الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صناعة القرار لنا خطٌ أحمرٌ .

يوسف حمك

2018 / 12 / 22
الادب والفن


الولادة المرتقبة في ساعات المخاض الأخيرة عسيرةٌ جداً .
يمتزج التوجس فيها بالشوق ، و تختلط اللذة بالألم .
دقات القلب تتسارع وتيرتها .... تسرع الخطا خلافاً للعادة .
الاضطراب يحاول أن يتولى مهمة تحويل التفاؤل إلى تشاؤمٍ و نكدٍ .
و هنا تكمن صعوبة لحظات الانتظار ... أيكون المولود فأراً أم جبلاً ؟
الزمن لم يعد يتفاعل معنا كسابق عهده لضياع بوصلته ، و الاستعاضة عنها بضربة حظٍ . و بات مرتعاً خصباً للتخمينات و التكهنات لا أكثر .

شعوبنا غرقت في مستنقع الغباء لوضع السكين على رقبة أوطانها ، و فعلت بها ما يفعل الطفل بلعبته ... يفككها ... ينتزعها ... فيرميها .

الوجوه اسودت ، و المبادئ انحدرت ، و الوحشية تفاقمت ، و القلوب باسم المصالح غدت رمزاً للحقد و القبح .
الفردية تتعاظم دورها ، و تنتفخ ورم الذاتية و الأنانية بوتيرةٍ عاليةٍ .
أزماتنا تولد صدماتٍ موجعةً بعد طول انتظارٍ . و توتراتنا عنيفةٌ تقتحم حياتنا فتضعنا أمام أسوء مخاوفنا ، فتمضي بنا الأيام و نحن نعيش مأساتها التي تنسف حياتنا مهما بذلنا جهداً لتخطيها .
لا التفكير السليم يجدي نفعاً ، و لا الاتزان العقلي يفتح أمامنا مخرجاً .
فكيف التغلب على محنتنا و نحن بالأصل في قبضة من لا نستطيع الفرار منهم ، و على مرمى نيرانهم نحن دائماً ؟
و إن بذلنا محاولاتٍ يائسةٍ للنجاة فالرصاص يخترق جسدنا من مسدسات كاتم الصوت بصمتٍ مفاجئٍ .
و كيف لا و نحن منفذون كالبيادق ، لأننا جالسون في أحضانهم . فأرخص أنواع الحياة هو أن تعيش في أحضان غيرك ، كشيكٍ بلا رصيدٍ ، و لا معنى له إلا في عقول الحمقى ، و صغار الرجال .
كما البيادق لا تتحرك إلا بأصابع تطالها خارجاً ، و العيش برماح العبودية يتمزق .
عواقب النظر بعيونهم لا بعيوننا مأساةٌ بلا انجازٍ . ولا شيء سوى الركض وراء السراب .
لأن العمل الموكل إلينا هو الهدم ، و محرمٌ علينا البناء .

كل شيءٍ فينا يتحطم . الهبوط .. الانكسار .. الكوارث ... القلق ... السطحية .. الجهل ... الوصاية ...
كل شيءٍ فينا ملوثٌ .
أما الأحلام و الأمنيات و الرغبات و النهوض فينحسر رويداً رويداً ، و بالوهم يرتطم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تروي كيف بدأت رحلتها في الغناء


.. بعد استقبال جلالة الملك للفنان عباس الموسوي.. الموسوي: جلالت




.. صباح العربية | بحضور أبطاله ونجوم وإعلاميين ونقاد.. افتتاح ف


.. اشتهر بدور الساحر غاندالف في -سيد الخواتم-.. الممثل البريطان




.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -