الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلم

عادل جوهر

2018 / 12 / 16
الادب والفن



جاء الربيع بملابس جديدة، ناصعة الألوان، وروائح ظلت بعيدة عن الأشجار والورود لعدة أشهر. وقد كان علاء – الذي يمر يوميًا بين الحقول وبعض المنازل التي أقام أصحابها أمامها حدائق فاتنة من الزهور ذات الرائحة النفاذة – في هذا اليوم كان مبتسماً، متفائلاً، ولا يعرف سبباً لذلك، فهي فرحة تنبع من داخله.. يمشي والساعة تقترب من الخامسة صباحاً.. الزهور والأشجار تغتسل بالندى، وتعطف على المارة بروائحها.. لم تشرق الشمس بعد.. الجو لطيف به لسعة برد لطيفة...
من بين الزهور خرجت فراشة ذهبية اللون، ووقفت ترفرف أمام عيون علاء، تنظر إليه وتبتسم له، قبل أن تستدير متوجهة إلى داخل إحدى الحدائق. دون وعي تتبعها علاء، فكانت تطير أمامه ثم تلتفت لترسل له ضحكة خفيفة، وكأنها فرحة بأنه يسير خلفها...
تحولت الفراشة إلى فتاة جميلة.. تبدو كأنها عروس هبطت من السماء.. عيناه لم تر مثلها في هذا العالم من قبل.. بيضاء.. عيناها بلون الزرع الأخضر.. شفتاها ورديتان.. شعرها أسود لامع يتدلى على كتفيها حتى أسفل مؤخرتها..
أسرع إليها ووقف أمامها ذاهلاً.. مد يداه ليمسك يديها ويضعها على قلبه الذي كانت تسمع دقاته الزهور.. تبسمت له.. مرت نصف ساعة وقد وقف الزمن بهما هنا.. ينظران إلى بعضهما ولا يتكلمان..

- أنتِ.. كنتِ بالأمس في الحلم معي؟
- نعم. أنا.
- حلم عمري.. لا أستطيع أن أصدق أن حلمي تحقق! أين كنتِ؟ لماذا تركتينني كل هذه السنين أبحث عنكِ ولا أجدكِ وأنتِ هنا؟؟

قبل يدها ثم أعادها إلى صدره، وكانت أشعة الشمس التي أشرقت تغازل لون بشرتها فينعكس على وجه علاء لوناً ذهبياً...
تبسم علاء وهو يتقلب فوق سريره.. فتح عيناه ببطئ.. استيقظ مفزوعاً.. إنه نفس الحلم.. لم تكن الفتاة حقيقة مثل كل مرة.. ولكن يوجد اختلاف هذه المرة، فعندما نظر علاء إلى وسادته، وجد فراشة ذهبية اللون ميتة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع