الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية لشعب السّودان ولحزبه الشيوعي العريق

مفيد صيداوي

2018 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



يخوض الشعب العربي السوداني في هذه الأيّام نضالا شعبيا طبقيا مباركا ضد حكومة لم تسمع ولم تر ما يجري في العالم الرأسمالي الجوّاني (فرنسا مثلا)، من نضال طبقي ضد الرأسمالية الخنازيرية، ولذلك اختارت نموذجا إقتصاديا ضد العمال والفلاحين وفقراء الشعب دون أن تسمع قوى المعارضة الأساسية الحزب الشيوعي السوداني، وحلفاءه من قوى المعارضة الوطنية.
ولذلك شهدنا من خلال التلفاز وقرأنا من خلال الصحافة ووكالات الأنباء عن المظاهرات الشعبية المباركة، احتجاجا على الغلاء وانعدام أبسط ضروريّات الحياة بعد أن تعبت وأنهكت من الوقوف في طوابير طويلة للحصول على أبسط المواد لبقاء الانسان حيا يرزق المخابز الطعام الأساسي للفقراء، والوقود، والماء.. الخ.
هذه المظاهرات شملت أغلب مدن السودان وخاصة المدينة العمالية عطبرة، حيث سيطرت الجماهير الشعبية على المدينة بتضامن مع الجيش والشرطة،استمرت المظاهرات رغم القمع المفرط من القوى الخاصة، واستشهاد وجرح واعتقال عدد من المتظاهرين، في القضارف وبربر وغيرها.
اتسعت المظاهرات إلى مدن ومناطق أخرى مثل الخرطوم العاصمة وغيرها من المدن والبلدات، هذا رغم تهديد النظام والتقليل من أهمية التحرك الذي وصفه مسؤول الاعلام بالمؤتمر الوطني الحاكم في السودان إبراهيم الصديق بأنَّ ما حدث في عطبرة هو من "فئة عقائدية تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار" وقد حاول النظام قطع خدمات التواصل الاجتماعي، علما أن تلك محاولات عبثية لا جدوى منها، والنتيجة كانت تضامن كل الأحزاب والمنظمات الجماهيرية والفئات المعارضة وفي مقدمتها الحزب الشيوعي السوداني العريق مع الهبة الشعبية.
ففي بيان الحزب الشيوعي السوداني الصادر في الخامس عشر من كانون الأول 2018م، رأى ضرورة اسقاط النظام: "إننا في الحزب الشيوعي السوداني وحلفائنا في قوى الاجماع وبقراءتنا لهذا النظام وطبيعته الطبقية نرى ألا مخرج من هذه الأزمة الشاملة إلاّ بإسقاط النظام وتفكيكه وتصفيته وفتح الطريق لفترة انتقالية وعقد مؤتمر دستوري بنهاية الفترة الانتقالية،ولهذا ندعو جماهير شعبنا وعلى رأسها القوى صاحبة المصلحة في التغيير الجذري إلى مواصلة الخروج للشارع والتعبير عن رفضهم لهذه السياسات وصولا إلى الاضراب السياسي والعصيان المدني حتى إسقاط النظام."
كان على حكومة عمر البشير حل هذه المشاكل الأساسية للمواطنين لو بنت ميزانية تأخذ بعين الاعتبار أولا هذه الجماهير الشعبية ولو أنها تعقلت فقط لما قدمت ميزانية 2019م على أساس توسيع ماعون الضرائب ومضاعفتها وتحمل الولايات نفقات تسيير إدارة ولاياتهم، مما يعني المزيد من الأعباء على كاهل المواطنين واشتعال نيران الغلاء إلى جانب تحول النظام إلى رهينة بيد الولايات المتحدة، تفرض على النظام إقامة القواعد العسكرية الأمريكية في البلاد السودانية وهذا الأمر يرفضه الشعب السوداني جملة وتفصيلا.
المال القطري لن ينقذ نظام البشير ، كما لم يحرر فلسطين!! فلإنقاذه من المأزق الحتمي بالسقوط وتسلم الشعب مقاليد الحكم، قام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بالاتصال هاتفيا بالرئيس عمر البشير ليعلن وقوف بلاده مع النظام إثر الاحتجاجات والمظاهرات الأخيرة والمستمرة هو أنه أعلن عن منح السودان مليار دولار.
ولكن الواقع أن كل أموال العالم لا تجدي إذا لم يتغير سلم الأولويات من خدمة رأس المال الملتحق بالامبريالية العالمية، إلى ميزانية تخدم أولا العمال والطبقات الفقيرة والتعليم والتصنيع والديمقراطية الكاملة للشعب السوداني العريق وسوار ذهب الشعوب العربية.
فتحية للحزب الشيوعي السوداني صاحب الإرث العريق في النضال الطبقي، وتحية للشعب العربي السوداني البطل وللمتظاهرين وللجرحى وللشهداء. وستنتصر الشعوب مهما كان الظلام حالكا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف