الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الفقر والجهل في صناعة الطُغاة - النموذج العراقي.

خطاب عمران الضامن
باحث وكاتب.

(Khattab Imran Al Thamin)

2018 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


منذ فترةٌ ليست بقصيره، لاحظتُ تهافُت الكثير من المواطنين على مدح وتمجيد اللصوص والشواذ والجهلة، الذين جاءت بهم تداعيات انهيار الدولة العراقية بسبب الاحتلال الأمريكي عام ٢٠٠٣م، فوصلوا إلى مواقع القيادة والحكم، بينما أُبعدت الكفاءات الوطنية من ذوي الاختصاص والخبرة والنزاهة، وقد عمل هؤلاء على سرقة الموارد التي خُصصت لبناء المدارس والمستشفيات والطرق والجسور، وتوفير الماء والكهرباء، وتوفير الأدوية وخلق الوظائف، في ظل ظروف انهيار الدولة، وضعف مؤسساتها الرقابية، وتشتت سلطاتها.
لقد ازدادت معدلات الفقر والجهل في العراق بسبب هؤلاء اللصوص، واليوم وبالرغم من تصدير العراق لقرابة (4) ملايين برميل من النفط يومياً، تشهد أحوالنا المعيشية والخدمية تراجعاً غير مسبوق، فانعدام الخدمات من صحة وتعليم وكهرباء وطرق، ارتفاع معدلات الفقر والبطالة والطلاق، التعيين بالواسطة وإهمال ذوي الكفاءة والاختصاص، وغيرها الكثير من المشكلات التي يعاني منها مجتمعنا، سببها عمليات السرقة الكبيرة، والفساد والأعمال الغير أخلاقية والتي أصبحت نهج هؤلاء اللصوص في حكمنا.
إن الأموال التي خُصصت للمحافظات من إيرادات تصدير النفط العراقي، كانت ولا تزال كافية لتقديم كل الخدمات وتوفير فرص العمل والقضاء على الفقر، إلا أن سرقتها حالت دون ذلك.
ينبغي أن نعي خطورة تمجيدنا للسراق ومدحهم وانتخابهم طمعاً منا بمبلغٍ أو منفعة شخصية، بدلاً من فضحهم واسقاطهم، فاللص والخائن هو جبان بتركيبته النفسية، والتملق المبتذل وعبارات (هلا بيك هلا) و ( كلنا فلان) سوف لن تجلب لنا إلا المزيد من الفقر ونقص الخدمات، وهي في نهاية المطاف سوف تصنع من هذا اللص الجبان طاغيةٍ يرتكبُ ابشع الجرائم في سبيل الاستمرار في الحكم، مستمدا قوته من سرقة أموالنا، جهلنا وخنوعنا.

ان المتملق والمادح والمصفق للصوص والسراق، لابد ان يكون اما جاهل أو منافق كذاب، جاهل عندما لا يعي ان هؤلاء سبب فقره، جهله، تعاسة حياته، حقارة منزله وعوز اُسرته، جاهل عندما لا يعي ان انقطاع الكهرباء، شحة الدواء، قلة المدارس، سوء مياه الشرب، الفيضانات، سوء حالة الطرق، عدم وجود فرص العمل سببها هؤلاء الذين سرقوا أموال الشعب، وهربوها خارج العراق مع عوائلهم، وهو بهذا الحال أشبه بالقتيل الذي يصفق لجلاديه، وهو منافق وكاذب، عندما يعي حقيقة وخطورة كل ما تقدم، فيمارس الكذب والتملق في سبيل مبلغ مالي، أو مصلحة شخصية ضيقة، أو تزلف مبتذل فارغ، وهو بهذا الحال أشبه بمن يبيع شرفه بثمنٍ بخس، انه بتعبير أدق قواد، قواد على ذاته.
ليكن رد فعلنا وفقاً لقيمنا الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية النبيلة، التي ورِثناها من حضارتنا العربية، ومجتمعاتنا وقبائلنا العراقية الاصيلة، حيث يُفضح السارق ويُسقط، انتخابيا وشعبيا واجتماعياً، تمهيداً لمحاكمته وتغريمه للأموال التي سرقها.
ولنا في الدول الأوروبية المتقدمة أسوة حسنة، حيث يعامل الرئيس والوزير والمحافظ كموظف دولة، واجبه خدمة الناس والحرص على مصالحهم، وفقاً للقانون مقابل راتبٍ مُحدد، ومخالفته أو سرقته لأموال الشعب تعتبر جريمة كبرى تؤدي الى فصلة وايداعه السجن.
وللحديث بقية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام