الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات في سنوات خلت ... نار ودم ودخان

مازن حمدونه

2018 / 12 / 25
الادب والفن


حوار التناظر
تأملات في سنوات خلت ... نار ودم ودخان
مازن حمدونه
يا سيد المكان .. أسألك أستجير بك من تناقض الرؤى واختلاط المشاهد، إذا داهمنا الصيف متلحفا بالصقيع، والخريف مزدهر الزهور ومخضر الأغصان، والشتاء يحضرنا متلصصاً.. متبجحاً.. مغبراً والشمس تلسعك لا تحتمل ثوباً بلا معاصم وأكمام، ويتسلل الربيع تائها ما بين الفصول تراه تارةً بارداً ومرةً مغبراً، وغيرها تجمع في صفحاته خليطاً من الصور والأغيار، هنا تدرك أنه أيقظك من حلم مفزع، تبحث عن تفسير معانيه فلا تجد له عراباً أو حتى مفاتيح مفردات .. هنا تدرك أنك سقطت في بحر من الطلاسم والظلام.
يا كل هذا، أنت، ونحن، وهُم، لا تدع الزمان يمضى دهراً، يتكأ على ظهرك أو حتى يرخي عليك مآسيه، وأنت مكبلاً بالأحزان، انهض من سباتك، من غيبوبتك من سلبيتك.. لا تستكن، انهض وأشعل شمعة تنير لك الطريق خيراً من أن تلعن الظلام.
هي سكنت في جفون الليل غضة غالبها النعاس وسهاد السهر، قالت: ربما يعود في ضحى النهار، نلتقي ثانية نغرد على أوتار الوطن معزوفة العودة .. نرقص على نغمات نقرات المطر فمهما كانت قسوة برد الشتاء فدفئ القلوب يحول الصقيع لقطرات الندى على وجنات أوراق الورد.. وتكون لنا أفكار وأحلام وخيال ووجهة نظر.
كلنا لم نكن سكيرين أو مارقين ولم نمارس الفجور والدجل.. ليس لنا في الخيانة والتآمر ولا حتى القتل صور عقل ولو كنا في ذروة الغضب.
ترى لم تخشوا من حرية التفكير والتعبير والنقد.. قد يكون المكان مزدحماً بالأفكار .. ألم تحاصروا كل شيء، ألم تصادروا كل شيء .. تُريدون الحياة والبقاء وتتاجرون بالموت!
أجيبوني يا أهل العِمةِ والعمامة .. كيف نام الأثرياء في سجون اللصوص ومدمني المخدرات، والتاجر أصبح متسولا تدوسه الأقدام، كيف أصبح أصحاب المصانع والمعامل قابعون على قارعة الطرقات يبيعون ما تبقى من أثاث سُتراهم لتجار الخردة؟!
كم غريباً أن يصبح الذليل سيد قوم، ومجهولي النسب قادة وسادة وحكام يتسلطون على رقاب العباد! ؛ ترى في سيرة حياتهم عبادة وخطابة واستقطاب لتهشيم واستباحة دم من لا يرتص في حظيرتهم مهما تمزقت القيم والأخلاق. ترى منهم كُثر وقلة، ظاهرهم حسناَ ناعماَ وباطنهم كجوف بركان، تجد منهم العالم والفقيه والتاجر والسياسي ومن شتى الأطياف وما يؤلمك أنهم كقارب تائه يتخبط في صراع مع الأمواج.
تجد تاجراً نهماً من تجار الحروب يستحضر في نفقه شتى أنواع المفرقعات وفي جيوبه المقدسة حفنة من الدولارات وفي حقيبةِ مرافقيه بضائع مكدسة بشتى ألوان الهوى والخيلاء تمر من بين الصفوف والعيون مرور الكرام! يمضي واثق الخطوات لا تشخصه العيون، والجفون خجولة تكاد تكون محكمة الإغلاق.
كم ارتوينا من الخطابات الجوفاء وتناقض التصريحات والبيانات.. لم تعد الشعوب تبهرها الشعارات وإن فعلت غير هذا كله، فهي أمةٍ في طريقها للهلاك ولا تستحق الحياة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة