الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رداء الشعر الشعبي

سعد العبره

2018 / 12 / 5
الادب والفن


حينما يفقد الشعر رداءه، سيكون عريانا. وعندما يموت عريان، فسيبقى شعره الشعبي، أي لعبة مع الموت تلك !!
ضجت وأمتلأت مواقع التواصل بصور عريان السيد خلف وشعره حزنا عليه حال وفاته، و هو (الشاعر الشاعر) الذي تشيّعه قصائده إلى مثواه الأخير.
عريان السيد خلف هو قمة الشعر الشعبي، ولكم أن تتخيلوا حجم خسارة الأشياء عندما تفقد قمتها !!
هو الشاعر الذي كتب بقلم سومري أجمل القصائد التي تبعث في الروح روحا، وتضيف للقلب نبضا، وتجعل النفس أمارة بالجمال، هو الشاعر الذي يعالج جروح العاشقين والفاقدين والمظلومين والثائرين والفقراء بمفردات مالحة عذبة من طين وماء.
هو الذي كتب مواساته لنا قبل أن يذهب (يالحاضر عزاك تعزي المعزين.. وتسكت الناعي العبرته أحتدت).
وهو العارف الذي قال لنا: (هذا الموت)، ولعله هنا يستصغر الموت بالإشارة إليه، أو أنه يشعر بقربه بقوله (هذا).
هو الكبرياء والكرامة الذي حفظ الناس عنه (خل روحك بعز دوم بالك تذلهه.. ولا تطلب الحاجات إلا من أهلهه)، بل أنه المسامح الكبير إذا تولّى، والذي يترفع عن الرد على أشباه الرجال. الوفي الذي لايخون، وصديق الحياء والمعروف، وهذا ما يحكيه شعره:
وليت.. وعف ضميري .. وماكسرت العود 
ولـِسـِن.. شبه الزلم .. بالعلن سبــٌني 
كـفاني امرح.. ورع.. والتذ بحب الناس 
وعملات الكـَبح .. ما يوم خاوني 
لا ِزحتْ الحيا... ولاضيٌعت معروف 
ولاخنت الوفه.. وربعي اجفلوا مني 
أضحك بالوجوه.. ابغير راحة بال 
واصبر لو .. ليالي العسر ضكني 
واكابر عالشدايد ... حد مصب العين 
واسكت.. لو دثو من الناس لاسـٌــني 
واسامح .. ما أبحــٌـر.. وين حد الغيض 
وأزلف ..لو حوافي الزعل وازني.

يحفظ شعره العراقيون والعرب، مفرداته ليست سهلة، وترى الأشياء على حقيقتها في صوره الشعرية، لاشك أنك تعرف معنى الخوف عند سماعك:(من يهتز قفل حسبالهم شاجور).

رحم الله عريان السيد خلف.. ستبقى قصائده على ألسنة عامة الناس، لاسيما متذوقي الشعر الشعبي النقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في


.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء




.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق