الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشكيل الحكومة العراقية، ازمة امريكا أم ازمة الجعفري

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2006 / 4 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


المستنقع الذي وقعت فيه امريكا في العراق لم يقتصر على الناحية العسكرية فحسب، بل تعداه ، وبقوة، الى الناحية السياسية كذلك، فالاحزاب والكتل الطائفية والقومية الموالية بشكل أو بآخر الى النهج السياسي لامريكا، والتي هي الآن بصدد تشكيل الحكومة العراقية، اثبتت دون شك بانها تتلوى تحت ضربات فشل السياسة الامريكية وتدفع ثمن الطريق المسدود الذي وصلت اليه السياسة المذكورة، فلا الجرعات المنشطة التي تعطيها امريكا وحليفاتها للمتفاوضين بشان تشكيل الحكومة من زيارات لمسؤليها الى العراق ومن دعوات لبوش وبلير بشان الاسراع في تشكيل الحكومة، ولا المحاولات الوسطية والتوافقية للطالباني وكتلته، ولا التدخل الواضح من الدول الاقليمية قادرة على فك هذه " العقدة " المستعصية منذ شهور والتي لا تعكس سوى التخبط العام الذي تعانيه هذه القوى الآن في الساحة السياسية.
ان الدول والقوى المتسببة والمساهمة في ايجاد هذه الاوضاع المأساوية هي الان بصدد ايجاد المخرج من هذه الازمة بأية وسيلة كانت، حتى وصلت بهم الامور الى حد دعوة عبدالعزيز الحكيم رئيس كتلة الأئتلاف الشيعية لكل من امريكا وايران للتفاوض بشان الازمة في العراق وكأن المعضلة ليست عراقية!!، وقبول ايران للتفاوض مع " الشيطان الاكبر " وقبول امريكا للتفاوض مع احدى دول " محور الشر " والتي باشرت بتحديها في مجال الازمة " النووية " الحالية !!.
ان القوى والاحزاب المنهمكة الآن بتشكيل الحكومة تحاول تصوير المسالة على انها خلاف على ترشيح الجعفري من عدمه ، رغم وجود هذا المعضل ضمن حلقة توزيع المناصب، الا انه ليس سوى شكل الموضوع، فالمسألة برمتها تكمن في الازمة السياسية العميقة والقوية التي تعاني منها امريكا وحليفاتها في العراق ومحاولة ايجاد السبل المؤدية لتجاوزها حتى وان تطلب ذلك "تلاقي الاعداء".
ان من افرازات الاحتلال الامريكي للعراق ، بالاضافة الى المد الواسع لتيار الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني ، بروز التيارات الطائفية والقومية على الساحة ، وفي غياب شبه كامل لقوى اليسار والقوى العلمانية.
لقد اتبتت هده القوى الدينية و الطائفية والقومية يوما بعد يوم بُعدها عن المصالح الواقعية للجماهير في العراق وتُظهر دون اي شك تمسكها بالمصالح الفئوية والقومية الضيقة متاجاهلة بصورة واضحة مطالب الجماهير الملحة وفي مقدمتها توفير الامن والاستقرار والعيش وتوفير الخدمات الاساسية، ليس هذا فحسب بل انها ساهمت وتساهم بشكل فاعل مع امريكا والدول الاقليمية في ايجاد مناخ الحرب والقتل والدمار الدائر الآن في العراق و الذي لا يدفع ثمنه سوى العراقيون.
ان القوى التقدمية والعلمانية واليسارية مدعوة الآن اكثر من اي وقت مضى الى رص الصفوف وتفعيل الشعار القائل بخروج الاحتلال وتشكيل حكومة علمانية غير قومية قادرة على تجاوز هذه المرحلة واعادة الحياة المدنية الى الجماهير في العراق مستلهمةً القوة ومعتمدةً بالدرجة الاساس على نضال الجماهير وارادتها الغائبة حاليا عن الساحة، وباسناد ودعم القوى التقدمية وكل احرار العالم.
‏10‏/04‏/06








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ثمن الاتفاق الدفاعي بين السعودية وأمريكا وهل ستصبح الرياض


.. تونس: الحكم بالسجن سنة على إعلاميين اثنين على خلفية تصريحات




.. هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية تتلقى تقريرا عن واقعة


.. أوروبا ستبني قبة حديدية في وجه بوتين والناتو قد ينشر قوات في




.. رئيس الوزراء البريطاني: حانت اللحظة المناسبة لتختار بريطانيا