الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنجل و الجاكوج.. ام العمامة و المداس

كفاح حسن

2018 / 12 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


استبشر اليساريون العرب بنشاطين بارزين متميزين في المنطقة.. الاول في لبنان، عندما قاد الحزب الشيوعي اللبناني اكبر مظاهرة في تأريخه وسط بيروت من أجل حقوق جماهير الكادحين في لبنان و ضد الكاتونات السياسية. و في نفس الوقت قاد الحزب الشيوعي السوداني تظاهرة صاخبة وسط الخرطوم ضد السلطة الفاسدة.
و الحزبين الشيوعيين في لبنان و السودان من الأحزاب الشيوعية العريقة في المنطقة .. و كان لهما دورا مهما في الحياة السياسية. و قدما كثير من الشهداء و التضحيات في خضم نضالهم السياسي الطويل..
لقد كان فرج الله الحلو و عبد الخالق محجوب رمزين نضاليين و قائدين ميدانيين لحزبيهما.. و صمدا حتى آخر لحظة من أجل مطالبهم العادة.. فلم يستطع حوض التيزاب الذي أعدته المخابرات الناصرية ثني فرج الله الحلو عن طريقه النضالي.. و استشهد شهادة بطولية ارعبت عدوه.. و الذي اذابه في حوض التيزاب.
اما عبد الخالق محجوب فقد وقف بشجاعة نادرة امام جلاديه و لم يرهبه حبل المشنقة..
لقد ملك هذين الحزبين حب و إسناد الجماهير.. كما وقفا دائما إلى جانب جماهيرهما و بسياسة ناجحة اكسبتهما حب و إسناد لا يوصف.
ان نجاح هذين الحزبين يعطينا الامل في عودة اليسار إلى موقعه التأريخي في الأحداث.
و كان الحزب الشيوعي العراقي يحتفظ بمستوى إسناد جماهيري مماثل لما يحمله الحزبان الشقيقان..
و لكن بعد القمة التي وصلها حجم و دور الحزب في سبعينيات القرن الماضي.. حدث تراجع كبير في دوره .. و راح الحزب يلهث وراء الأحداث بسبب من سياسات خاطئة اتبعها الحزب. و في خضم ذلك فقد الحزب الكثير من كادره وسط المعارك او داخل الخلافات الحزبية المقيتة.
و بعد الاحتلال الأمريكي.. فاجأ الحزب جماهيره بمشاركته في مجلس الحكم رغم أن شعارات الحزب كانت ضد الاحتلال الامريكي و ضد التدخل العسكري..و تتالت المفاجآت التي أعلنتها قيادة هذا الحزب.. و كان أخيرها ترك الحزب لجبهة انتخابية مدنية كان قد أنشأها.. و إعلانه الانضمام إلى تحالف سائرون تحت زعامة مقتدى الصدر.
و لاقت هذه المفاجأة تعجب و استغراب عدد كبير من كادر و جماهير الحزب.. و لكن قيادة الحزب اوعدت أنصارها من ان هذا تحالف جديد و فعال سيكون للحزب فيه دور شريك و ليس تابع.. و ان الحزب سيستفاد من تجاربه في التحالفات السابقة.
و رغم مرور فترة طويلة على انتهاء الانتخابات العامة.. و مشاركة مقتدى الشخصية في التحضيرات لتشكيل الحكومة.. نجد أن مخاوف مناصري الحزب كانت في مكانها.. فلا يختلف هذا التحالف عن سابقاته من التحالفات التي خاضها الحزب.. و لقد جرى تهميش دور الحزب.
ان النهوض الناجح لحزبين شقيقين في المنطقة ينبغي أن يدفع قيادة الحزب الشيوعي العراقي للتفكير مليا بالخطوة القادمة..
و ينبغي أن يستعيد الحزب ثقة جماهيره و تأييدها.. و يتبنى سياسة تعبر عن انحيازه لها.. و ابتعاده التدريجي عن تحالفه مع العمامة..
ان الوقت قد حان لهذه الخطوة المصيرية.. فلو تأخر الحزب عنها سوف لا يستطيع اللحاق بالاحداث.. و سيفقد مناصريه و جماهيره الحقيقية.
ان كل الحجج و التبريرات للتحالف مع العمامة قد سقطت في مجرى الأحداث.. و ليس امام الحزب من طريق آخر سوى سلوك الدرب الذي نهجاه الحزبين الشقيقين اللبناني و السوداني..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل