الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التهديدات الامريكية لايران ، الاسباب والنتائج

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2006 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


بدأت امريكا ، وعلى لسان مسؤوليها، دق طبول الحرب مجددا في منطقة الشرق الاوسط. " الضربة الاستباقية " ضد ايران ، او التدخل العسكري لاسقاط النظام، بات الشغل الشاغل لصانعي السياسة الامريكية خصوصا بعد اعلان الجمهورية الاسلامية وعلى لسان رئيسها احمدي نجاد ومن ثم على لسان مرشدها خامنئي المباشرة بتخصيب اليورانيوم او ما يسمى بدخول ايران النادي النووي .
تعلن امريكا ومعها حلفائها بان امتلاك ايران للسلاح النووي يشكل خطرا يهدد أمن المنطقة وبالتالي أمن العالم ، لذا، وحرصا من هذه الدول على سلامة حياة الابرياء!! وحفظ ارواحهم من خطر امتلاك السلاح النووي من قبل هذا النظام المنفلت العقال ، تلجأ الى السعي وبكل الوسائل لمنع ذلك !! هذا هو الادعاء الامريكي .
نحن لسنا بصدد البحث من زاوية شرعية امتلاك دولة ما للسلاح النووي من عدمه، رغم وجود المقولة الشائعة بان قيمة السلاح في ان امتلكه انا ولا تمتلكه انت، هذا السلاح بحد ذاته يجب ان يُحرم امتلاكه من قبل كل الدول دون استثناء وفي مقدمتها امريكا التي كانت السباقة في استخدامه ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية ،ولسنا كذلك بصدد البحث من زاوية الحق في امتلاك الطاقة النووية "للاغراض السلمية" اسوة بالدول الاخرى المالكة لها، او من زاوية "التصريحات النارية" لاحمدى نجاد والتي يصفها البعض بانها تنم عن عدم اكتمال الدراية السياسية او عدم اهلية هذا الشخص لهدا المنصب فهذه ليست سوى أموراً ثانوية بالنسبة الى جوهر المسالة هذه.
لكننا بصدد البحث عن الدافع الرئيسي لامريكا وحلفائها وراء منع ايران من امتلاك هذه الطاقة ، فاسرائيل الحليفة الاساسية لامريكا في منطقة الشرق الاوسط تمتلك المئات من الرؤوس النووية وعلى مرأى ومسمع جميع بلدان العالم، وهي التي ترفض التوقيع على معاهدة حضر انتشار الاسلحة النووية، من دون ان تنطق هذه الدول" الحريصة على امن المنطقة والعالم " بكلمة ازاء ذلك، ليس هذا فحسب، بل وان امريكا تساند وبكل قوة مجمل السياسات العنصرية والشوفينية لحكومة اسرائيل وخصوصا ضد الشعب الفلسطيني .
أما فيما يتعلق بايران فان نظرة بسيطة الى الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فيها توضح بجلاء مدى عمق الازمة التي تعاني منها الجمهورية الاسلامية، فالبطالة المليونية المتفشية بين المؤهلين للعمل وبالاخص الشباب منهم ادى حسب الاحصائيات غير الرسمية الى لجوء الملايين الى الادمان على المخدرات وهناك ملايين الاسر التي تعيش تحت خط الفقر، أضف الى ذلك القمع والقهر والاستبداد التي تمارسها هذه السلطة الرجعية بحق الجماهير وحرمانها من ابسط انواع الحريات، المدنية منها أوالفردية، هده الاوضاع دفعت بالجماهير في ايران الى اقتناص اية فرصة للتظاهر والتعبير عن النقمة الشعبية المتنامية التي نسمع عنها بصورة مستمرة وشبه يومية تَحدث في معظم المدن الايرانية، هدا بالاضافة الى الاعتراضات العمالية المتفرقة واليومية تقريبا.
الحكومة التي يترأسها احمدي نجاد تحاول بشتى الطرق التستر على معاناة الجماهير في ايران والتملص من الوعود الانتخابية التي قطعتها، وهي طبعا عاجزة عن تنفيذها ، لذا فموضوع الازمة النووية الحالية اصبحت وسيلة بيد الحكومة لاسكات كل اعتراض جماهيري وبالقوة كون البلاد تسير باتجاه استخدام الطاقة النووية وفي هذا الاتجاه تواجه " الشيطان الاكبر "، اضف الى ذلك محاولات احمدى نجاد باتباع خطى الخميني والعودة بالاوضاع الى دلك الزمن وهي وسيلة اخرى يلجأ اليها الاخير في توهيم الجماهير، ومنها الغيبيات وظهور ما يسمى بـ"الامام المهدي" وما الى دلك من خزعبلات، كل هذه ليست سوى محاولة من الحكومة الايرانية للهروب ولكن الى لامام.
اذا فهذه الحكومة وهي تعيش وضعا داخليا متأزما من كل النواحي يزداد تفاقما يوما بعد يوم، تدرك انها تتخبط في هذه الاوضاع، ومن هنا تلجأ الى فرض سياسة الامر الواقع على واشنطن، وان تحديها لامريكا نابع اساسا من المراهنة على ما تعانيه امريكا في المنطقة من حقد وكراهية ونقمة شعبية تتنامى باستمرار لذا فان الضربة الامريكية ان اتت كـ "ضربة استباقية" فقط ستكون وسيلة لاطالة عمر النظام وازدياد شراسته كونها تفتح مخرجا مؤقتا ينقذها من غضب الجماهير ومن ثورتها المحتملة، وان اسقطته فسيعاد سيناريو العراق مجددا.
الاوضاع الداخلية في امريكا وبالاخص تنامي الجبهة المعادية للحرب على العراق لا يجعل من امريكا باحسن حال من الجمهورية الاسلامية.
ان جدية التصريحات الامريكية بشن الحرب على ايران ، لا يدع اي مجال للشك بنية الاخيرة اعادة سيناريو العراق رغم فارق الظروف الذاتية والموضوعية بينهما، وهوما يستبعد اعادة سيناريو كوريا الشمالية ، هذه السياسة العدوانية لاشرس قوة عسكرية في العالم يجب ان تكون موضع ادانة واستنكار جميع القوى التحررية في العالم . ان ارتكاب جريمة اخرى كما حصل في العراق سوف لن يؤدي سوى الى قتل عشرات الآلاف من الابرياء وتحطيم البنية التحتية لايران والدفع بالمنطقة الى شفى حرب لن يسلم منها لا اعداء امريكا ولا حليفاتها ، السياسة الامريكية هذه ليست سوى امتداداً لاستراتيجية ايجاد " الشرق الاوسط الكبير " وبناء " الدمقراطية " فيها على الطريقة الامريكية ، هذا بالاضافة الى ان الخطر وراء امتلاك ايران لهذا السلاح بالنسبة لامريكا هو تهديد مصالحها ومصالح حلفائها وعرقلة تنفيذ سياساتها في المنطقة .
ان من يحدد مصير الجمهورية الاسلامية وطاقتها النووية وينقذ الجماهير في ايران من قمع واستبداد هذا النظام الدموي ليست امريكا وحليفاتها ، بل الجماهير في ايران التي هي وحدها صاحبة الكلمة وبامكانها ومن حقها اسقاط هدا النظام الدموي وسياساته وقبره الى الابد وبالتالي منع امريكا من عرقنة ايران.

‏السبت‏، 15‏ نيسان‏، 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على تفاصيل كمين جباليا الذي أعلنت القسام فيه عن قتل وأس


.. قراءة عسكرية.. منظمة إسرائيلية تكشف عن أن عدد جرحى الاحتلال




.. المتحدث العسكري باسم أنصار الله: العمليات حققت أهدافها وكانت


.. ماذا تعرف عن طائرة -هرميس 900- التي أعلن حزب الله إسقاطها




.. استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة محلية الصنع في مخيم بلاطة