الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يحقدون على موقع الحوار المتمدن

عايد سعيد السراج

2006 / 4 / 13
الملف التقييمي - بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن


لماذا يحقدون على موقع الحوار المتمدن
عندما كتبت لأول مرة لموقع الحوار المتمدن , وشاهدة مقالتي تنشر انتابني فرح كبير , فقط لأنني لأول مرة في حياتي , شعرت أن هذا هو المكان الذي يقدر إنسانيتي , وأستطيع أن أكتب به بحرية كبيرة , دون اللجوء إلى حذف هذه الكلمة أو تلك العبارة , لأن بلدنا التي طرحت لا رقابة على الفكر سوى رقابة الضمير , استطاعت أن تشتري كل الضمائر ( أقصد بذلك ضمائر الكتاب والصحفيين والأدباء اللذين كانوا على استعداد لذلك , تحت وطأة الفقر أو القهر أو النزول رغما في القبر ) وبما أنني من أصحاب الرأس اليابس كما يصفني الانتهازيون , ابتعدت عنهم كثيراً , لدرجة أنني لم أعد أنشر في الدوريات السورية , التي يرأس تحريرها فاسد أو مفسد , وبذلك وضعت نفسي في عزلة مميتة , لدرجة أنني لم أنقح كتاباتي منذ عشرات السنين , لأني لا أفكر بالنشر أصلاً وحيث هم لا يوجهون لك الدعوات إلا في المناسبات التي يريدونك بها أن تكون قرداً أو مهرجاً – أو دجالاً – تغطي عوراتهم , وبالتالي يستمرون باحتقارك وإذلالك أكثر فأكثر , كيف لا وأنت مهرج المخبر , أو الجاهل , أو المتعالي على قيم الخلق , والمُسَفــِّه لمفاهيمك وقيمك التي دفعت ثمناً باهظاً في سبيل الحفاظ عليها , وأنت ترى سفهاء الناس يتما هون في إهانتك لأنك الضمير الحي الباقي , وأصدقاءك الشرفاء الذين تعرفهم والذين لا تعرفهم المتناثرين نجوماً على مدى الوطن ,وطنك , والأوطان الأخرى التي بــُليت بالبلاء ذاته الذي بُليتَ به , إذ لماذا يحاربون الحوار المتمدن ؟ ولأية غاية ؟ ومن هم هؤلاء ؟ ثم ماذا يملك الحوار المتمدن أكثر من , مدينيته , ثم هل في هذا الزمن الأسود الذي عبأته الأنظمة العربية الجاهلة والحاقدة على الآخر , الذي لا يشبهها والذي يعري عوارتها المستورة , بالحقد والكراهية , ودماء الأبرياء , والمستضعفين في الأرض , ولماذا هم يكرهون الحوار, إلا إذا كان مسموماً على شاكلتهم , من أين يأ تون بكل هذا الحقد الأعمى , هل الشرق المستبد لا يخلق إلا أنظمة استبدادية ؟ وهل الاستبداد و الطاغوت هو احد سماته , ا لطاغية الملهم, العظيم القادر, المتجبر الذي يأخذ دور الله في الأرض ألم يؤسسوا أحزاباً طائفية, ادعوا أنهم استمدوا سلطتها من الله سبحانه وتعالى , كيف تتحاور مع من يقول لك أنا آية الله في الأرض , وإنَّ قتل كل من يعصي أوامرهم حلال , ألا يفجر أحدهم نفسه في حشد من المصلين , أو العمال المتجمهرين , أو الطلاب المتواجدين في حرم الجامعة , أو المدرسة الابتدائية أو المشفى الذي يضم الأطفال والنساء والشيوخ , إذا كانوا يحقدون على الآخر المختلف , في العِرْق أو الدين أو الطائفة , إذاً هم حتماً يحقدون على الآخر المختلف في الرأي , على الرغم من أن موقع الحوار المتمدن , الآراء فيه ليست متماثلة , وهي حرة وحقيقية , هل يوجد شيء في الحياة أجمل من أنك لا تلغي الآخر المختلف , لايمكن أن يتعايش البشر بالصراع وحده , لأن الصراع فناء , والحوار بقاء , الحوار منطق واحترام وحرية , لا يستطيع أي شعب في العالم أن يحقق إنسانيته إلا من خلال الحوار , وتقبل الآخر المختلف , ونحن شعوب الشرق , لا نستطيع أن نحقق إنسانيتنا ونحافظ على كرامتنا كبشر حقيقيين يعيشون في هذا الزمن , إلا من خلال الاعتراف بالآخر المختلف , فما بالك إذا كان هذا الآخر حضاري ومتمدن , ويملك كل أسباب البقاء والتطور أكثر فأكثر باتجاه أرقى العلوم التي تخدم الإنسانية , بل العلوم والمخترعات التي لا نستطيع أن نستمر كشعوب نحترم أنفسنا إلا من خلالها , أو نصبح معزولين , ديدننا العداء ثم العداء , لكل من يختلف معنا , آن الأوان لننظر إلى أنفسنا في المرآة , ولكن هذه المرة من وجوهها المختلفة و لكي نرى ونسمع ونعرف بل ونعترف 0 كم أشعر بالسعادة عندما أرى موقعاً يتحدث بأخلاق عالية , وبإنسانية كبيرة عن حقوق المرأة , هذه التي لا زالت بعض شعوب الشرق تعتبرها عاراً , ولا ينظرون لها إلا من خلال غرائزهم , يكفي الحوار المتمدن فخراً , انه سباقاً في نشر الاضطهاد الذي يعاني منه الكتاب والأدباء والمفكرون وأيضاً بعض الأقليات , إذ الذي يدافع عن حقوق الإنسان , وحقوق المرأة والديمقراطية لجدير بأن يكرم ويحترم , وكأن هؤلاء الظلاميون , من أنظمة قهر , لا تريدنا إلا عبيداً نُباع في أسواق كراهيتهم وجهلهم , وكأنهم يريدون أن يوقفوا حركة التاريخ , ويعودوا بالزمن إلى الوراء السحيق , حيث عصر الظلمات , عصر الجواري والغلمان والحضارة الكاذبة التي تعني , حضارة السيد المطلقة , والسلطان الغبي , أنهم يكرهون الديمقراطية , لأنهم يكرهون البشر , هؤلاء الناس , لم يتعلموا إلا كيف يحبون أنفسهم وأموالهم وحريمهم , ومن هنا يكرهون الحضارة , لأنهم لا يستطيعون العيش إلا في المغارة , التي تأخذهم بعيداً إلى أسلافهم القدماء من القرود , وإنني إذ أتضامن مع أسرة الحوار المتمدن , ضد الهجمة الرجعية الظلامية التي يتعرض لها هذا الموقع الأخلاقي , وإذ, أتمنى من كل الشرفاء أينما كانوا ومهما كانوا أن يتضامنوا مع الحرية والديمقراطية , لأنهم سيكونون مع الحوار المتمدن , الذي لاغنى للبشرية عنه , أضيئوا الشموع , ولا تلعنوا الظلام , فموقع الحوار المتمدن منارة حقيقية للحرية والديمقراطية واحترام الآخر , تعالوا جميعاً نتعلم الحوار المتمدن 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الآثار المهربة.. تمثال جنائزي رخامي يعود من فرنسا إلى ليبيا


.. بودكاست درجتين وبس | كيف تنشر الصحافة الاستقصائية الوعي بقضا




.. وكالات أنباء فلسطينية: انتشال جثث 49 شخصا في مقبرة جماعية في


.. بعد اقتراحه إرسال جنود لأوكرانيا.. سالفيني يهاجم ماكرون




.. هجوم رفح.. خيارات إسرائيل | #الظهيرة