الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نثرٌ آخر للحب

محمد علاء الدين عبد المولى

2006 / 4 / 15
الادب والفن


1
بأية وردةٍ أفاجىء صدركِ
أمس قطفتُ أولَ ضلعٍ تحتَ قبّة المساءِ
غلّفته بغمامةٍ كبيرةٍ تكتنز عبير الحدائقِ وماء الشهوةِ
مشينا على ترابٍ يوصلنا إلى معبدٍ بعيد
تناهى إلى سمعنا قرع موحشٌ خلف الأفقِ
هل نقفُ معاً نخاصرُ شجرة كبيرةً
هل نتمدد على الحشائش ونتخفّى بظلالنا
إذن مرّي بسرعةٍ كسهمٍ موسيقيٍّ مرتبكِ الإيقاعِ
أعزفكِ على شفتيّ
وأسردُ أمام البلابلِ مناقبَ جسدكِ
فتعلو أصواتها محتفلةً بكِ
إلى أين تمضين بوردتي
بعد قليلٍ سنصل إلى هضبة قرنفل راقصة
هنا أعرّي قدميّ من شوائبِ السّفر
وعينيّ من مشاهدِ الرمادِ
أستظلّ بنعاسٍ تنوسُ فوانيسهُ بين عينيّ فأستيقظُ
اقتربي من استسلامي للتأمّلِ
لقد تشقّقت كفّايَ وهما تتذكران كيف تنتزعان منكِ اعترافاً بلون النهدِ
ضعي الوردة جانباً
الحذاء جانباً
الماضي جانباً
الحربَ والسلمَ جانباً
هديّةٌ أنتِ أسلّمُ مفاتنها في حضرة الحذر لأغنية الريحِ
تشتعلين إذ تحتكّ بكِ أحلامي
ونطوفُ معاً في محيطِ الريحِ معاً في محيط الريحِ
طارت ستائرُ شَعركِ فطارتْ أصابعي تغلقها
من يكتشف سوانا برعم عسل في قبلةٍ
حيث تحتضنكِ جزرُ جسدي المزروعة بالبراكينِ
انتصبي من جديدٍ ها قد أكملنا رقصتنا
اتركي الحذاء هنا
والماضي ادفنيه هنا
فقط لا تنسي وردتي
احمليها بتصوّفٍ
فرفطيها على حلمتكِ
وافركي بعطرها ما بين نهديكِ
قد يحلو لي الحلول هنا
كلما انداحت بي رغبةٌ عمرها من عمر المطر
ما الذي يفصلكِ عن كثرتي
تعدّدي واخضوضري أقداحاً تندلعُ منها أصنافُ الملذّةِ
وأسكبها في وادي جسدي قدحاً قدحاً
مجالكِ داخلٌ مجالي
وحيوانُ الجنونِ يتالقُ فيَّ كأنْ لم أكنْ من قبلُ حكيماً
أنا بكِ محتشدٌ بالبحرِ
بكِ مندفع حتى آخرتي
جسدكِ قطافٌ يستلذّ بحصادهِ جسدي
كيف لا نتعرّى من بلاغةِ الزّيّ واللون والماضي ونحنُ في كوكب الحقّ نعلّقُ مرايانا القزحيّةَ تنعكسُ عليها أعياد العشاقِ وأسِرَّةُ الخلقِ
أنصتي لنبضِ الترابِ إذن يجوهرُ الولادةَ ويمعنُ في كتابة الأنهارِ والمراعي والعناصرِ
الطريق طويلةٌ لن أضع لها نهايةً
لن أكفّ عن استيلادِ الجملة المختلفةِ من صخرة التّردّدِ
أجعلكِ المعنى
وأذبحُ عنقَ الفراغِ يسيلُ تاريخاً من اللاجدوى
أنتِ الوجهُ الأوّل لتجسّدي الشّهوانيّ
تخفّفي من ظلالكِ وظلالي
وهذه الوردة التي هي أنا تضجّ بعرسٍ آخر
وتلدُ ليلها الخالقَ على مفترقِ صدركِ
احمليها بعيداً عني
احمليني بعيداً عنها
ولا تنسي أن تحمليني قريباً منكِ

2
ما الفجرُ عندما يدفعني إلى منعطفات الشتاء إلا وجهكِ
أين موروث اللطف المختزن في باطن عينيكِ يباركني
سنعيد حاشيةَ الإيقاعِ إلى متن الجسدِ
حيث كان المغني يصعّد أقمار حنجرته من خلال نشيدِ نشيجٍ يتكسّرُ أقداحاً
المغنّي أيتها الفجْريّةُ ملعبُ جسدكِ
فلماذا يتقصّفُ داخلُه شجراً من خريفٍ ويتآكلُ قلبهُ من تلقاء نبضاته
واسعٌ هذا المكانُ الضّيّقُ
أوسعُ من شفةٍ مسحتْ دمه القديم
تنقّلي بين حدائق الكلامِ ولغةٍ تتحصّن بالصمتِ
أتابع سهم صدركِ المشدود حتى ينطفىء انطفائي
ويغادرني المرّ الأصيلُ إلى عسلِ ظهركِ الشاهقِ
من قال لكِ أن تبتني مدناً من مغريات الشعرِ
أنتِ اكتمال شمس للرحلة السّريّةِ عبر نوافذ الصباحِ
تنعتقين من مدن الأجداد وستائر الجدّات
خفيفة لا عطر يشبهكِ
ولا رداء من حرير يجرحه النَّفَسُ
رقيقةً لا جرس الصلاة ينبىء عن عمق يديكِ
شهيّةٌ تلتقط الإناثُ الطالعاتُ شكل موكبكِ الأنيق
ها هي تعلو شمس تشرين فوق أعمدة الإسمنت فترفعين إليها عينيكِ وتغسلين بمائها سرّتكِ الدّافئة الخارجةَ توّا من تفاصيل الحمّام حيث تمرّغين شعركِ الغامضَ بينما يتهدّلُ شبحُ الحريّةِ من خصركِ
لو أبصرت قيود رؤيتي التي تشدني من جناحَيْ تعبي
أبحث عن صيّادٍ يهلّلُ في عرض البحرِ الداخل في عمقكِ
هيلا يا بحرُ يا درجَ العذابِ الهائل
حتى متى نصعدُ عتباتكَ الرّماديّة
ثمة على شاطىء الوقت عمرٌ تتقمّصه امرأةٌ تثبِث في حلبة الجنون عريها
هل أبقى أتأمّلُ أعضاءها الموسيقيةَ
أنا جوقةُ الشبقِ تنهمرُ من أعلى قيثاراتي الزرقاء أمواجُ الألم متهاديةً بألوانٍ مختلفةٍ تجمع آفاقَ قلبي في بنفسجٍ وفستقٍ وخضرةٍ وبياضٍ وانتشارٍ يتولّدُ من داخله فيصفّقُ لي جمهورُ الروحِ المطعون بخنجر العماء
آه من غموض الموقف القادم عبر استدارات تضاريسكِ
آه من مؤتمر الشهوةِ تعلنُ عنه شفتاك
فأجتمع وحدي مع أمراء جسدكِ
وأعطي الصحراء مطرا كونيّاً لا ريب فيه
تأرجحي بين عيون الهائمين المستيقظين الآن
تأرجحي فكرةً تسحب أرض الحسّ خلفها وتجسد عروس اللقاحِ فتضمر الأعصابُ بركاناً
وتتحدّث الآذانُ عن خطواتٍ تتردّدُ أساورها كل صباحٍ
وأطوي أنا ما كنتُ نشرتهُ من أعلامِ رغبةٍ
فقد آن لي اندماجُ داخلي مع جمراتِ اليأسِ
أدركيني قبل افتتاح سقوطي
أنثى الفجر المائي المطلّ على أصابعي
أصيبيني باندفاع كاملِ صدركِ الأنيق
ها أنذا لا أستعير لجمالكِ صورةً ولا رمزاً
وأهشّمُ أعمدة الغيب بعضها فوق بعض
وأنفرد بوضوحٍ يقودني إلى هاويةٍ غامضةٍ يحفرها لي أسيادُ الرملِ الحارقِ
وجنازةٍ لا يشيّعني فيها حتى الشعرُ الذي كنت أحتفلُ موتاً بولاداتهِ
أنثى الفجر لا ترتّبي ابتهالاتكِ المفاجئة
خارجٌ من سرير العدمِ روحي
أنفطر كأرضٍ زُلزِلتْ
فمن أينَ لي أن أواجه نظام الجسد وأناقةَ الشجرة العارية
تناثري وانثري الفلّ والمنثورَ في ثورة ثريّةٍ
تهدّمي واهدمي وانهدمي في قاع بكائي
وأعيدي جسدي من غيبوبته فيكِ
يا أنثى الفجر الصاحية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إغماء بنت ونيس فى عزاء والدتها.. الفنانة ريم أحمد تسقط


.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش




.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح