الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


[5]. حرامي يقاضي المسروق، قصّة قصيرة

صبري يوسف

2019 / 1 / 1
الادب والفن


5 . حرامي يقاضي المسروق

جاءَ الصَّيفُ بشمسِهِ الدَّافئة وروعةِ غاباتِهِ وبحيراتِهِ، وبدأ موسمُ الرِّحلات، قرَّرَ عدنان وزوجته حنان أن يقوما برحلةٍ من سماءِ ستوكهولم إلى ربوعِ لبنان لزيارةِ الأهلِ والأصدقاء، بعدَ خمسِ سنواتٍ من الاِنتظارِ، وقد جهَّزَ عدنان بلهفةٍ كبيرة أوراقَ السَّفر، وقطعَ بطاقات السَّفر له ولزوجتِهِ وابنِهِ الّذي كانَ في الرّابعة عشرة من عمرِهِ وابنتِهِ الَّتي دخلَتْ عامَها العشرين. كانَ يعيشُ في فيلّته، واهتمَّ بسورِها وحديقتِها والأشجار المتناسقة حولَ باحةِ الفيلَّا، وزرعَ في واحتِها بعضَ شتلاتِ الأشجارِ الجديدة، واهتمَّ بها إلى أن غدَتْ فيلَّته من الفيلَّاتِ الجميلة، وقد قامَ بإجراءِ عقدٍ معَ إحدى شركاتِ الضَّمان فيما لو تعرَّضَتْ للحرقِ أو السّطو أو أي ضرر في غيابِهِ أو حضورِهِ، وأصبحَ كل شيء جاهزاً للاِنطلاقِ إلى لبنان، حيثُ الأهل والأصدقاء بأشدّ الشَّوقِ إليهِ، وكذلك زوجته كانت في غايةِ اللّهفة للقاءِ بالأهلِ. كما كانت ابنته سمر وابنه ميلاد بشوق كبير إلى بيتِ جدّهما وأولاد عمّهما وخالتهما وأصدقائهما الّذين كبروا وأصبحوا شباباً، واشترى كل واحد منهم بعض الهدايا كي يقدمونَها للأهل الّذين سيسلّمون عليهم أثناء زيارتهم إلى ربوع الوطن.
حلَّق عدنان مع زوجته وابنته وابنه على متنِ الطَّائرة النّمساويّة، وهو مطمئنّ البال لأنَّ فيلّته في أمان طالما وقّع عقداً مع شركةِ الضَّمان لتعويضِهِ في حالِ لو وقعَ أي سطو عليها أثناء غيابه مقابل مبلغاً من المال يسدِّدُهُ شهريَّاً، تراءَى له الأهل واحداً واحداً وهو يحلِّقُ عالياً في قبَّةِ السّماءِ، كم كانَ بشوقٍ إلى لقاءِ الأهلِ، وفيما كانت طائرتُهُ تعبرُ أجواءَ السّماءِ، حامَ أحدُ اللّصوصِ حولَ الفيلّا، ولاحظَ على مدى يومين متتاليين أنّ الفيلّا غير مسكونة، وانتظرَ يوماً آخر يراقبُ الفيلَّا إلى أن تأكّدَ أنَّ أصحابَ الفيلَّا قد سافروا إلى مكانٍ ما، وخطَّطَ اللّصُّ في إحدى اللَّيالي، أن يقتحمَ الفيلّا ويسطو على المحتوياتِ الّتي تستهويهِ، متخيّلاً أنّ هناكَ ربّما مجوهرات أو المال أو قطع ثمينة في الفيلَّا، أرادَ اللَّصُّ أنْ يقتحمَ الفيلَّا من إحدى نوافذِها الخلفيّة والّتي لا تظهرُ للعيانِ من الشّارعِ لأنّها تطلُّ على الحديقةِ بأشجارِها الباسقة وتحجبُ الشّارعَ عن رؤيةِ المقتحمِ للفيلّا، وحالما كسرَ اللِّصُّ زجاجَ النّافذة كي يقتحمَ الفيلّا، رنَّ جرسُ الاِنذارِ بشكلٍ متواصلٍ، فعرفَ أنَّ جرسَ الاِنذارِ مرتبطٌ معَ البوليسِ في حالِ اقتحامِ أي غريب من النّافذة، فلم يجدْ بُدَّاً من الهروبِ قبلَ أن يأتي البوليس ويلقي القبض عليه، فركضَ في عمقِ الحديقةِ كي يهربَ من الجهةِ الأخرى من البوَّابةِ كي لا يصادفَ أي قادم من البوَّابة الرَّئيسيّة، وفيما كانَ يركضُ في الحديقةِ، تزحلقَ في حفرةٍ صغيرةٍ وكُسِرَتْ رجلُهُ اليمنى، حيثُ كانَ صاحبُ الفيلَّا قد حفرَ مجموعةَ حُفَرٍ بنفسِ الحجمِ كي يزرعَ فيها بعضَ شتلاتِ الأشجارِ، وقد زرعَ فعلاً جميعَ الشَّتلاتِ، لكنّه لم يزرع الشَّتلة الأخيرة لأنّها كُسِرَتْ من ساقِها فتركَ الحفرةَ الصَّغيرةَ ولم يردمْها لأنّهُ أرادَ أن يشتري شتلةً أخرى كي يزرعَها في الحفرةِ الأخيرة بعدَ عودتِهِ من رحلتِهِ، وبعدَ قضاءِ رحلتِهِ معَ الأهلِ، عادَ أدراجه إلى ستوكهولم وهوَ بشوقٍ إلى بيتِهِ، وفيما كانَ يدخلُ بابَ الفيلَّا وجدَ مغلّفاً خلفَ البابِ من البوليسِ، كما وجدَ شبّاك فيلّته مكسوراً، تفقّدَ الفيلَّا غرفةً غرفةً، فوجدَ كلّ شيء على حالِهِ، وتابعَتْ زوجتُهُ أيضاً تتفقّدُ الفيلَّا وحاجياتها الخاصّة، فتحَ المغلف الّذي جاءَهُ من البوليس، وإذ به ضبط الشّرطة، قرأَ تقرير الشّرطة وتبيِّنَ أنَّهُ تمَّ إلقاء القبض على اللِّصِّ في حديقةِ فيلّته في الحفرةِ الّتي تركَها على حالِها، وقد أفادَ تقريرُ الشّرطة أنَّ اللّصَّ هربَ بعدَ أن كَسَرَ إحدى نوافذ الفيلّا وسمعَ صوتَ جرسِ الاِنذارِ، وسقطَ في الحفرةِ وكُسِرِتْ رجلُهُ، وأقامَ دعوة على صاحبِ الفيلَّا بأنّهُ تسبَّبَ بكسرِ رجلِهِ بسببِ الحفرةِ الّتي حفرَها في حديقتِهِ، ولو ردمَها لما حصلَ ما حصلَ للحرامي، لهذا اعتبرَ اللّصُّ أنَّ صاحبَ الفيلَّا تسبَّبَ بكسرِ رجلِهِ، وأقام دعوى ضدّه، ويطالبُهُ بتعويضٍ مادِّي عن الضَّررِ الَّذي تعرّضَ لهُ جرّاء سقوطِهِ في الحفرة!
عجيب، ما ذنبي لو اقتحمَ هذا الحرامي الأحمق فيلّتي ورنّ جرسَ الاِنذارِ وهربَ اللِّصُّ وسقطَ في الحفرةِ وكُسِرَتْ رجلُهُ، ما هذه القرارات والأنظمة في هذه البلاد الّتي تدافعُ عن لصٍّ أُلقيَ القبضَ عليه بالجرمِ المشهودِ، وتدينُ صاحبَ الفيلّا؟! تمتمَ معَ نفسِهِ، هذه البلاد قوانينها فعلاً غريبة وعجيبة. نظرَتْ إليه زوجته وقالَتْ، الحمدُلله الأغراضُ على حالِهِم ولا يوجدُ أيّة سرقات. ولكن هناك مصيبة حلَّتْ علينا، فقالَتْ ما هي هذه المصيبة؟ أجابَها الزَّوج أنَّ الحرامي اشتكى علينا لأنّه سقطَ في الحفرةِ الَّتي حفرتُها كي أزرعَ آخر شتلة من شتلاتِ الأشجارِ الّتي أشتريتُها، وكُسِرَتْ رجلُهُ أثناء سقوطِهِ، اندهشَتْ زوجتُهُ وهي تقولُ، الله كسرَ رجلَهُ لأنّهُ لص وحرامي. هزَّ الزَّوجُ رأسَهُ قائلاً، ولكن القانون السُّويدي لا يقرُّ بهذهِ الآراءِ، فهوَ يعتبرُنا مسؤولين عن كسرِ رجلِهِ بسببِ الحفرة الّتي تركناها على حالِها ولم نردمْهَا، ويعتبرُنا نحنُ تسبَّبْنا بكسرِ رجلِهِ. جنَّ جنونُ زوجتَه، معقول نكون مسؤولين عن كسرِ رِجْلِ الحرامي وهو يسرقُ فيلّتَنا، مَنْ جَبَرَهُ أنْ يسرقَ فيلَّتَنا في أنصاصِ اللَّيالي؟ نظَرَ إليها الزَّوج، وقالَ القانون يحميه يا حنان، طيّب لماذا القانون لا يحمينا ونحنُ خارجَ البيتِ وفي بيروتَ ويحمي الحرامي؟ القانونُ يحاسبُ الحرامي على فعلتِهِ أيضاً. بماذا حاسبَهُ؟ لقد وردَ في تقريرِ الشَّرطة أنَّ اللّصَّ اعترفَ أنّهُ كسرَ نافذةَ الفيلَّا لكنَّهُ هربَ حالما سمعَ صوتُ جرس الاِنذارِ، ثمَّ سقطَ أثناءَ هروبِهِ في الحفرةِ وكُسِرَتْ رِجلُهُ. لهذا فغرّمَهُ البوليس بتصليحِ النّافذة كما كانت. بينما نحنُ غرّمنا بالضَّرر الَّذي تسبَّب للصِّ في كسرِ رجلِهِ وقد حدَّدوا موعداً للمحكة في السّابعِ من الشَّهرِ القادمِ. وأثناءَ المحكمة سيتبيَّنُ كم سيحكمونَ علينا من جرّاءِ اِنكسارِ رِجلِ الحرامي. جحَظَتْ عينا الزَّوجة، شيء حلو مو ناقصنا غير أنْ نتغرَّمَ بالعطلِ والضَّرر الَّذي تسبَّب للحرامي ونحنُ في بيروت. نعم، يا حنان مو ناقصنا فعلاً غير أنْ نتغرّمَ عن الضَّرَّرِ الّذي تسبَّبَ له الحرامي!
في صبيحةِ اليومِ المحدَّدِ للمحكمة، جهّزَ نفسه عدنان وزوجته، لحضورِ المحكمة، وحضرَ اللّصُّ أيضاً برفقةِ محاميهِ، وأثناءَ الجلسة، سألَ القاضي صاحبَ الفيلَّا هل أنتَ عدنان سليمان وتسكنُ في الفيلَّا رقم 14 على العنوان، وذكرَ لهُ العنوان بالتَّفصيل! فأجابَ صاحبَ الفيلَّا نعم، هل تعترفُ أنّكَ حفرْتَ حفرةً صغيرة في حديقةِ الفيلّا ولم تردمْها؟ نعم أنا حفرْتُ هذهِ الحفرة كي أزرعَ فيها آخر شتلة من الشَّتلاتِ الّتي زرعتُها، ولكن الشّتلة الأخيرة كانت مكسورة من ساقِها، لهذا تركْتُ الحفرةَ على حالها كي أشتري شتلة جديدة وأزرعَها في الحفرةِ حالما أعودُ من رحلتي إلى بيروت. ولماذا لم تردم الحفرة قبلَ أنْ تسافرَ إلى بيروت؟ ولماذا سأردمُها طالما هي في حديقةِ فيلَّتي؟ لأنّكَ لو ردمْتَها لما سقطَ فيها المدعو الّذي حاولَ السَّطو على فيلّتِكَ، طيّب مَنْ أجبره أنْ يقتحمَ حديقةَ الفيلَّا ويكسرُ نافذةَ فيلَّتي وينوي سرقة فيلَّتي؟ هذا ليسَ من شأنِكَ، وفيلَّتكَ مضمونة ومحصّنة وفيها عقد معَ شركةِ الضَّمانِ وفي حالِ لو تعرّضَتْ للسرقة، شركةُ الضَّمانِ ستعوِّضُ لكَ كلّ الخسائر، ولهذا ليسَ من حقِّكِ أنْ تحاسبَ هذا الشَّخص، أنا لا أحاسبُهُ، ولكنّهُ هوَ يحاسبُني ويطلبُ منّي تعويضاً عن كسرِ رجلِهِ. أجل، من حقِّهِ أنْ يطلبَ تعويضاً، لأنّكَ المتسبِّب في كسرِ رجلِهِ، وقد اعترفْتَ أنَّكَ حفرْتَ الحفرةَ ولم تردمْها! طيّب، يا سيادة القاضي كيفَ تتركونَ الحرامي وتحاكمون صاحبَ الفيلّا في الوقتِ الَّذي كنتُ خارجَ السُّويد؟ لأنّكَ يجبُ أنْ تتركَ فيلّتَك في وضعٍ لا تسبِّبُ ضرراً لأحد، طيّب لو فرضْنا لا يوجدُ عندي جرس اِنذار في الفيلَّا وكسرَ اللّصُّ شبّاكَ الفيلَّا ودخلَ على كاملِ راحتِهِ من دونِ أي ضجيج أو صوت، وسرقَ ما يشاءُ من فيلّتي، وفيما هو يسرقُ من خزانتي مجوهرات زوجتي، وسقطَ من فوقِ سطحِ الخزانةِ تمثالاً من البرونزِ فوقَ رأسِهِ وتسبّبَ لهُ بنزيفٍ في رأسِهِ وتعرّضَ للإغماءِ وتوفي في فيلَّتي، هل ستحاكمونني على موتِهِ وأنا في بيروت أم أنَّ شركةَ الضَّمان ستدفعُ التَّعويض الجسدي لورثتِهِ؟! عندما يتمُّ هكذا واقعة عندَها سنعودُ إلى القوانين النّافذة في مثلِ هكذا حالة، ولكن طالما هذه الحالة الاِفتراضية لم تقعْ فتبقى افتراضيّة ولا قيمة لها في حيثيات المحكمة الآن. طيّب لماذا لا تعوِّضُ شركة الضّمان للحرامي تعويضاً لما تعرّضَ له؟ شركة الضَّمان تدفعُ لك عن المسروقاتِ الَّتي تتمُّ، وطالما لا يوجدُ مسروقات فهي لا تعوِّضُ لكَ ولا للصِّ أيّ شيء! والنّتيجة، يا سيادة القاضي؟ النّتيجة أنّكَ متسبِّبٌ بكسرِ رجِلِ السَّيّد الّذي كان ينوي السَّطو على فيلّتكَ، ولا بدَّ أنْ تعوِّضَ لهُ عن كسرِ ساقِهِ! وقفَ المحامي الخاص باللِّصِّ، وبدأ يدافعُ عن موكِّلِهِ، وبعدَ أنْ قدّمَ مرافعتَهُ والدِّفاع عن موكِّلِهِ والأضرار الّتي حصلَتْ له، طلبَ 150 ألف كرون تعويضاً لما تسبَّبَ لموكِّلِهِ من أضرار. نظرَ صاحبُ الفيلّا إلى القاضي وهو يقولُ 150 ألف كرون تعويض عن كسرِ ساقِهِ وأنا لسْتُ مسؤولاً عن كسرِها نهائيّاً ولا كنْتُ حتّى في الفيلّا. حتّى ولو لم تكُنْ في الفيلّا، لكنّكَ تسبَّبتَ بكسرِ ساقِهِ كما شرحْتُ في حيثياتِ القضيّة، ولا بدَّ أنْ تدفعَ هذا التّعويض وإلّا سيتمُّ معاقبتَكَ بالسّجنِ لمدّةِ عشرة شهور، ولكنّي لا أملكُ هذا المبلغ الكبير كي أسدّدَ لهُ دفعةً واحدة. تستطيعُ أنْ تدفعَ دفعةً أولى ثمَّ تسدِّدَ باقي المبلغ بالتَّقسيطِ، لأنَّ المحكمة ستسدِّدُ المبلغَ كاملاً للمتضرِّرِ عن طريقِ الجهة المسؤولة عن تقديمِ هكذا تعويضات في حالِ لا يستطيعُ المتسبِّبُ أنْ يسدِّدَهُ دفعةً واحدة، ثمَّ تسدِّدَ المبلغَ الباقي بالتَّقسيطِ شهريّاً، إلى أن تستوفي كاملَ المبلغ. ولكن هذه ليسَتْ عدالة. نحنُ هنا نطبِّق القوانين. ولكن هذه القوانين هي ضدّ المواطنين وهم في بيوتِهم أو في رحلاتهم. ينطق القاضي بالحكم، قائلاً حكمَتِ المحكمة بتغريمِ السَّيِّد عدنان سليمان مبلغ 150 ألف كرون تعويضاً لما سبَّبَهُ من أضرارٍ للسيِّدِ الّذي حاولَ اقتحامَ الفيلَّا، رُفِعَت الجلسة.
خرجَ عدنان من قاعةِ المحكمة وهو في أوجِ غضبِهِ ومستاء جدّاً من القرارِ الَّذي اتّخذَه القاضي بحقِّهِ وما حكمَتْ عليهِ المحكمة، وقالَتْ زوجتُه حنان كيفَ استسلمْتَ ووافقْتَ على قرارِ المحكمة ولم تعترضْ؟ يا بنت الحلال ألم تسمعي كيفَ خيّرني بين السّجنِ وبينَ تسديدِ المبلغِ، فهل تريديني أنْ أوافقَ على سجني أم أسدِّدَ المبلغ بالتّقسيطِ؟ مليح وافقَ القاضي على تسديدِ المبلغِ بالتّقسيطِ. انفعلَتْ حنان، وهي تقولُ والله حلو، بدلاً أن يعاقبوا الحرامي، كافؤوه بمبلغ كبير كهذا، أصلاً لو لم يهرب على صوتِ جرس الاِنذار وسرقَ ما شاءَ أن يسرقَهُ لما سرقَ بضعة آلاف كرون، لأنّ كل مجوهراتي كانَتْ معي ولم يكُنْ لدينا أيّةَ فلوس في الفيلَّا، ولهذا فإنَّ وجودَ جرس الاِنذار في الفيلّا سبّبَ لنا مشكلة كبيرة، ولولا هروبه لما حصلَ كل ما حصل! أجابَ عدنان قائلاً، لهذا سألغي جرس الاِنذار كي يأخذَ الحرامي في المرّاتِ القادمة راحته ويسرقُ ما يشاءُ وتعوِّضُ لنا شركةُ الضّمان مسروقاتنا بطريقةٍ سلسة بعيداً عن المحاكم!

نظرَتْ حنان إلى زوجِها، وقالَتْ فعلاً، سنلغي جرسَ الاِنذار كي يأخذَ الحرامي راحته في أيِّ وقت يقتحمُ الفيلّا. غريب! المحكمة وقفَتْ مع الحرامي وجرَّمتنا لمجرَّد أنّكَ حفرْتَ حفرة صغيرة في الحديقة ونسيتَ أنْ تردمَها! في هذه الحالة كان من الممكن أنْ يصطدمَ في جذعِ شجرة ويقعُ أرضاً ويغمى عليه ويطلبُ تعويضاً لأنّهُ ارتطمَ في جذع شجرتنا، يعني لو أي ضرر يحصلُ لهُ في الحديقةِ ممكن أن يقيمَ علينا دعوى، قوانين مفصَّلة للدفاعِ عن اللّصوصِ أكثر من أنْ تدافعَ عن المواطنينِ الشُّرفاء وهم في بيوتِهم أو في رحلاتهم خارج البلاد! ..
إنّها السُّويد، بلدُ الدِّفاعِ عن حقوقِ المواطن حتّى ولو كانَ لصَّاً محترفاً من العيارِ الثَّقيل!

ستوكهولم: 8. 10 . 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال