الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البطاقة الوطنية الموحدة في العراق مشروع فاشل وفاسد وضد المواطن

عبد الستار الكعبي

2018 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


البطاقة الوطنية الموحدة في العراق مشروع فاشل وفاسد وضد المواطن
يتبادر الى الذهن للوهلة الاولى من خلال الاسم (البطاقة الوطنية الموحدة) انه مشروع حضاري يتماشى مع ما ينبغي من تطور مؤسساتي ومع التبدلات الاجتماعية باعتباره يختزل الاوراق الثبوتية الشخصية للمواطن العراقي وذلك باستبدال هوية الاحوال المدينة وشهادة الجنسية ببطاقة واحدة تضم المعلومات المثبتة فيهما وتغني عنهما عندما يراجع المواطن دوائر الدولة ، وهذا هو المفترض ومايطمح اليه العراقي وهو ماكنت شخصيا اتصوره عن هذا المشروع كما هو حال العراقين عموما . وقد ساهم الاعلام وتصريحات المسؤولين في وزارة الداخلية من خلال لقاءاتهم وتصريحاتهم بترويج هذه الفكرة.
ولكن واقع الحال شيء مخالف تماما وهذا ما تبين لي من خلال مراجعتي لدائرة الاحوال المدنية في احد اقضية بغداد لغرض الحصول على البطاقة الوطنية الموحدة واعتمادها بطاقة شخصية بدلا من هوية الاحوال المدنية فقد شخصت بعض الملاحظات على هذا المشروع وصدمت بها .
لقد كلف هذا المشروع الدولة عشرات الملايين من الدولارات ولكن شابه فساد كبير متعدد الجوانب حيث كانت حصة الفاسدين من هذه الملايين نسبة كبيرة اضافة الى الفساد الفني والمعلوماتي الذي تبناه المشروع والذي يؤشر خللا ونقصا في البطاقة الوطنية وتدني مستواها.
وباعتبارنا ابناء مخلصون لهذا الوطن نقول انه من المعيب جدا ان يتراجع مستوى اي وثيقة رسمية عن ما كانت عليه قبل عشرات السنين ولكن السياسيين يفكرون في كيفية اغتنام اي فرصة ليفسدوا في البلاد وارضها ومؤسساتها وثرواتها,
وابين في ما يلي بعضا مما شخصته من خلال مراجعتي للدائرة المذكورة لغرض الحصول على البطاقة الوطنية :
1- الصورة : ان صورة المواطن التي تطبع في البطاقة الموحدة ليست بمستوى ما كانت عليه قبل عشرات السنين حيث كانت الصورة المكبوسة في هوية الاحوال المدنية المقرر الغائها واستبدالها بالبطاقة الوطنية الموحدة ملونة وتظهر معالم الوجه بوضوح مع جمال اضافي لهوية الاحوال المدنية ، اما الصورة الحالية فهي غير ملونة (بالاسود والابيض ونحن في عام 2018 !!!) ولا تظهر معالم الوجه بوضوح وليس فيها اي جمالية ولا احترافية بتصوير من يريد الحصول على البطاقة الوطنية الموحدة وبالتالي فهي ادني في مستواها من هوية الاحوال المدينة الصادرة قبل عشرات السنين.
وبصراحة فان صورة بهذه المواصفات تظهر صاحبها وكانه مجرم مطلبوب للعدالة او كانه مجنون هارب من مستشقى الامراض العقلية.
إضافة الى الصورة فان تفاصيل البطاقة كلها مطبوعة بالاسود والابيض
2- مدة البطاقة / كانت هوية الاحوال المدنية السابقة ذات صفة دائمية اي انها لاتنتهي بتاريخ محدد انما تبقى نافذة وصالحة للاستخدام الى ان يفقدها صاحبها او تتمزق فيضطر الى مراجعة الدائرة المعنية للحصول على بطاقة بديلة ، بدل تالف او بدل ضائع، اما هذه البطاقة (الوطنية الموحدة) فهي محددة بمدة (10) سنوت تنتهي بانتهائها حتى وان لم تكن ممزقة وهذا يعني ان يراجع المواطن دوائر النفوس لاستبدالها له ولافراد عائلته بعد 10 سنين بما يؤدي الى استمرار دورة العمل بهذا المشروع الفاسد الفاشل من دون انتهاء لان ملايين العراقيين مجبورين على استبدالها وهذا يعني ان تبقى الازدحامات والتاجيلات في عمل الدوائر المعنية .
3- نقص المعلومات : ان المعلومات المثبتة في البطاقة الوطنية الموحدة اقل من المعلومات المثبتة في هوية الاحوال المدنية مما يؤشر خللا واضحا فيها ونقصا في المعلومات التي يحتاجها المواطن خلال مراجعاته لدوئر الدولة ما يدفع هذه الدوائر ان تطلب منه معلومات اضافية يكون مضطرا لاجل تلبيتها ان يراجع دائرة النفوس وتقديم طلب للحصول عليها وفي هذا تدني كبير في مستوى العقل يسبب ازدحام مستمر في دوائر النفوس بسبب كثرة المراجعين كما يسبب صرف جهد وتعب نفسي ووقت من قبل المواطن.
ومثال على ذلك عدم وجود اي معلومة في البطاقة الموحدة عن الحالة الاجتماعية لصاحب اليطاقة من جهة كونه متزوج او اعزب او باكر او مطلق او ارمل ، للذكر والانثى.
4- خطا في الاجراءت : هنالك الكثير من الاشخاص لم تظهر لهم البطاقة الموحدة مع انهم اكملوا الاجراءات المطلوبة منهم، وأحد هذه الاسباب ، كما حصل معي واخبرني به الموظف المعني بالبطاقة الوطنية الموحدة في الدائرة المشار اليها، هو ان اسم دائرة النفوس المثبتة في هوية الاحوال المدنية هو (مدينة صدام) وطلب مني ان اراجع دائرة النفوس الصادرة منها هذه الهوية واقدم طلب لتغيير الاسم وبعد ذلك اعيد الاجراءات من اولها لكي احصل على البطقة الوطنية الموحدة مع العلم ان معاملة تبديل اسم (مدينة صدام) يتطلب مراجعة وانجاز واستلام تطول لعدة أيام.
فهل انا الذي وضع اسم (مدينة صدام) في هوية الاحوال المدنية ام انه اسم رسمي معتمد في وقته ؟ّ!
وهل انا من يجب عليه ان يراجع الدوائر لغرض تبديل اسم (مدينة صدام) ؟!
أليس من واجب وزارة الداخلية والمسؤولين في المديرية العامة للأحوال المدنية ان تصدر اعماما توجه فيه موظفيها بتمشية هكذا معاملات واصدار البطاقة الوطنية الى مستحقيها وعدم مطالبة المواطن بالقيام بتلك الاجراءات؟!.
بصراحة انا أعتبر ماذكرته من نواقص واخطاء ومعرقلات من ملامح تدني العقل العراقى وسقوطه الى الوادي؟!
عبد الستار الكعبي
باحث في الشأن العراقي
بغداد – 26/12/2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ملاحظات صحيحه تستلزم الاستجابه-هل المقيمون بالخارج
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2018 / 12 / 29 - 06:40 )
شكرا استاذ عبد الستار على مقالتكم النقديه البناءه-انها جرس تعليمي-تربوي للنتخلفين المهيمنين على ادارة الدوله في عراقنا المظلوم الصابر
بالمناسبه هل يمكن للعراقي المقيم في الخارج الحصول على البطاقة المذكوره رغم نواقصها -تحياتي


2 - شكر وتقدير
عبد الستار الكعبي ( 2019 / 1 / 24 - 17:30 )
واجبنا تجاه بلدنا وشعبنا اننا نكتب ونستمر بالكتابة النقدية التقويمية عسى ان يستجيب المعنيون في يوم ما .... جزيل شكري وتقديري لك اخي الكريم على مرورك وتعليقك...
حقيقة ليست لدي المعلومة بخصوص امكانية حصول من هم خارج العراق على هذه الهوية ... تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة