الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة ثقة - قصة قصيرة

ياسر العدل

2006 / 4 / 13
الادب والفن


ثلاثة من الحاقدين اتهمونى بالجهل والدونية، فلم أكن أفرق بين القمر الصناعى والفيديو00 حين أغفلت ذكر الفيديو ضمن محتويات عش الزوجية، مثلما أغفلت ابتسامة ترقبنى لأبن جارة خطيبتى الأولى، اتهمونى بالمراوغة وانفسخت الخطبة00 أشاعت خطيبتى الرابعة أننى جبان وضعيف وشديد البخل، حين رفضت لمرة واحدة تناول العشاء معها فى وقت متأخر من الليل رغم أن التناول كان فى منزل الأهل حيث الناس قد ناموا والفيديو فى صالة الضيوف00 قاطعنى طفلى الأصغر مشيحا بوجهه ممتنعا عن منحى قبلة مساء عادية وبكف منددة دفع بسبابته لأرنبة انفى" يا والدى أحمد عنده فيديو"00 رغم صمتى المصطنع فى ذلك اليوم لما تبين من موضوع سرقة صغيرة اقترفها أحد أعمامى، إلا أن خمسة من زملاء العمل حادثونى جهرا عن الفيديو00 نصف صديق حادثته متوجسا عن مجرد زميلة، فدعانى مبتهجا لرؤية الفيديو وهو يعمل00 مرات قليلة تلك التى اعترفت فيها زوجتى بهدوء ودون توتر بأننا لا نملك فيديو00 أقسم صديق قديم بان تشغيل الفيديو أمر ميسور00 تواضع عدو لى فشاركنى طعام الغداء على قارعة الطريق ثم أعارنى الفيديو لليلة كاملة00 شجعنى بعض معارفى ممن يحبون النميمة، مثلما شجعنى سائق تاكسى كثير اللغو، فاشتركت فى ثلاثة جمعيات مالية لشراء الفيديو00 تحاملت زوجتى وهى خطيبتى الثالثة، فأطاعتنى وسعينا معا لأناس يركبون بحر إسكندرية، ويجوسون مسالك صحراء ليبيا، ويتحسسون مواقع حروب الكويت، ويتشممون درب الأربعين فى أسوان، من بينهم خمسة على الأقل مشكوك فى نزاهتهم00 استشرنا خبراء فى الأفلام والألوان والأصوات وجارا يتفنن فى حلق شعر الحمير00 ساومنا أربعة عشر تاجرا على أن يكون الدفع بالعملة المحلية فتساببنا مع سبعة منهم00 تدخل جمال امرأة حلمت بها كثيرا فابتعت الفيديو من زوجها صاحب المقهى المجاور00 صافحنى كثير من الحاسدين وبعض الأحبة ارتسمت فى عيونهم نظرة خاصة00 اشتغل الفيديو ودار بشرائط وأصوات فاتسعت أيامى لتضم ليالى ارقب فيها نساء جميلات أحركهن للأمام والخلف00 جربت زوجتى طرقا جديدة لتشغيل الفيديو وساءلتنى مرات كثيرة عن تعريف واضح لقوة الرجال00 استطالت مسافة الوصول إلى عملى فاتهمنى رئيسى المباشر بالبلاهة والكسل وهو الذى لا يملك فيديو00 أصاب الهزال ابنى الثانى بالرغم من جلوسه مستريحا لساعات أمام الفيديو00 ساومنى مشروع صديق على أن أعيره الفيديو لليلة واحدة00 عرض على أحد الطيبين نصف إيراد الحجرة التى يمكن تخصيصها فى شقتى لعروض شرائط الفيديو على زبائنه مع زيادة نصيبى إلى الثلثين حين أقوم بتقديم المشروبات00 استقر رأى ابنى الأكبر وسائق أتوبيس ورئيسى فى العمل الجديد، كما أصرت خطيبتى الثانية فى تواصل حميم، على أن المتعة تكمن فى شراء فيديو أخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غادة عبد الرازق: ليس لي منافس على الساحة الفنية ولا يوجد من


.. غادة عبد الرازق: الساحة الفنية المصرية لم تعد بنفس قوة الماض




.. الفنان درويش صيرفي.. ضيف صباح العربية


.. -بحب الاستعراض من صغري-.. غادة عبد الرازق تتحدث عن تجربتها ف




.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف