الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفاريت حماس

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


كانت الرواية القائلة بأن مسلحي حماس هم من تسلل من الحدود المصرية في يناير2011 عبر الصحراء الشرقية بأكملها وصولا الى مدن ومحافظات مصر لفتح السجون واشاعة الفوضى هي احدى الروايات التي يروج لها الاعلام المخابراتي، وهي من اكثر الروايات ركاكة وسذاجة واثارة للضحك.
فالمدان الأول في مثل هذه الحادثة لن يكون حماس بالطبع ولكن هؤلاء الموكلون بحماية الحدود وحراسة السجون والذين ينالون مزايا لا ينالها أحد في البلاد من مختلف الفئات.
فكيف لجيش قوامه 470 الف ضابط ومجند بالاضافة الى 800 الف من الاحتياطي ان يسمحوا لمثل هذا العدد الهزيل من المسلحين باختراق الحدود والسير بسيارات الدفع الرباعي بعرض الصحراء الشرقية بأكملها دون أن يعترضهم أحد؟
وكيف لقوات الشرطة التي من ضمن واجباتها حماية السجون والتي يقدر تعداد افرادها بحوالي 360 الف فرد أن لا تتمكن من اعاقة عملية فتح السجون وتهريب المسجونين؟
بل كيف للمجلس العسكري والمخابرات الحربية والعامة أن تسمح للمساجين الهاربين من العدالة بالدخول في معارك انتخابية والوصول الى كرسي الحكم وتولي الكثير من المناصب الرفيعة ولا يفكرون في الاعتراض على ذلك الا بعد ثورة شعبية في يونيو 2013؟
ان اخفاق كل هذه الأجهزة هذا القدر من الاخفاق الرهيب في حماية الحدود والسجون والمناصب في البلاد لهو شئ يثير الخزي والعار ويجب ان يحاسب عليه المسؤولون عنه حسابا عسيرا وعلنيا ليكونون عبرة لغيرهم وخاصة وأن ما يناله هؤلاء من مميزات في المسكن والمرتبات والعلاج والنوادي وغيرها من المميزات لا ينالها غيرهم من فئات الشعب وهي مزايا يتحصلون عليها من اموال الضرائب التي يدفعها المواطنون الموكل هؤلاء بحمايتهم ومن ثروات البلاد التي يجب عليهم الذود عنها لا تركها لكل من هب ودب وتسلل من الحدود!
ان الأجهزة الأمنية تسيطر على الداخل ومنذ عهد مبارك بسياسة القبضة الحديدية، ولو خرج متظاهر واحد في احد ميادين مصر ليطالب بوظيفة أو يعترض على الغلاء لتم القبض عليه في خلال ثوانِ معدودة.
وما يبذله هذا النظام في مطاردة المعارضة والتنكيل بها وملاحقتها حتى في ساعات نومها شئ لا يتخيله أكثر العقول خيالا وجموحا ولو طال هؤلاء للاحقوك في احلامك ايضا وحرموك من الحلم بالحرية والمساواة والعدل.
ان نكتة اقتحام عفاريت حماس للسجون المصرية في يناير كان لا يجب ان تبدر من الرئيس السابق المخضرم مبارك اللهم الا اذا كان قد اجبر بصورة ما على الادلاء بهذه الشهادة المضحكة.
ولأنني لم ادرس القانون فلا يمكنني الفصل في مدى شرعية تقديم مدان في قضية فساد والشخص الذي صنفته الشفافية الدولية ضمن اكثر الشخصيات فسادا في العالم والذي ترفض بنوك سويسرا الافراج عن ارصدته الى الأن شهادته في قضية تتعلق به هو شخصيا!
الا ان في مصر كل شئ ممكن وكل شئ جائز وعليك القبول بكل ما يقدمه لك النظام وتبلعه دون ان يحق لك التساؤل عن مدى ملائمته للمنطق والعقل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في