الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تساؤلات موجعة لكنها مجرد تساؤلات

سيد يوسف

2006 / 4 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


هى مجموعة تساؤلات قد تبدو موجعة لكنها مجرد تساؤلات وعسى أن يعي قومى.

(1)
يدرك الفاقهون أن الحرية لا تعنى مطابقة للديمقراطية وأن الغرب ليست لديهم الحرية الكاملة غير المنقوصة فهي مهما أبدوا من دفاع حرية لها إطار وحدود وقيود وسلوا عن فلسطين وعن العراق وعن محرقة اليهود وعن استئصال الإسلام من الغرب وتداعيات كل هذا فى صحفهم ومحاكمة روجيه جارودى وغير ذلك...لا جرم فسواء اتفقنا أو اختلفنا فى قراءة وتفسير دلالات تلك الأحداث فهذا على الأقل شأنهم- ولو مؤقتا حتى حين- رغم أنه يمسنا ...فلماذا ينبرى للدفاع عنهم وعن قيمهم بعض بنى جلدتنا أكثر مما يدفعون عن أمتنا الخطر المحدق بها أليست هذه حرية أيضا؟ ولماذا نرى هؤلاء رموزا للتنوير والفكر ولا نرى من يدفع عن أمته تلك الأخطار مجاهدين يستحقون التقدير والمساندة؟
إنه تساؤل قد يكون موجعا لكنه مجرد تساؤل.

(2)
حين انهار الاتحاد السوفيتي بحث الغرب له عن عدو سواء كان عدوا على الحقيقة أم على التوهم وذلك حتى يبقى متحفزا للإبداع والإنتاج ولا مانع من سحق الآخرين حتى لا يهددوا مدنيته المسماة زيفا بالحضارة فاختار بدعة صراع الحضارات وضم فيها الإسلام وأهله..وحاولوا وقف دورات التاريخ ولو حتى حين ...لا جرم هذا سعى حقير فلماذا لا يكون لنا كأمة سعى حميد لخلق حافز للإبداع والإسهام فى الحضارة الإنسانية مستمدين من حضارتنا السابقة بعض الزاد محاولين دفع دورة التاريخ باتجاه الشرق مرة ثانية ...لماذا؟
إنه تساؤل قد يكون موجعا لكنه مجرد تساؤل.

(3)
بعضهم يرى أن ما يجرى فى ساحة أمتنا ليس سياسة ولا التهام من الآخر لنا ولا هو علمانية مضادة للإسلام لكنه مسألة بحث عن هوية معتبرين أن البحث‏ ‏عن‏ ‏هوية‏ ‏ليس‏ ‏مسألة‏ ‏فائض‏ ‏نفسي ‏يمضيه‏ ‏الفرد‏ ‏أو‏ ‏المجتمع‏ ‏فى ‏إصدار‏ ‏تعريفات‏ ‏أو‏ ‏إدارة‏ ‏حوارات‏، ‏لكنه‏ ‏أساس‏ ‏الوجود‏.
فهل الأولى استيراد الحلول من الآخر بثقافته وإرهاصاته التاريخية التى لا تنفك عنه أم بإنتاج حلول تمس صميم تاريخنا وإرهاصاتنا التاريخية والقيمية؟
إنه تساؤل قد يكون موجعا لكنه مجرد تساؤل.

(4)
لا وجود بلا حركة وفعل،والوجود الايجابي يقتضى حركة وفعلا ايجابيا والآن
ماذا نفعل كأمة بين الأمم سوى التغني بماضينا والتحرك داخل ثقافة وقيم الآخر؟
كثيرون يقرءون عنا كأمة...... فهل يمكننا أن نجعلهم يقرءون لنا كأمة مبدعة ومنتجة بعد أن سمعوا لنا صوتا عاليا – أحيانا- دونما فعل ايجابي مبدع يصحبه؟
إنه تساؤل قد يكون موجعا لكنه مجرد تساؤل.

(5)
كثير منا يقلدون الآخرين ولا سيما الغربيين يدرك ذلك الفاقهون بوعي وببصيرة ويلزمون الصمت إيثارا للسلامة من صخب الحوار مع البلهاء أو لأسباب أخرى، فهل شبابنا الذى يقلد الغرب فى ملبسه أو تسريحة شعره أو بارتداء بعض السلاسل هل تراه يقنع بما يفعل أم هو يقلد دونما شعور بما يفعل أم للأمر تفسيرات أخر؟
ومثال آخر يطرحه د/ يحيي الرخاوى هل الذى ‏يقلد‏ ‏البحث‏ ‏العلمى ‏هو‏ ‏عالم‏ ‏راض‏ ‏عن‏ ‏حقيقة‏ ‏علاقته‏ ‏بالمعرفة‏؟
‏هل‏ ‏الذى ‏يقلد‏ ‏الرفاهية‏ ‏التكنولوجية‏ ‏بقادر‏ ‏على ‏التمادي ‏إلى ‏غاية‏ ‏اللذة‏ ‏الحسية‏ ‏الخليقة‏ ‏بأن‏ ‏تطرح‏ ‏نفسها‏ ‏كهدف‏ ‏يسمى ‏أحيانا‏ - ‏من‏ ‏ ‏ ‏التعمية‏- ‏الرفاهية‏ ؟
إنه تساؤل قد يكون موجعا لكنه مجرد تساؤل.

(6)
يعرض د/ يحيي الرخاوى تشخيصه للأزمة المصرية بقوله (بتصرف واختصار):
تشخيص‏ ‏الأزمة‏ ‏ ‏هو‏ ‏كما‏ ‏تصورته‏ ‏هكذا‏ (على أربعة محاور): ‏

أولا‏: ‏مسافة‏ ‏شاسعة‏ ‏غير‏ ‏قابلة‏ -‏على ‏مدى ‏الرؤية‏- ‏للعبور‏ ‏الإيجابي:‏
بين‏ ‏التنويريين‏ ‏والمتطرفين‏،‏ بين‏ ‏الشارع‏ ‏والسلطة‏،‏ بين‏ ‏القول‏ ‏والفعل‏،‏ بين‏ ‏النظرية‏ ‏والتطبيق‏،‏ بين‏ ‏الدين‏ ‏والإيمان‏، بين‏ ‏العمل‏ ‏والإنتاج‏،‏ بين‏ ‏التعليم‏ ‏والثقافة‏.

ثانيا‏: ‏تسويات‏ ‏جاهزة‏ ‏تؤدى ‏إلى ‏حلول‏ ‏وسط‏ ‏مائعة‏:‏
‏1- ‏شويــــة‏ ‏دين‏ ‏على ‏شويــــة‏ ‏علم‏ (‏دولة‏ ‏العلم‏ ‏والإيمان‏).‏
‏2- ‏شويــــة‏ ‏عروبة‏ ‏على ‏شويــــة‏ ‏إسلام‏ (‏تحيا‏ ‏الوحدة‏ ‏العربية‏، ‏الله‏ ‏أكبر‏ ‏فوق‏ ‏كيد‏ ‏المعتدي‏!).‏
‏3- ‏شويــــة‏ ‏رأسمالية‏ ‏على ‏شويــــة‏ ‏اشتراكية‏ (‏الحزب‏ ‏الوطنى، ‏المدعى ‏الاشتراكي‏).‏
‏4- ‏شويــــة‏ ‏تكنولوجيا‏ ‏على ‏شوية‏ ‏حداقة‏ (‏الاستعمالات‏ ‏الخبيثة‏ ‏للتكنولوجيا‏ ‏الحديثة‏).‏
‏5-‏شويــــة‏ ‏نتائج‏ ‏علمية‏ ‏على ‏شوية‏ ‏تفاسير‏ ‏سطحية‏ ‏للدين‏ ( ‏التفسير‏ ‏العلمى ‏للقرآن‏).‏
‏6- ‏شويــــة‏ ‏معلومات‏ ‏متراصة‏ ‏على ‏شويــــة‏ ‏إحصاء‏ ‏على ‏شوية‏ ‏توثيق‏، (‏البحث‏ ‏العلمى ‏القابل‏ ‏للنشر‏ ‏بلا‏ ‏معنى ‏ولا‏ ‏هدف‏ ‏ولا‏ ‏فائدة‏).‏

ثالثا‏: ‏تحجيم‏ ‏الحوار‏، ‏وحوار‏ ‏الصم‏، ‏واللاحوار
كثيرة‏ ‏هى ‏الندوات‏، ‏واللجان‏، ‏والمؤتمرات‏، ‏والحلقات‏، ‏وقليل‏ ‏تماما‏ ‏ما‏ ‏يصاحبها‏ ‏من‏ ‏حوار‏ ‏حقيقى ‏يـخرج‏ ‏من‏ ‏الآخر‏ ‏آخر‏ ‏فعلا‏، ‏ولكنها‏ ‏إما‏ ‏حوارات‏ ‏محجمة‏ ‏بالتكفير‏ ‏أو‏ ‏المنهج‏ ‏الجامد‏، ‏أو‏ ‏بالاتهام‏ ‏بقلب‏ ‏نظام‏ ‏الحكم‏، ‏وإما‏ ‏حوارات‏ ‏لا‏ ‏يسمع‏ ‏فيها‏ ‏مقترفها‏ ‏إلا‏ ‏نفسه‏، ‏وإما‏ ‏لاحوار‏ ‏إطلاقا‏ ‏مثلما‏ ‏يحدث‏ ‏فى ‏المؤتمرات‏ ‏المسماة‏ ‏العلمية‏ ومثال ذلك ‏الحوار‏ ‏السياسي ‏المزعوم‏ ‏المنتهى ‏إلى ‏استحالة‏ ‏تغيير‏ ‏الحكم‏: ‏هو‏ ‏ليس‏ ‏حوارا‏ ‏أصلا‏.‏

رابعا‏: ‏إجهاض‏ ‏الإبداع
وهو‏ ‏نتيجة‏ ‏حتمية‏ ‏لما‏ ‏سبق‏.

وأختتم كلام د/ يحيى ب"‏مصيرنا‏ ‏الأقرب‏ ‏يقع‏ ‏بين‏ ‏قهر‏ ‏عسكرى ‏صريح‏ ‏بديلا‏ ‏عن‏ ‏التلويح‏ ‏من‏ ‏تحت‏ ‏المائدة‏، ‏وبين‏ ‏قهر‏ ‏دينى ‏صريح‏ ‏بديلا‏ ‏عن‏ ‏الانقضاضات‏ ‏من‏ ‏جوف‏ ‏الظلام‏.‏"

والسؤال: أليست هذى الرؤية تعبر عن قطاع عريض من مجتمعنا بغض النظر اتفقنا عليها أم اختلفنا معها(والتى يختلف كاتب هذه السطور مع دلالات تفسيرها وبعض نتائجها)؟
أليست –بها- توصيفا دقيقا لقطاع عريض لأراء أبناء هذه الأمة؟
إن كان نعم فما دلالته فى قراءة المستقبل لدى من يتبنى تلك الرؤية؟
إنه تساؤل قد يكون موجعا لكنه مجرد تساؤل.

فى النهاية
أسأل الله أن يهيىء لهذه الأمة أمر رشد فقد تكالبت عليها عوامل هدم خارجية نقدر عليها وداخلية شديدة الخطر.
سيد يوسف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله