الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقارة أن تتهكم على شعبك ولا ترى عيبك

مصطفى مجدي الجمال

2018 / 12 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


مقارنات سخيفة وجلد عدمي للذات نطالعه هذه الأيام من بعض أدعياء الفهم السياسي العميق.. لا أجد وصفًا أرق من "السخافة" لكتابات أولئك الذين يعايرون الشعب المصري بالحركة الاحتجاجية الفرنسية الحالية.. وكأن مستوى التطور واحد في بلدان الشمال والجنوب.. بل وكأن اليونان مثلاً لم تعرف حكم الكولونيلات الأسود، ولا إسبانيا عرفت حكم فرانكو، ولا البرتغال عرفت سالازار.. ناهيك عن موسوليني إيطاليا وهتلر ألمانيا..الخ. بل انظروا إلى الزحف المخيف للفاشية الجديدة في كل بلدان الشمال..
وفي الموضوع: ليس من الثورية ولا الصدق في شيء ترويج معايرات كهذه، لأنها تحاول غسل أخطاء ”النخب“ ”الثورية“ بالإزاحة.. أي ترحيل وإلقاء كل اللوم على الطبقات الشعبية والمتوسطة، وكأن تلك النخب قد أنجزت كل ما عليها من واجبات، رغم أن مساهمات البعض منهم في توعية الشعب وتنظيمه لم تتعدَ كتابة تدوينات أو المشاركة في اعتصامات وتظاهرات..
هل يتصورون أن مثل هذه التهجمات والتهكمات ستثير ”النخوة“ في الشعب وتجعله ”يتحرك“ كما يريدون وفي الأوان الذي يحددون؟!
أليس من واجب من يتصدون لمهمة التحليل الملموس أن يبحثوا لماذا فقد الشعب في ”النخب الثورية“ أو حتى لم يعد يجدها؟ فأين هي الرؤية الملهمة للشعب؟ وأين الزعامات القطرية والمحلية التي تثير مخياله بالحماس والإقدام والوعي؟ وأين التجديد في ممارسات التواصل مع الجمهور؟ ولماذا عجزنا موضوعيًا وذاتيًا عن استيعاب الموجة الهائلة من جحافل شباب 25 يناير الثائر الذي دخل إلى مسرح السياسة والصراع الاجتماعي المباشر لأول مرة في حياته؟
والأخطر من هذا كله.. أن نتهرب من المبادرة بتقديم النقد الذاتي واستيعاب الدروس وتصحيح المواقف..
يقولون إن ”البرجوازي الصغير“ الثائر المتردد والمتنقل بسيولة عجيبة بين المغامرة والانبطاح.. هذا النوع من الثائرين ”يطلق الرصاص على ماضيه أولاً بأول“. ولا يحب أن يعايره أحد بأخطائه هو نفسه..
من واجبنا أن نتأمل بعمق مسار الأحداث خلال السنوات الماضية.. هل نجحنا في إضفاء الطابع الاجتماعي الجذري على النضال الديمقراطي؟ هل حاولنا التغلب على الرؤية الخاطئة لأشكال النضال التي كادت تحصر النشاط الثوري في احتلال الميدان والتظاهر والتدوين الإلكتروني؟ هل اتخذنا مواقف صحيحة في الحين المناسب من الفاشية الدينية والمجلس العسكري والليبرالية والبيروقراطية؟ هل راعينا الشروط الحياتية للشعب ولم نسهم في إرهاق الملايين بالأنشطة الثورية إلى حد تعطيل حياتهم؟ هل نجحنا في بناء جبهة طبقية صلبة إلى جانب ائتلافات مرنة أوسع لتوحيد الجهود؟.. والسؤال الأخطر: من هي الزعامات التي قدمناها للشعب وهل كانت تستحق الثورة والشعب منا أن نقدم لها قيادات متناحرة أو رعناء أو متسلقة أو شديدة الرجعية أو ذات ظهير غربي أو إقليمي؟... غير عشرات الأسئلة الأخرى التي يجب أن نمتلك جسارة الإجابة عليها قبل أن نفكر في انتقاد الشعب والتعالي عليه..
لقد منحنا الشعب المصري ثقة كبيرة ثم أخذنا نفقدها قطعةً قطعة..
ولا يمكن أن نلوم الشعب على شعوره بالتوجس من أن يؤدي أي حراك ثوري إلى تكرار تجربة حكم الإخوان المريرة التي أسهم فيها بعضنا أو كلنا بسلسلة من الأخطاء المتتالية حتى منذ الحركات الاحتجاجية والنخبوية منذ بداية القرن الحالي.. ومن الطبيعيي تاريخيًا أن يركن الشعب (أي شعب) إلى الهدوء فترة بعد تجربة خرج منها بنتيجة ألا يوجد بديل يثق فيه..
وأضيف أن هذا النهج المعيب يشكل مساعدة مجانية لقوى الثورة المضادة ولن يزعجها أبدا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب حرب غزة.. متظاهرون في كندا يطالبون بفرض عقوبات على إسرا


.. الموت يغيب الأسطورة الهولندية يوهان نيسكينز عن ثلاثة وسبعين




.. -صرنا ميتين-.. فلسطينية من غزة: نعيش في رعب وحياة أطفالنا مد


.. خط طويل من المركبات على طريق رئيسي في فلوريدا.. بعد أوامر إخ




.. ألسنة اللهب تشتعل في المخبز الوحيد بمخيم جباليا بعد قصفه