الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقات العراقية التركية

عبدالعزيز مجبل الوكاع

2018 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


تبدو العلاقات العراقية التركية غير مستقرة منذ فترة ليست بالقليلة ويرجع السبب الى غياب الستراتيجية السياسية الواضحة في العراق تجاه الدول المجاورة له وعدم الفهم الكبير لتركيا العميقة لدى المتصدين للعمل الدبلوماسي في العراق او على الاقل فهم العلاقة بشكل يضمن للعراق تامين مصالحه الكبيرة مع الجانب التركي والتي تتضمن ثلاث محاور رئيسية هي
1- حجم الواردات العراقية للمنتجات التركية وخاصة الزراعية منها وكمية النفط العراقي المصدر الى ميناء جيهان عبر الاراضي التركية .
2-ملف المياه والمشاكل المتعلقة بحجم الاطلاقات المائية بالنسبة لنهري دجلة والفرات وما رافق هذا الملف من ازمة مياه كبيرة في العراق خاصتا في فصل الصيف نتيجة عدم وجود اتفاقية واضحة بشان تقسييم حصص المياه وبعد ان قامت تركيا بانشاء اكثر من سد على مجرى نهري دجلة والفرات .
3-المشكلة الكردية في جنوب تركيا والعلاقة مع اكراد العراق على الحدود الشمالية للعراق .
ان تركيا التي تعيش حاليا حالة استرخاء سياسي كبير بعد محاولة الانقلاب الفاشلة وما رافقها من تغييرات جوهرية في البنية السياسية لتركيا العميقة والتي يشكل فيها العسكر حجر الزاوية ..حالة الاستقرار هذه مكنت القيادة التركية من التفرغ بشكل كبير لادارة ملفات سياسية وعسكريا تهمها في الجوار وفي عموم المنطقة .
لقد تمكنت تركيا خلال فترة وجيزة من استعراض اهميتها الكبرة ليس في منطقة الشرق الاوسط فقط وانما في اجزاء واسعة من العالم بسبب موقعها الجغرافي الذي جعل منها بوابة اوربا نحو الشرق وبوابة العالم الثالث اذا صح التعبير نحو اوربا ...ان مئات الالاف من النازحين الذين تدفقو الى اوربا خلال السنوات القليلة الماضي وضحت للاوربين بشكل لايقبل الشك اهمية انضمام تركيا الى الاتحاد الاوربي حيث تمت ادارة ملف مرور النازحيين والفارين من مناطق النزاعات في العالم الى اوربا تمت ادارة هذا الملف بدراية عالية احرجت كل دول الاتحاد الاوربي ..كما ان الدور الذي لعبته ومازالت تلعبه تركيا في ملف الصراع السوري اجبر الكثير من الدول العظمة على التسابق لخطب ود الاتراك في هذا الملف ..كما انها خطت خطوات عسكرية جريئة وحازمة في التعاطي مع الواقع العسكري الذي تشكل عند حدودها مع سوريا .
تركيا ايضا كانت عميقة في علاقتها مع ايران حيث استطاعت ان تحافظ على مستوى تعاون رفيع مع ايران في ما يخص مشاكل المنطقة بصورة عامة وخاصة المشكلة السورية ربما كانت روسيا هي البودقة التي طوعتها انقرة لتحتوي داخلها خصمين تاريخيين .
من هنا لابد للدبلماسية العراقية ان تستوضح الطريق لبناء علاقة جيدة وايجابية مع الجانب التركي طالما لا يوجد صراع اقليمي واضح على الاقل في هذه المرحلة بين تركيا وايران .
ربما تكون العمليات العسكرية التي تشنها تركيا بين الحين والاخر في شمال العراق واحدة من ابرز المواقف التي تحرج الحكومة العراقية وتجعلها في موقف ضعيف ولذالك لابد من وجود خط ساخن بين القيادات العسكرية في كلا البلدين على الاقل لاعلام الحكومة العراقية مسبقا بالغارات التي تشنها المقاتلات التركية ومن حق الحكومة العراقية معرفة الاهداف لضمان امن وسلامة مواطنيها .
كما انه لابد من توقيع اتفاقية واضحة ومنصفة للطرفين بشان حصص المياه وعليه فلابد من تشكيل لجنة من الطرفين تعكف على صياغة بنود هذه الاتفاقية تمهيدا لتوقيعها وهذا امر مهم جدا نظرا لما تشكله ازمة المياه في جنوب العراق خاصة خلال الصيف وانعكاساتها الخطيرة على حياة الناس والهجرة من المناطق التي يصيبها الجفاف .
كما ان الدبلوماسية العراقية عليها ان تكون متفاعلة ايجابيا مع المؤتمرات والمشاورات التي تجري في المنطقة في المواضيع التي تؤثر بشكل مباشر على امن واستقرار العراق ويجب ان لا تكتفي بالتفرج على ما يجري من حولها فرجة سلبية وغير مفيدة .
تشجيع وتنمية التجارة بين البلدين وزيادة حجم المصالح بين البلدين تعزز فرص تحقيق بيئة ايجابية في علاقة البلدين .
كل هذه الاشياء وغيرها امر من صميم عمل الدبلوماسية ولا يقاس نجاح الدبلماسية بتبادل الابتسامات والتقاط الصور في الملتقيات الدولية والاقليمية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة