الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهام النقد

صاحب الربيعي

2006 / 4 / 15
الادب والفن


إن تم التسليم بأن مهمة النقد التمييز، التحليل، تفكيك مكونات النص لتسليط الضوء على جوانبه الخفية وليس مهمته التقييم وإصدار الأحكام الجاهزة والتعريض بالمبدع، يتعين تحديد أبعاده التحليلية والتمييزية للوقوف على مهامه الحقيقية. وقبل ذلك يتوجب تحديد هوية الناقد، فالناقد هو المثقف الذي له دراية جيدة بمختلف العلوم الثقافية وإدراك دقيق في مجال تخصصه ويجيد آليات النقد ويعي مهامه ويترفع عن الخصومات الشخصية.
وما يتعلق بالجانب التحليلي للنص الأدبي لايجوز انتزاع فقرات محددة من جسد النص بغرض إصدار الأحكام على النص بكامله وإنما انتقاء الآراء والأفكار ومناقشتها وتحديد صدقها من عدم صدقها مع الواقع، فأسلوب الكاتب والمنمقات اللغوية أحياناً تلقي بضبابية على الفكرة المراد بحثها فيضيع المعنى وتتعدد المسالك للوصول إلى الهدف فيسقط القارئ في التيه. وهنا تكمن مهمة الناقد الذي يلتقط الفكرة ويحدد الهدف وينزع الشوائب عنها وكذلك المنمقات الغوية والأسلوب المضلل الذي لايخدم النص والفكرة معا.
يعتقد ((أودنيس))"أن من أهم المهمات النقدية، مهمة تحليل الشكل-الدلالة في اللغة السائدة فهذه اللغة تكاد أن تمحو النشوة والرغبة والحيوية إنها سدًّ بين الواقع والإنسان".
يختلف النص العلمي عن النص الأدبي بدرجة كبيرة حيث يمتاز الأول بـ: أسلوب جاف، مختصر، محدد لايقبل المنمقات اللغوية يرتكز على الفكرة بشكل أساسي للوصول إلى الهدف. إما الثاني فيتحلى بـ: أسلوب سلس، مرن، واسع يقبل المنمقات اللغوية وأحياناً الحشو الفارغ والمتعدد الدلالة، لأنه يهتم باللغة أكثر من اهتمامه بالفكرة.
لذا يفترض بالنقد العلمي أن ينحى نفس منحى النص العلمي، وأن يتخذ النقد الأدبي نفس المنهج الأدبي لكنه يختلف بالاتجاه فمسعاه الأساس إنقاذ الفكرة من متاهة الأسلوب غير المباشر والصياغة الأدبية المستندة على المنمقات اللغوية والمرادفات المتعددة والمسالك المضللة للوصل إلى الهدف.
يرى ((باشلار)) أن مهمة النقد تتلخص بـ:" فضح زيف الألفاظ والحشو اللغوي والتبريرات الرديئة ومتاهات الخيال والوهم، وإن يميز، يحدد، الصور الحقيقة عن صور الخيال. وأن يساعد القارئ على تعين الصور الأدبية من خلال التعليق النقدي المختلف بالأسلوب عن التعليق الضبابي للكاتب. ويتوجب أن يكون تعليقاً دقيقاً ذو دلالة فكرية وخيالية لمنح النص تحليلاً فكرياً دون إسقاط التحليل الخيالي منه بغية الحفاظ على منحاه الخيالي والمتاهي".
وهناك وجهة نظر أخرى تجد أن مهام النقد لاتقتصر على التمييز، التحليل، التفكيك، تسليط الضوء على الفكرة، إسقاط المنمقات اللغوية، وإخراج النص من متاهة الأسلوب...... وإنما إخضاعه لمنهج تفسيري وتحليلي لتحديد الفكرة وتصويب المسار نحو الهدف وذلك من خلال تقسيم العلوم الثقافية لثلاثة مستويات بغرض فهم النص بشكل دقيق (فكرة ومعنى) ليستقيم النقد وتتحدد الدلالات والمعاني والنصوص بشكل تقيمي لإصدار الإحكام من خلال التركيز على الأسباب لتفسير الظواهر المختلفة بصورة صحيحة.
يحدد ((ماكس فييبر)) النهج التفسيري للعلوم الثقافية بثلاثة مستويات:" التفسير الفقهي: هو استيعاب المعنى الحرفي للنص وذلك من خلال نقد الدراسات والوثائق باعتباره منهج متبع في كافة العلوم الإنسانية. والتفسير الإخلاقي (التقويمي): هو تقييم الدراسة ذاتها لإصدار الحكم الصحيح عليها وهو منهج معتمد في دراسة الأعمال ذات الطابع العاطفي والشعوري المتعلق بالأديان والمقدسات والأخلاق والقيم. والتفسير العقلاني: هو تفسير العلاقات السببية لإصدار الأحكام على الظواهر أو العناصر المختلفة في الظاهرة الواحدة".
وبالرغم من اختلاف وجهات النظر حول مهام النقد خاصة المتعلق منها بإصدار الأحكام الجاهزة والمسبقة واجتزاء النص.....فهناك اتفاق على رفض الشخصنة والشللية والاتهامات والنزاعات العدائية التي يلجأ إليها بعض النقاد في عملهم النقدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده