن في مبائكم الجائرة على المرأة "فقط" أطعن في أخلاقكم السطحية و ضمائركم الجاهلة المنعدمة الفكر ،التي تحث على الكذب و النفاق و ازدواج الشخصية. فأخلاقكم كلام مرسل ليست له مبادئ و مبادئكم نباح لا أخلاق له!

اتركوا الأنثى و شأنها فهي لا تتذمر حين تري حلمات الرجال تتشمس على شواطئ البحار...فأنتم ربما تضنونها قطع ثلج لا تحس !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيليون يتظاهرون أمام منزل بيني غانتس لإتمام صفقة تبادل ا


.. معاناة النازحين في رفح تستمر وسط استمرار القصف على المنطقة




.. الصحفيون الفلسطينيون في غزة يحصلون على جائزة اليونسكو العالم


.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا




.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا