الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فى ذكرىالرابع عشر من نيسان

أحمد السعد

2006 / 4 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تمر اليوم ذكرى الرابع عشر من نيسان ذكرى مولد اتحاد الطلبة العام فى الجمهورية العراقية .ونحن أذ نستذكر هذه المناسبه العظيمة وما لها من دلالات ليس على المستوى المهنى المطلبى لطلبة العراق بل على مستوى مجمل النضال الوطنى لقوى الشعب العراقى منذ 1948 . لقد كان طلبة العراق فى مقدمة القوى الوطنية العراقية التى تصدت لأنظمة الحكم الدكتاتورية والمرتبطة بالمصالح الأجنبية الأستعمارية وأصطف طلبة العراق مع القوى الوطنية والتقدمية فى نضالها من اجل الأستقلال التام والسيادة للعراق وكان لأتحاد الطلبة العام الدور الريادى فى قيادة جموع الطلبة بأتجاه تحقيق الأهداف الوطنية وأقامة المجتمع الحر الديمقراطى على ارض الرافدين وتعرض اعضاء الأتحاد الى الملاحقة والأعتقال والتعذيب وحتى الأعدام والتغييب فى السجون والمعتقلات .
لقد شهدت الساحة الطلابية ولادات غير شرعية لأتحادات طلابية فى زمن النظام البعثى كانت واجهات مكشوفة للجهازين الحزبى والأمنى وتم تجنيد الطلبه فى المنظمات الأمنية وأخترقت الجامعات وجرت عمليات اعتقال وساد جو من الرعب والأرهاب داخل الحرم الجامعى وفى المدارس وجرى تكريس الوجود اللاشرعى لمنظمات حزب البعث التى لم تكن سوى ادوات السلطة القمعية لضرب الحركة الطلابية وطليعتها اتحاد الطلبة العام .والآن وفى ظل التحولات العميقة التى يشهدها الوطن وبروز الدور الذى تضطلع به منظمات المجتمع المدنى فى ترصين الجبهة الداخلية ضد الأختراق الأمنى والسياسى للقوى التى تريد اعاقة العملية السياسيه الجارية وأعادة العراق الى عهد الدكتاتورية البغيضة تجرى للأسف عملية شبيهة بتلك التى مارسها الأتحاد الوطنى البعثى الذى فرض نفسه على جماهير الطلبه على انه الممثل الوحيد والأوحد للطلبه العراقيين فى الداخل والخارج والتى من خلالها مارس قمعا منظما لعناصر وقيادات اتحاد الطلبة العام ولجميع الأصوات المطالبة بوحدة الحركة الطلابية العراقية وبالأتجاه الذى يعزز الوحدة الوطنية وتلاحم جماهير الطلبه وتوجيه نضالهم المهنى ليصب فى مجرى النضال الوطنى العام لتعزيز المسيرة التى كانت وطنية وتنموية قبل ان يجهز عليها صدام حسين بحروبه وسياساته الحمقاء التى دمرت العراق وشعبه .تجرى الان وفى الجامعات والمؤسسات التعليمية العراقية عملية شبيهة بتلك التى مارسها الأتحاد الوطنى وبنفس الأساليب القمعية للهيمنه على الساحة الطلابية وأسكات الصوات الحره المعبره عن الأرادة الطلابية الوطنية التى تنسجم مع الأتجاه العام الذى يسير به الوطن نحو تحقيق وارساء اسس المجتمع الديمقراطى التعددى . تصدر هذه الممارسات المدانه من قوى سسياسيه ودينيه امتدت ايديها الى الجامعه والمؤسسات التعليمية وفرضت نوعا من السطوة والسيطره وفرضت نظامها وفكرها وممارساتها على الساحة الطلابية ومارست قمعا اكثر فضاضة وقسوة وتدميريه على جماهير الطلبه وعلى الهيئات التدريسيه واحتكرت العمل داخل الحرم الجامعى وصادرت حريات الأخرين فى العمل المهنى والوطنى وأستأثرت بالعمل الطلابى ناكرة تاريخ الحركة الطلابية الوطنى وصلتها الحميمه بمجمل النضال الوطنى للعراق على امتداد تاريخه الحديث .
أن هذه الظواهر الخطيرة فى الساحة الطلابية باتت تشكل مظهرا واضحا لمدى الأنحدار الذى وصلت اليه العملية السياسيه والديمقراطيه حيث تمارس الهيمنه وفرض الرأى والموقف وأنكار حق الآخرين ورأيهم وفرض نوع من الأستئثار بالعمل الطلابى حتى صارت الجامعه مؤسسه لا تمت الى العلم بصله وأختفت مظاهر الزماله والمشاركه والتنافس العلمى والنشاط الأكاديمى والبحث العلمى وتحقيق الأنجازات على صعيد التقدم العلمى والبحثى .
لقد آن الآوان لترتفع الأصوات الشريفة المنتميه لهذا الوطن حقا وفعلا والمناضله بشرف من اجل نهضته وخروجه من المأزق المظلم الذى يمثله الأحتلال الأجنبى وما يرافقه من ركود على جميع المستويات ولترتفع الدعوات من اجل حرية العمل الطلابى وتعددية الصوات الوطنيه لأن الجامعه هى امتداد لساحة العمل الوطنى وأنعكاس لتعدديته ويليكن الشعار الذى يتمثله الجميع ويمارسه بالقول والعمل وهو القبول بالرأى الآخر والتعاطى مع الحقائق التى على الأرض
والتى تقول ان لا مستقبل للعراق سوى المستقبل الديمقراطى الذى يحترم الأنسان وأرادته وخياراته .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ