الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
من جدل القلب
محمد علاء الدين عبد المولى
2006 / 4 / 14الادب والفن
يجتاحني فجرٌ...
زوارقُ رغبتي جنحتْ إليكِ
أصابع النسيانِ فكت عن ضفافِ الوقتِ
أشجارَ الخريفِ
فتظاهري ضدّ الحجارةِ في خطاكِ
وطالبي الأقمارَ أن تلقي وصايا النورِ
في أمم النزيفِ
وتقمّصي مطراً وعودي وعلةً أوعشبةً
أو وردةً بيضاء تحضن أختها الحمراءَ,
واشتعلي أمامي
زهراءَ, أبني من شذاها بعض ما امتلأت به
روح الحطامِ
من أنتِ حتى أستفيض أمامها كالبحرِ؟
لا تتساءلي, وتجاهلي هذا الجنونَ
فتلك أرضُ بصيرتي اكتشفت نوافذَ فضّةٍ
يتسرّب الإيقاعُ منها...
أنتِ مائدة الحوارِ
يداكِ مفتاح الكلامِ
وأنا بيوتٌ أُقفلت بالحزن, فافتتحي
أضيئي كوكبي الأقصى تدلّى من ثريات الهيامِ
وتجوّلي في تيهِ أعماقي, ارفعي حجر الظلامِ
تجدي المغنّي داخلي
جسراً عليه تمرّ قافلةُ الوجود الرّاحلِ
وإذا عثرتِ على الطّبيعةِ داخلي
فتقاسميها كلّها
ودعي لروحي فطرةً أولى,
وقلباً ضلّ عن أسمائه الحسنى
وألّف فيّ غيماً للجنونْ
مازال يبحث عن ترابٍ فوقه يرمي تحيّته
ليقدر أن يكونْ
حرّاً كما ذكرى تفاجىء حارس الظلماتِ
تدخل أيّ نافذةٍ
تعيد قراءة الأشياء
تكسر لي المرايا
وتشدّني نحوي فأمسك بي
كأنّي من جديدٍ أُكتشفْ
فإذا أنا فخّارُ أحزانٍ
على جدرانه سال الغناء البابليّ
وفيه يُعتصر النبيذُ
ومنه تُبتكر التّحفْ
لا تغلقي باب الصباح عليّ,
أنتِ صباح بابي
منه سأدخل نحو أصدائي القديمة,
منه أبتدىء التّجوّل في ضبابي
لألمّ ذاكرةً تشظّت في الهواء
أديرها في الريحِ
أطلِقُها طيوراً نحو عائلة القبابِ
أنتِ التي لا أدّعي ذهباً لحضرتها
ولكن أدّعي غيبي بها
لأغيبَ بضع مواسمٍ عني
وأسهو عن خرابي
فأراكِ عصفوراً بريشِ بنفسجٍ
ويدين من زهرٍ خجولٍ طازجٍ
وسريرَ أفكارٍ تحطّ عليه أسرابُ الحمامِ
هذا أنا صيّادُ أشواقٍ, وصيدٌ للصّدى
فخُذي جميع فرائسي الزرقاء ِوالخضراءِ
والتحفي بأجفاني ونامي
*
نامي... ولي صحوٌ فضائيّ ولي أرقُ الأنامِ
هبطتْ مخيّلةٌ معطّرةٌ
أضاءَ المخملُ الشّفافُ في جسدِ المجازِ
وشممتُ طيبَ الأرضِ من نحو الحجازِ
وسمعتُ بوح العاشقين من الخيامِ النائياتِ
أصواتهم كدموع آلهةٍ تذوب على غياب الآلهاتِ
ورأيتُ نفسي بينهم أتلو عليهم ما حفظتُ
فقيل: صمتاً يا فتى...
فهنا نقول بلا كلامِ
دع عنك تابوتَ اليقينْ
اسلك متاه الشّاردينْ
واتبع ضلالكَ
وانفصل لتنال من فصلٍ وصالكْ
وارجع إلينا يا حفيد الوجدِ
يا بن اليأس خلاّقاً
كأنّك لم تكن ذكرى على جمر الغضا
ترخي ظلالكْ
كم مرةٍ نوديتَ: أنتَ على شغاف القلبِ
تمشي غافلاً, فاخلع نعالكْ
واقبل مزيج الوقتِ في إبريقِ ساعاتٍ
تعانقُ خمرةً معصورةً بيدِ الدهورِ
والرّوح بين يديك طيّعة كنهدٍ من حريرِ
فاسكر على الجنبين,
أين تألّقت عيناكَ فالآفاقُ من نارٍ ونورِ
صمتاً إذاً, ما للكلام المستحيل؟ ومن أحالكْ؟
قلنا وقيّدَنا الكلام
فاسفح جمالك كلّه
لتصدّق الأنثى جمالكْ
*
نامي, ولي كبدُ القصيدةِ, مجمع الخمرَيْنِ فيه:
أنتِ واللغة العتيقةْ
نامي, سمعتُ صدى حريقي
ثم انحنيت على دماري
نوّرتُ بيتَ الروحِ,
رقّصتُ الغياب على أصابعه
أفاقت من مغارتها القصائدُ...
كل أنثى ظِلها شعرٌ
وتحت لسانها نبعٌ لريِّ الياسمينْ
ورأيتُ صوتكِ فوق أوتار الغموض
مغزولة كلماته بنسيج مريم أمّنا
قال: انتبه لخطاكَ...
وانفتحت مخابىء ذكرياتٍ
قلبي أيها الملعونُ
ضع مزمار حبّكَ في شفاه اليأسِ
واسمع نبضك المطحون في حجر البكاء
واعزف لكونٍ شُرّدت قطعانه من راحتيكْ
هل كنتَ تبحث عنك فيكَ
وأنتَ في الشرفاتِ, هاربةً, تقيمْ؟
الأرضُ فجرٌ آخرٌ فتعلّمِ الإشراقَ من نورٍ قديمْ
*
هل جاء وقت الصمتِ؟
نامي مرّةً أخرى لأصحو
هل أعلّمكِ السّهرْ؟
ضمّي يديكِ على القمرْ
ولتسمحي للغيمِ أن يجلو الفضاءْ
أََصغي لإيقاع الكواكبِ في السّحرْ
الكونُ في عينيكِ أصغرُ من حنيني
إلاّ قليلاً... فاستعيني
بالداخل العاري, أضيئي
محرابَ قلبكِ بالصلاةِ مع الشجرْ
لا تقرئي كتباً وطوفي حولَ عطرٍ مستترْ
بعبيره... استمعي إلى النسيانِ حتّى تذكري
وكلي من الشّجرِ المحرّم واكبري
فجرينِ, وارتدّي إلى طيرٍ يطير من الحجرْ
هذي هي الجدرانُ راكعةٌ وراءكِ
والدجى شيخٌ جليلٌ ينتظرْ
أن تأمريه بالرحيلْ
هل تبصرين الآنَ زهر النوم نامْ
فإذا فتحتُ الفجرَ بابَ القهوة السوداءِ
وانتشرَ النّعاسُ على ثيابكِ
داعبيه بكلّ ما أوتيتِ من عريٍ
سيُقرعُ بابكِ النهديّ
يدخل شاعرٌ ويقولُ:
ما أشهاكِ هذا الفجرَ
يا أنثى الرّبيع
ويا مربّية الفصولْ
يا حلمَ عاشقةٍ رأت مطراً ورائي نازلاً
لا تسألي ما سرّ أسباب النزولْ
واستسلمي لنبوءةٍ مائيّةٍ
فاضت على عجلٍ فأغرقتِ الحقولْ
فالأصلُ ماءٌ خالقٌ
وأنا رَبِيتُ على الأصولْ
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف
.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين
.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص
.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة
.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس