الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربما نلتقي في آقاصي الحكاية

سعيد بلغربي

2006 / 4 / 14
الادب والفن


نامت أهداب الربيع في إرتياح موسمي ، إستيقضت و الصيف تلعنان معا كل ما يذكركما بتفاصيل هذا الفصل الجميل ، كنت دائما تؤكد لي أنه فصل مزيف يستهزيء منا نحن الذين لا ربيع لنا في فصول سنواتهم العجاف سعادة ، تقول هذا لأنك تعشق الصيف ورائحة البحر و تعلمت كيف ترضع من زبده أحلامك الثقيلة ، لأنك وبكل بساطة لاتفقه شيئا في طرق شم رحيق الأزهار و لا تجيد المشي بين السنابل الخضراء بدون أن تؤذي سنبلة ، ولأنك بطبيعة الحال أمي في طقوس الجري وراء الفراشات و الإستمتاع بألحان الماء و البلابل وهي تشدو لنا مجانا وبدون مقابل .
البحر تحتضنه بحنان أبوي ، لكنك جبان تهابه ، ربما لأنه علمك في تلك اللحظات التي كان الموت يصرخ بداخلك كيف تصارع جبروته حينما كانت دموعك تنساب على خده كطفل يسكب في مائه الأزرق عبراته المالحة ، و أنت تلتمس منه أن يمنح لك عفوه الأخير لتجعل طاعتك قربانا على خده الأزرق ما دمت حيا .
لماذا تحاول دائما أن تسرد علينا قصتك المملة ، فلم نعد نستسيغ سماع أحداثها العادية ولم تعد مثيرة كما السابق ، تقول بأنك بعت نفسك لسماسرة الموت للهروب إلى الطرف الأخر من البحر ، وأن هذا الأخير كاد أن يبتلعك وأن ينحت لك في قفاراته قبرا مائيا ، وأن الحيتان إقتات من خرائك و بولك زاد من ملوحة مائه والقارب تفتت ألواحه و....
لست الوحيد يازميلي ، هناك الكثيرون من أمثالك معنيون بالأمر ، وربما سيأتي يوما ما سوف تلتقيان جميعا في أقاصي الحكاية لتكون أنت الحكاية نفسها .













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ


.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت




.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر