الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزرقاوي السني والزرقاوي الشيعي وما بينهما من أزارقة

فرات المحسن

2006 / 4 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد أكثر من ثمانين مساعد للزرقاوي تم إلقاء القبض عليهم لازال الزرقاوي وهو النسخة الأصلية المستوردة من الزرقاء قلب البداوة والسلفية الأردنية والذي وزعت صوره عبر وسائل الأعلام الأمريكية، مازال هذا الزرقاوي حرا طليقا.ويقال والعهدة أيضا على التسريبات الأمريكية أن الخلايلة أو من سمي بالزرقاوي كانت قد أجريت له عملية في بغداد فقد أثرها أحدى ساقيه وذلك قبل سقوط نظام البعث القذر في العراق وهذه علامة فارقة تغوي على تعقبه وتجعله أقل قدرة على الحركة من باقي معاونيه. قبل عام من الآن أشيع بأنه ألقي القبض عليه ولكن أطلق سراحه سهوا بسبب عدم اكتشاف هويته الحقيقية.الخلايلة أو الزرقاوي يصول ويجول بين المدن العراقية ورغم الملايين التي رصدت من أجل ألقاء القبض عليه فأن قدراته الخارقة تخطت كل تلك الإغراءات التي قدمت لحواضنه ومريديه.
كلمة حواضنه تعني الكثير وتجبر المرء على التفكير في المكان أو الحيز الذي من الممكن أن يلجأ إليه الخلايلة الذي يلذ للجميع خصوم ومناصرين أطلاق أسم أبو مصعب الزرقاوي عليه.وحسب التشخيص الأمريكي فأن الزرقاوي يتنقل بين الموصل وديالى والرمادي والمناطق المحيطة ببغداد ويستطيع أن يمد أذرعه السحرية نحو البصرة والعمارة والنجف وكربلاء والحلة.خلاصة القول يمكن توصيفه بأنه الشبح الهابط من السماء، الذي يملك طاقية الإخفاء التي تساعده في التمويه والضحك على وتسفيه ادعاءات الأخرين.
في أهم مفصل من مفاصل التأريخ العراقي أي في يوم التصويت على الدستور وانتخابات البرلمان صمت الزرقاوي واختفت صورته لا بل عقلنها الإعلام وبالذات جناحه السياسي حين وضع على عاتقه عملية حماية صناديق الاقتراع. وحسب قول الدكتور عدنان الدليمي فأن الزرقاوي وجماعته قاموا بحماية مراكز الانتخابات في المناطق الغربية والموصل ولم يقترفوا خلال ذلك اليوم أي عملية تفجير أو نهب أو خطف أو زرع عبوات أو قصف مثلما يفعلونه في باقي الأيام.
أن كان الزرقاوي قد خص العراقيين بذلك الوضع الاستثنائي فأنه منح الأمريكان ذات الفرصة ووضعهم في يوم هدنة طويل وممتع ربما كانت فرصتهم فيه ثمينة ونادرة جدا ليجدوا فيها الساعات الهادئة لممارسة السباحة ولعب الكرة والتمتع بسماع الموسيقى وأصوات عوائلهم عبر الهاتف أو الانترنيت.أذن كان الخلايلة مهادنا وطيب الطباع في ذلك اليوم وطبق بحرفية عالية اتفاق الجنتلمان أو ما سمي توجيهات أصدقاءه الأمريكان وحلفائه من السنة على حد سواء. ولكن الجميل في الأمر هو أن الجانب الأخر المتمثل بالزرقاوي الشيعي قد تمالك أعصابه أيضا وأوقف عملياته وقرر أن يمنح حفاته ومصاليخه ورداحيه راحة وسكينة ومن ثم يجعلهم يفخرون بالإنجاز الذي حققوه وبالنصر الذي كللوا به مسيرتهم بعد جهد جهيد.
يتهم السنة بعلاقتهم الوطيدة بالزرقاوي وفي أغلب المرات ثبت بالدليل القاطع بأن قطاعات وشرائح لا بل عشائر وسكان مدن وقصبات بالكامل وتحديدا في المنطقة الغربية توفر للزرقاوي وأصحابه الحواضن المكتملة العديد والعدة والمتعددة الأغراض والمنافع والتي تساعده على تنفيذ جرائمه ويلقي الزرقاوي كفكر وكشخص معنوي كامل التأييد والمناصرة من الآلاف من أبناء تلك المناطق وهم على ذات مبادئه السلفية أو من القوميين العروبيين الذي شعروا بالإفلاس السياسي فزاوجوا بين فكرهم وفكر الإسلام السلفي ولذا فالزرقاوي السني يلاقي الدعم الكامل من أزارقة السعودية والأردن وسوريا.ويجد هذا الجمع الخبيث مؤازرة نشطة من داخل السلطة العراقية وبالذات وسط كوادر وزارة الداخلية وبالذات الشرطة منها وأيضا من قادة وضباط ومراتب وزارة الدفاع وفي الكثير من الأحيان يمنح الإسناد والنصرة من الزرقاوي الأمريكي الذي يقدم له التسهيلات الميدانية.
يتهم الأمريكان بامتلاك زرقاوي بذات المواصفات التي يتمتع بها الزرقاوي السني. ولكن الزرقاوي الأمريكي مرتزق محترف واسع الحيلة مدجج بالسلاح وهو حليف ومساند لمشاريع تؤمن المصالح الأمريكية ولكن الميزة التي تميزه عن الزرقاوي السني هي سعة واختلاف الدوافع والأهداف المستقبلية.
أن إلحاح الطرف السني والأمريكي على صناعة وتبني زرقاوي ما بمواصفات ذات خصوصية محددة وبما يلائمهم من أغراض وأهداف يريدون الوصول أليها بقوته وقدراته التنظيمية في تعميم الخراب والجرائم في طول وعرض العراق. ذلك الملمح بات يشكل المشهد العام للسياسة في العراق ويعطي الانطباع عن مقدار جريمة وظلم طرف بعينه يقابله سعة وبشاعة مظلومية الطرف الأخر،ولكن ما يؤشر له هو مقدار النجاح الذي أحرزته بعض الأوساط الشيعية في قدرتها على تحويل مظلوميتها الى دافع للنفور من الأخرين على اختلاف ألوانهم ومسمياتهم في ذات الوقت الذي أبعدت زرقاويها الى ما وراء اللوحة وأصبح هذا الزرقاوي الشيعي يعمل بكامل طاقته دون أن يواجه عقبات مؤثرة أو رادعة.
الزرقاوي الشيعي الباحث عن دولته المستقلة المدججة بالطائفية والخيرات الطبيعية لا يجد ضيرا في تنفيذ أساليبه الخبيثة لتحقيق أهدافه ومشاريعه.أنها ذات الطريقة التي استعملتها الصهيونية في العراق للوصول الى مبتغاها حيث عملت على إيذاء اليهود العراقيين ودفعهم للهجرة الى إسرائيل.الزرقاوي الشيعي يريد إيصال الأمر وبالذات مع الشيعة قبل غيرهم الى الحال المستعصي والميئوس منه والذي لا يرى معها الشيعي بد من القبول بأكثر الخيارات مرارة. الزرقاوي الشيعي ولحد الآن حصد من أهدافه الكثير وأول تلك الأهداف أن على صوت الطائفية على العراقية بين أوساط العراقيين الشيعة الأصلاء.الزرقاوي الشيعي يريد دفع شيعة العراق للوقوع في لحظة الرعب الشديد ومن ثم اليأس حيث تغلق أمامهم جميع المنافذ ويصبح الحل الوحيد والخيار الأخير هو القبول بدولة الجنوب والوسط الشيعية المستقلة وهذا الحل يناسب الزرقاوي الأمريكي ولذا يقدم خدماته الميدانية لرفيقه الزرقاوي الشيعي الذي بات محط أعجاب الأزارقة من بني إسرائيل. هذا الزرقاوي أشد بأسا ومكنة من باقي الزرقاويين وهو ذو سلطة وسطوة في جميع مفاصل الدولة ويملك نفوذ واسع بين أوساط الناس البسطاء وتفتح له خزائن الأزارقة في طهران و سوف ينجح مشروعه لأنه يلاقي الإسناد والمؤازرة من جهات كثيرة ومن أهمها زرقاويين ذوي قدرة وجبروت وخبرة أنه يمثل المنهج والفكرة التاريخية والمشروع الذي روج له صهيونيا منذ عام 1953 والذي يسعى لتقسيم العراق برعاية الأمريكان ومباركة جميع بلدان المنطقة دون استثناء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 3 خطوات ستُخلّصك من الدهون العنيدة


.. بمسيرات انقضاضية وأكثر من 200 صاروخ.. حزب الله يهاجم مواقع إ




.. نائب وزير الخارجية التركي: سنعمل مع قطر وكل الدول المعنية عل


.. هل تلقت حماس ضمانات بعدم استئناف نتنياهو الحرب بعد إتمام صفق




.. إغلاق مراكز التصويت في الانتخابات البريطانية| #عاجل