الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحذير عاجل من حملة غش بالإنترنيت على العراقيين

صائب خليل

2006 / 4 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إتصل صديق قديم أمس من العراق وقال انه وجد على الإنترنيت موقعاً يتيح له ان يقدم طلباً للحصول على "كرين كارد" والهجرة الى اميركا. ملأ صاحبي الإستمارة بعد الإستمارة حتى وصل الى تلك التي تطلب منه دفع مبلغ 49 (فقط) دولار بواسطة بطاقة إئتمان! وبما ان صاحبي لم يكن يمتلك بطاقة إئتمان (كريديت كارد) فأنه توقف دون اكمال الموضوع, وهاهو يسألني ان كنت امتلك البطاقة لتسهيل الأمر.

قلت له: 49 دولار فقط, ويعطوك كرين كارد في اميركا؟ هذا مستحيل!
أكد لي صاحبي ان ذلك ما حدث, فقلت له لعلها مجرد خدعة. فللهجرة الى اميركا يقدم سنوياً ملايين الناس ليختاروا منهم بالقرعة عدداً صغيراً جداً. ولو كان الأمر مثلما تقول لما كلف احد نفسه بدخول قرعة ودوختها.

لم يكن من السهل اقناع صاحبي بالتخلي عن حلمه بترك العراق الذي يسيطر عليه الإرهاب للوصول الى دولة غربية. قلت له: الملايين بل المليارات من الناس في العالم يعيشون بلا عمل وفي فقر وفي حروب ومطاردين. لو كان الأمر كما قلت لما بقي احد منهم في العالم خارج اميركا.

قال صاحبي ان الرجل اتصل تلفونياً من اميركا وبقي يتكلم معه حوالي نصف ساعة وهذا يكلفه اكثر من الـ 49 دولار التي يطلبها فكيف يكون الأمر حيلة؟ قلت انهم يحصلون على اتصالات رخيصة. قال اتتبع الحكومة الأمريكية مثل هذه الأساليب؟ هذه طرق صدامية (من صدام). قلت ما ادراك ان الموقع تابع للحكومة الأمريكية؟ سكت صاحبي قليلاً ثم قال أنه عاد للإتصال ثانية وكانت زوجة صاحبي في البيت, وتابعت الأمر معه واخبرها انه يستطيع ان يحصل لزوجها (صاحبي) على دراسة لمدة سنة ايضاً. فأكلمت ان الدراسة بحد ذاتها غالية جداً في اميركا خاصة لغير الأمريكان وأنا اعرف ذلك شخصياً.
قال صاحبي: حين قلت للرجل انني لا املك كريديت كارد سألني ان احصل على واحدة او اطلب ذلك من احد اصدقائي, وقال انه لايريد منه تحويل الـ 49 دولار فوراً. انه يحتاج الى "رقم الكارد" "فقط" لإكمال الإستمارة له !!!!

وهنا فهمت كل الموضوع وافهمت صاحبي ماهو الكريديت كارد وكيف ان الحصول على هذا الرقم قد يكفي لسرقة مبلغ كبير من صاحب البطاقة, وأن مجرد طلب رقم البطاقة مؤشر اكيد على التحايل, فاقتنع الرجل وتساءل: الا يرون حالنا؟ ويريدون سرقتنا فوق ذلك ؟


قبل ذلك بأسبوعين اتصل بي قريب لصديق عراقي اخر من الأردن, وقال انه استلم ايميلاً يخبره انه قد ربح يانصيب يقام على الإنترنيت وانه سيحصل بذلك على 100 الف دولار! ولأن الأمر يبدو اجمل من الحقيقة قرر الرجل ان يتصل بي ليأخذ رأيي. قلت له انها "كلاوات" وانني استلم كل اسبوع مثل تلك الإيميلات. فسألني وما الذي يستفيدونه من ذلك؟ قلت له سيطلبون منك مبلغاً باية حجة, مثل بدل تحويل الجائزة او اي شيء, وطبعاً لن تكون هناك جائزة ولا بطيخ.

تكرار الحادثتين خلال فترة قصيرة يشير الى ان هناك حملة غش موجهة الى العراقيين خاصة (وربما غيرهم من العرب وغير العرب ايضاً في مثل ظروفهم) بإعتبارهم جديدين على مثل تلك الأساليب اللصوصية لأن الإنترنيت والكريديت كارد جديدة عليهم, لم يعرفوها قبل زوال الدكتاتورية التي اقفلت على كل شيء وحجزتهم عن العالم عقوداً من السنين, ولذا تنطلي عليهم تلك الحيل ببساطة. ثم ان الوضع المأساوي في العراق يجعل العراقي وأمثاله في البلاد التعبانة, فريسة سهلة لأحلام اليقضة ويدفعه الى ان يصدق ابسط الأكاذيب بلا تمحيص.

لذلك احذر قرائي من مثل تلك الألاعيب المكلفة, وادعوهم الى توزيع هذه الرسالة لإيصالها الى اكبر عدد ممكن من الناس لتطعيمهم ضد هذا الغش الجديد عليهم الذي يستغل ببشاعة, قسوة الحياة عليهم وما يرافقها من احلام يقظة غشاشة, فارجوكم ارسالها الى كل علاقاتكم, و... اتمنى للجميع ليلة طيبة وأحلامً مساء جميلة... لا يشوبها غش 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي تداعيات إبطال محكمة العدل الأوروبية اتفاقيين تجاريين م


.. إسرائيل تستعد لشن هجوم -قوي وكبير- على إيران.. هل تستهدف الم




.. واشنطن بوست: تساؤلات بشأن مدى تضرر القواعد العسكرية الإسرائي


.. مسيرات تجوب مدنا يابانية تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة




.. رقعة | كيف أبدل إعصار هيلين ملامح بلدات نورث كارولينا في أمر