الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يقرأ المسؤولين هموم الناس ومقترحاتهم وشكاواهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي

وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)

2018 / 12 / 21
حقوق الانسان


كل من في السلطة ابتداءا من رئيس الجمهورية الى الكاتب او عامل الخدمة ، هم في خدمة الشعب ، وتوليهم مناصبهم انما جاء بناء على انتخاب الشعب بالنسبة للمناصب العليا ،وتوفر شروط التوظيف بالنسبة للوظائف الدنيا .فالوظيفة في كل المواقع تكليف وليست تشريف ، والتكليف هو في خدمة الشعب، فلا يتصور من يتولى مسؤولية العباد انه صار سيدهم وليس بالضرورة ان يكون افضلهم .والوظائف العليا تتغير كل اربع سنوات بالنسبة للأنظمة الديمقراطية ، والوظائف من النوع الثاني الاعتيادية تستمر حتى بلوغ الموظف 63 سنة من العمر . ولهذا يقال ان الوظيفة كالكراسي الدوار ، وان كرسي السلطة يشبه كرسي الحلاق ، حيث يجلس عليه شخص ما لاجل الحلاقة وما ان تنتهي حتى ينهض ويجلس اخر مكانه . وان السلطة لو دامت لغيرك ما وصلت اليك .
لكنه ربما السيارات المدرعة والاعداد الكبيرة ممن يحرسون الشخصيات المسؤولة ،يجعلون المسؤول لا يرى حال العباد ، فهيهات ان يأتي طفل بعمر 6سنوات ليمسح زجاج سيارة المسؤول طمعا في اكرامية ، او ليبيع له قنينة ماء او علكة ، او ليرى المسؤول النساء اللواتي يتوزعن في الشوارع يستكدين المارة . خاصة وان المسؤول يأتي بمن يخلي له الطريق اثناء مروره ، وحماياته من المسلحين يعتلون سياراتهم المسلحة وايديهم على الزناد يسيرون خلف سيارته وامامها .وصافرات الانذار تطلق من سيارات الحماية
كما لا يمكن الوصول ومقابلة ذلك المسؤول ، فدون ذلك خرط القتاد ، فلم يبق لعباد الله الا ان يكتبوا ما يريدون ايصاله من افكار ومقترحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وموسوعات الاخبار ووسائل الاعلام من صحف ومقابلات تلفزيونية واذاعية لعل قدر يأتي بالموضوع امام عيني المسؤول .
وبالتأكيد ومن باب الانصاف فان كبار المسؤولين ربما لا يتاح لهم الوقت للوقوف على كل ما ينشر ،ولكن هنالك الاف الموظفين العاملين في دوائر الدولة في اقسام العلاقات والاعلام واجبهم بناء العلاقات الجيدة بين الدوائر الحكومية والناس ، ولابد من تكليف بعظهم لمتابعة ما ينشر من مقترحات ومظالم وافكار في المواقع الاخبارية والموسوعات ووسائل الاعلام وتقديم خلاصات بما اطلعوا عليه من مقترحات وافكار للمسؤول، وزيرا كان او وكيل وزير او مدير عام .للاستفادة من تلك الافكار ومعالجة المظالم .ولابد من التواصل مع اصحاب المقترحات الايجابية ومناقشتهم حول مقترحاتهم او شكرهم ،
رب من يقول ،ان تشابه الاسم لمواطن بريء مع شخص اخر مطلوب للعدالة يحمل نفس اسمه قد يقوده الى قضاء فترة استجمام ربما لأسبوع او شهر في التوقيف لحين التأكد من انه ليس هو ذلك المطلوب للعدالة . ولهذا تعلمنا من جداتنا حكمة تقول ربي لا حاكم ولا حكيم ، فالحاكم لا يستدعيك الا لمخالفة والحكيم لا تذهب اليه الا وانت مريض . لهذا فاستدعاء أي شخص من قبل جهة رسمية ، ربما يرسم في مخيلة أي منا عشرات علامات الاستفهام .
لكنا نطمح ان نغير فعلا هذه الافكار، الى التواصل ما بين المواطن والدولة (وزارات ، مديريات عامة ,مراكز شرطة ...الخ)، على الاقل في موضوع تمتين روابط التواصل ومناقشة الافكار والمقترحات ورفع المظالم وكشف الجرائم . اليس مؤسسات الدولة وجدت اساسا لخدمة الناس
.يقال ان مسؤولا رفيعا في زمن النظام السابق كان يعمل في جهاز الامن ، امر احد افراد الامن العاملين بمعيته بحاجة ابنته لمدرس خصوصي في مادة اللغة الانكليزية وهو الاستاذ (س) كونها ضعيفة في المادة وعليه ان يذهب ويحضره لهذا الغرض ، وبعد عدة ايام لم يصل الاستاذ المذكور للعائلة ، ولما استدعى المدير رجل الامن المكلف بإحضار الاستاذ ليساله عن سبب تأخر وصول الاستاذ للمنزل اجابه رجل الامن : سيدي صار له بالتوقيف عدة ايام ، استخدمنا معه كل اساليب التعذيب ولكنه لم يعترف.
ان امثال هذه العلاقات يجب ان تختفي ، ان سبب تظاهر عشرات الالاف من الناس هنا وهناك هو عدم الشعور بمآسيهم وشكاواهم ومعاناتهم وسماع صوتهم ، وعدم التواصل معهم ، فليس من الصحيح كلما اردت ان تعرض مشكلة لابد ان تتظاهر، وان تحشد الجماهير وتشعل النيران من اجل ان تخلق صوتا يسمع ، فلو يقرا المسؤول ما يكتب المواطن ويسمع ما يقول، ويضع وفقا لذلك ما يمكن من معالجات وحلول، لهانت الامور ،ولما لجأ الناس للتظاهر . والناس الذين يكتبون والذين يتظاهرون هم الذين يعيشون الازمة ، في المدن والقرى والشوارع والازقة والمدارس والمستشفيات ويرون ما لا يراه المسؤول.
فياليت لو اطلعت هيئات الراي في وزارات الدولة على ما ينشر من اراء ومقترحات وحلول ومعالجات للازمات التي يعانيها العباد في شتى انحاء البلاد .وياليت لو يصل كل ما يكتبه الناس لأنظار المسؤولين، فيأخذوا بالنافع منه ويقوموه ان احتاج الامر ذلك ويعملوا به ، ويرفعوا المظلمة عن المظلومين والفاقة عن المحرومين ويعملوا بين الناس بما يريده الله ويرضاه ، فالوظيفة فرصة لعمل الخير وكسب الاجر وخدمة الناس. وليس وسيلة للأثراء على حساب المال العام والتطاول في البناء والتعالي في السلوك وجفاء الناس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد لحظة تمزيق سفير إسرائيل ميثاق الأمم المتحدة خلال كلمة غ


.. مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة يمزق الميثاق الأممي بأمريكا




.. مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة يمزق ميثاق الأمم المتحدة قبل


.. الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا يوصي مجلس الأمن بإع




.. ماذا بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لدعم العضوية الك