الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تنحي ابراهيم الجعفري عن الرئاسة هو الحل ؟

طه معروف

2006 / 4 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد زيارة وزيرا الخارجية الامريكية والبريطانية رايس وسترو الى العراق ،تزايدت الضغوط على مرشح حزب الدعوة الاسلامية ابراهيم الجعفري لقبول التنحي عن رئاسة الوزارة العراقية لإخلاء السبيل امام منافسه السابق عادل عبد المهدي من كتلة الحكيم ، لتولي هذا المنصب، لكون الاخير قادرا على حل الازمة الخانقة لتشكيل الحكومة لانها ستتمكن ، كما يدعون، من إخراج العراق من طريق الانزلاق نحو الطائفية ونزاع الميليشيات...!!.
ان انقاذ العملية السياسية الامريكية عن طريق تغيير هذا الوجه او ذاك خدعة حقيرة تستهدف إبقاء الجماهير في حالة الانتظار الى اجل غير مسمى وإلا فما هي التمايز السياسي لعبدالمهدي التي يختلف بها عن الجعفري وما هي اختلافاتها العقائدية وبرامجها السياسية للجماهير غير القتل والتعذيب والتشريد والتجويع التي اتفقوا عليها في الدورة السابقة ولم يعترض عليها اي منهم يوما ما في الكتل الشيعية بل ان المرشح المفضل لدى قوى التحالف والكتل الطائفية الاخرى ،عبدالمهدي، قاد تلك العمليات الاجرامية في طول وعرض العراق جنبا الى جنب مع حكومة الجعفري ولذلك فمن الغباوة ان يصدق المرء بهذه اللعبة السياسية اصلا . ان المشكلة الحقيقية لماساة الجماهير لا تكمن في التداول السياسي او تغيير مواقع هذا الرمز او ذاك، وانما في النهج الطائفي الذي تتبناه هذه القوى، فالمسؤولون والوزراء في الحكومات المتعاقبة عملت لصالح كتلها وميليشياتها المسلحة وان المرشح "المفضل" هو الذي يخطط ويقود عمليات ميليشيات البدر للقتل والنهب لبسط سيطرتها على ثروات ومقدرات الجماهير وهو المسؤول مثل باقي القوى الطائفية والقومية عن خلق هذا المأساة الدموية في العراق .ان الركود والجمود السياسي الذي اصاب العملية السياسية الامريكية في العراق ناجم عن الاحتلال وسلطة الميليشيات التي احدثت شرخا واسعا في صفوف الجماهير ووضع العراق في مفترق الطرق فاما الإدامة بالوضع السياسي القائم عبر الحرب والقتال الطائفي او اختيار سبيل آخر لإنهاء الحالة المأساوية العراقية عن طريق انهاء الاحتلال وخروج قواته من العراق لتحل مكانه قوى دولية اخرى تمنع ظاهرة الميليشيات الطائفية و تحمي الجماهير من شر هذه الكتل الطائفية وأطلاق ايدي الجماهير للمشاركة الفعلية في العملية السياسية بعيدا عن تهديد بنادق الميليشيات التابعة لهذا الكتلة الطائفية او ذاك .ان موضوع تنحي الجعفري عن الرئاسة اوجدتها امريكا لإختراق صفوف الكتل الشيعية لدعم التكتل السياسي فيها مثل ما فعلت إزاء الكتل السنية لعزل الجماعات المسلحة وفشلت فيها كما ستفشل في هذه المحاولة بالتأكيد ، لأنها تذكي الطائفية وتعمق من حدة الاحساس الطائفي الرجعي وتشد من حدة الصراع الطائفي ولا تحدد سلطة الميليشيات .ان التضليل وخداع الجماهيرعبر المؤسسات الاعلامية الضخمة التي سخرت لقلب الواقع ولإعطاء الصورة المشوهة عن ما يجري في العراق ، رافقت الحرب الامريكية على العراق ،ابتداءا بالادارة المدنية التي قادها بول بريمر وانتهاءا بالمأزق الحالي لتشكيل حكومة حرب طائفية واشتد في الظرف الراهن بعدما احرجت الادارة الامريكية لكون عملية تشكيل الحكومة هي نهاية المحطة لسلسلة من العمليات الخادعة التي وعدوا بها الجماهير وها هي الآن تتمسك بأضعف حلقة سياسية اي مسألة تنحي الجعفري عن الرئاسة لإيجاد نوع من التوازن بين الكتل الطائفية المتنازعة لتمريرو ادامة سياساتها الفاشلة في العراق .ان الانسجام السياسي بين نفس الكتل الطائفية امر معقد للغاية ناهيك بين الكتل الطائفية والعرقية الثلاث الشيعية والكردية والسنية التي هي في حالة حرب حقيقية في غياب ادنى حالة من الثقة والانسجام فالكل يحفر الخندق للآخر فكيف يمكن اذن الجمع بين المحاربين في ساحة المعركة وهم مصممين على القتال فيما بينهم حتى النهاية رافعين راية العرقية والطائفية لحسم الامور فيما بينهم .واخيرا فان تفاهة هذه الموضوع هو في عدم وجود رئاسة عراقية واحدة حتى يتنحى احد عنها بل توجد حكومة ذات رؤوس ثلاثة و كان جعفري يمثل احد رؤوسها فقط الذي حول مؤسساته الوزارية الى معتقلات واقبية للتعذيب لتصفية منافسيه من الكتل السنية وان الشرطة وقوات الامن شكلت من ميليشياته المسلحة لتنفيذ سياسساته الطائفية المعادية للجماهير .فما هي اذن القيمة السياسية لو تنحى الجعفري عن الرئاسة بغير تضليل الجماهير عن ما يجري حولها من رزمة من المؤامرات الامريكية والمتحالفين معها من القوميين والطائفيين الذين يقفون وراء المأساة العراقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ثاني يوم لزيارته: بوتين يؤكد الرغبة بزيادة التعاون مع الص


.. المحامون غاضبون في تونس • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أجرى عملية لطفل فقد 3 من أطرافه.. طبيب أمريكي محاصر في غزة ي


.. تواصل أعمال النسخة الـ 29 من معرض الكتاب في المغرب وسط إقبال




.. تقدم ساحق لروسيا في أوكرانيا والناتو يهب للنجدة... فهل تحدث