الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرة الاسرائيلية بين الهدافين الأمريكي والإيراني

محمد الحاج ابراهيم

2006 / 4 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


سجال بدأ خطابياً بين بوش الموالي لإسرائيل حتى آخر قطرة دم، وأحمدي نجادي المؤمن بعدم شرعية وجودها، وتصعّد نحو الخيار العسكري الذي تلوح ملامحه في الأفق إن لم يجد كابحا يحد من حركته وأعتقد يصعب إيجاد هذا الكابح، فالطرفين المتصارعين على اسرائيل مُتشبثين في مواقفهما، والأكثر تشددا هي طهران التي تعتبر نفسها صاحبة حق في القدس من منظور إسلامي يعتبر أن القدس احتُلّت بالقوة التي لم يكن العرب والمسلمين يمتلكونها، وهي تعمل على إيجاد هذه القوة بشكل نوعي لتحرير القدس من الغاصبين ورد الاعتبار والكرامة والحقوق للمسلمين،فهي إذاً تقوم بواجب إسلامي من صلب العقيدة التي لا حوار فيها.
بوش أيضا مؤمن بالتوراة التي وعدت اليهود بأرض الميعاد،إلاّ أنّ اليهود عدّلوا توراتهم بالتخلي عن غزة وعن جزء من أراضي الضفة الغربية وهو لم يتخلّى نتيجة اختلاط العقيدة عنده بالمصالح السياسية والاقتصادية في الوقت الذي يُمثّل فيه صاحب قرار الحسم العسكري في أي منطقة من العالم.
في يد إيران أربعة أوراق سياعسكرية رئيسية هي:
1-السلطة الفلسطينية بعد نجاح حماس الحليف الاستراتيجي لها.
2-حزب الله حليفها اللبناني.
3-شيعة العراق.
4-مضيق هرمز الذي يُمثّل معبر رئيسي استراتيجي لمرور النفط الخليجي نحو الغرب.
وورقة خامسة تُمثّل نقطة ضعف أمريكية في هذا الصراع ألا وهي القوات الأمريكية الموجودة في العراق والتي يبلغ تعدادها/135000/جندي يمكن أن يتحولوا إلى أسرى حرب ضاغطة على الإدارة الأمريكية في حال نشب صراع عسكري مُضافاً لهم بقية القوات العالمية المُشاركة باحتلال العراق.
يتوضح الوضع في المنطقة من الموقف السعودي الذي اعتبر أن لا قلق من المناورات العسكرية الإيرانية التي كانت تُقلقهم سابقاً رغم إدراك السعوديون أن الموقف يتصعّد باتجاه الخيار العسكري وهذا يعني أنهم مُدركين للتوازن بين الأمريكان والإيرانيين في منطقة الخليج وأن النزاع يمكن أن يؤدي إلى كسر شوكة الأمريكان وخروجهم من منطقة الشرق الأوسط نهائياً واحتمال سقوط إدارة بوش وإعادة النظر بالتواجد الأمريكي وربما أيضاً تغيير الموقف تجاه المنطقة بأكملها.
بما يتعلق بإسرائيل تتم تهديدات متبادلة بينها وبين إيران، والواضح أن الإيرانيون على استعداد كامل لأي شكل يتم اختياره، وذلك بالاعتماد على قوة أوجدوها ذاتياً ومن الإنتاج المحلي، وهي نقطة قوية في الصراعات العسكرية دون كسر جسور الإمداد الخاضعة للقرارات السياسية، والمُتغيرات التي تفرضها الإرادة الدولية الخاضعة لمصالح الأقوياء ،فالإسرائيليون قلقون من النصر الإيراني الذي سيودي بإسرائيل لو تحقق، وهم يعرفون أنهم أصبحوا كرة تتقاذفها قوتان متوازيتان في المنطقة إحداهما/الغرب بقيادة أمريكا/ التي تسعى لوضع الكرة في مرمى المنطقة زراعة أبدية آخذةً بعين الاعتبار القوة الاسرائيلية الضاربة، والثانية/إيران/التي تسعى لإخراجها نهائيا خارج المنطقة مع الهدّاف الذي يرميها خروجاً أبديا أيضاً مع رسم استراتيجية جديدة بافتراض تلاشي إسرائيل.
إذاً خيار الحرب على الأغلب هو الذي سيفرض نفسه في منطقة الشرق الأوسط،أو ستكون حرب باردة من نوع جديد يفرضها توازن القوى على مضض أمريكي مع إيران في منطقة الخليج والشرق الأوسط،وفي هذا الحال لن تستطيع دولة من دول المنطقة تجاهل هذا الخيار، بل على الأغلب ستشترك فيها لوحدثت، لكن ستحدث مفاجآت وأولها موقف النظام الأردني الذي يعيش حساسية مما أسماه الهلال الشيعي، فلاعجب حين يتحول للتنسيق مع إسرائيل ضد إيران إلاّ إذا كان مُدركاً أن النتائج ستكون لصالح إيران بالتالي سيتغير موقفه ليكون له مكان في المنطقة على ضوء الاستراتيجية الجديدة في حال تحقق الانتصار الإيراني على شاكلة موقفه إبان الهجوم على العراق عام2003م إذ تحوّل من داعم لصدّام إلى مُتخلّي عنه حين أدرك أن النظام العراقي مُنتهي لامحاله.
طبعاً هناك قلق محلّي من المد الإيراني الذي يُسمّيه البعض شيعيّاً والبعض الآخر فارسيّاً،فيفترض البعض أن هناك إنتاج جديد للإمبراطورية الفارسية التي سيكون سعيها نحو البحر المتوسط غرباً بعد تصفية حسابات الإمبراطورية القادمة مع اليهود،وذلك بتحرير فلسطين من وجودهم بشكل نهائي،ويسأل هذا الإفتراض:إن كان صحيح أن الحاكم الإيراني مسلما لماذا لازال يطلق إسم الخليج الفارسي على الحوض المائي في الخليج ولايُسميه الخليج الإسلامي لينتهي اسميه الفارسي أو العربي فيتقاطع الإيرانيون والعرب بالاسلامي الذي يقبل به الطرفان؟.
كيف سيكون عليه دور تركيا العدو التاريخي لإيران في حال نشوب هذه الحرب؟
باعتقادي ستبحث عن مصالحها على الشكل التالي:
-يمكن أن تقف إلى جانب الغرب لتحقيق حضورها الشرعي في الساحة السياسية الأوروبية
-يمكن أن تقف إلى جانب إيران في حال اقتنعت أن القوة الإيرانية قادرة على إركاع الغرب في المنطقة ليكون لها دور الشريك الفاعل والحقيقي في مستقبل المنطقة
-يمكن ألاّ تدخل هذا الصراع نهائيا وذلك لتحقيق مصالحها المستقبلية ما بعد الحرب سلميا على طريقة دخول الأمريكان الحرب العالمية الثانية.
منطقة الشرق الأوسط قادمة على مُتغيرات ومفاجآت يكون الحسم فيه للفجوة التقنية بقدر كبرها أو صغرها، فإما أن يتكرر الظافر والقاهر وأم المعارك وقادسية فلان، أو أن التاريخ سيدوّن كتابات جديدة تكتبها الأحداث القادمة على ضوء الإمكانات أو اللاإمكانات!!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران