الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الثالوث يفتك بالعراقيين
فاضل البدراوي
2018 / 12 / 15مواضيع وابحاث سياسية
الفقر والجهل والمرض اذا أجتمع هذا الثالوث في بلد ما يفتك بأبنائه ففي بلدنا العراق كان هذا الثالوث اللعين مخيم على رؤوس العراقيين وجاثم على صدورهم مذ تأسيس الدولة العراقية حتى ثورة 14 تموز المجيدة التي تقلص فيه الثالوث الى حد كبير حيث شرعت الثورة رغم عمرها القصير ببناء الاف المدارس والمراكز الصحية وتوفير الدواء بشكل كبير في المراكز الصحية وكانت تزود بها المواطنين مجانا بالاخص في المناطق الريفية التي كانت تفتقر اليها كما انشئت مئات المصانع في طول البلاد وعرضها كل تلك العوامل ساعدت بشكل كبير في القضاء على البطالة التي تسبب الفقر وتقلصت الى حد كبير الأمية اضافة الى القضاء النسبي على تفشي الامراض كل تلك العوامل ساعدت على زيادة الوعي عند جماهير الشعب واستمرت الأمور على هذا المنوال حتى نهاية سبعينيات القرن الماضي ما ان بدأت حروب النظام البعثي حتى بدأ العد التنازلي لكل تلك المنجزات بالاخص في فترة الحصار الذي فرض على الشعب العراقي كان العراقيون يتطلعون الى يوم الخلاص من ذلك النظام البغيض الذي سبب لهم كل تلك الالام والماسي عندما سقط النظام استبشر الشعب خيرا متأملا من النظام الجديد ان يرفع عنه هذا الكابوس اللعين المتمثل بالثالوث أعلاه لكن من المؤسف ان تتبخر امال العراقيين بالحكام الجدد فبدلا من النهوض بالبلد من الركام الذي خلفه النظام الدكتاتوري نجد ان العكس هو الذي حدث ازدياد الفقر وانتشار الامية بشكل مخيف والامراض تفتك بالمواطنين بالاخص الامراض السرطانية فبالرغم من توفر الأموال نرى ان العكس هو ما يحري فهناك سياسة تجهيل منظم بحيث ان المدارس يرثى لحالها والمراكز الصحية تفتقد الى الدواء والبطالة تنتشر بالاخص في صفوف الاف الخريجين والحكومات المتعاقبة لا تحاول ان تجد حلولا جذرية لهذه المخاطر التي تسود البلاد والتي لا تقل عن خطر الارهاب بل بالعكس يجري حيث ان مناشدات ابناء الشعب وكل الخيرين لا تجد اذان صاغية من لدن المسؤولين المنشغلين بأمور اخرى بعيدة عن هموم الشعب بعد ان ادركوا جيدا ان الفقر والجهل والمرض لا تخلق الثورات بل الوعي عن اسبابها هي التي تصنع الثورة فعلى سبيل المثال البصرة التي تدر على ميزانية الدولة بأكثر من خمسين بالمائة من الاموال نجد ان انتشار البطالة والامراض فيها بشكل كبير لكن الذين يتظاهرون من أجل نيل الحقوق لا يمثلون الا نسبة قليلة من هؤلاء المحرومين مرد ذلك يعود الى جهل المواطن بطريقة النضال من أجل تحقيق مطاليبه المشروعة بينما العكس يجري وهو انتشار عصابات السلب والقتل وتفشي ظاهرة تعاطي المخدرات والحكومات التي تعاقبت على الحكم لم تجد الحلول الناجعة للحد من هذه الظواهر الخطيرة بل ترتاح لها لتغييب الوعي عن الناس كذلك الامر في المناطق الغربية والشمالية التي عانت من التهميش بسبب السياسات الطائفية للحكام نرى بأن أعدادا كبير من ابنائها انخرطوا في المنظمات الارهابية بسبب البطالة واليأس من اصلاح أحوالها واصبحوا صيدا ثمينا للارهابين الذين لم يحققوا لهم ما كانوا يصبون اليه من حقوق مسلوبة بل العكس جرى حيث دمرت مدنهم واستشهد كثيرون من ابنائهم على يد تلك العصابات الاجرامية واصبحوا نازحين في بلدهم يعانون الذل والهوان اضافة الى كل ذلك انتشرت كتاتيب الشعوذة والدجل ومحلات ليع الأعشاب التي تسمى طبية كل هذه الكوارث حلت ببلدنا وشعبنا بسبب حماقة الدكتاتور سابقا وجهل وتخلف وسراق المال العام وتوزيع المغانم على الاقارب والاتباع وحرمان المواطن من حقوقه على يد حكام ما بعد التغيير
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إيران.. محمود أحمدي نجاد يتقدم لخوض سباق الترشح لنيل ولاية ر
.. تقارير تتوقع استمرار العلاقات بين القاعدة والحوثيين على النه
.. ولي عهد الكويت الجديد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح يؤدي اليم
.. داعمو غزة يقتحمون محل ماكدونالدر في فرنسا
.. جون كيربي: نأمل موافقة حماس على مقترح الرئيس الأمريكي جو باي