الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العولمة والجيل الجديد

عدنان جواد

2019 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


العولمة والجيل الجديد
العولمة كلمة كثرت التعريفات لها من قبل المختصين، لكن مختصرها إسكان العالم في مجتمع عالمي واحد، هذه العولمة التي جعلت كل سلعة في متناول أي شخص في العالم، والسلعة ليس فقط في الجانب الاقتصادي ، وإنما امتدت إلى الجانب الفكري والثقافي وهي اخترقت الحدود بين الدول بدون استئذان، فأصبح المواطن في الشرق متفاعلا مع المواطن في الغرب، فجعلت المتظاهر الفرنسي يتفاعل معه المواطن اللبناني والتونسي والسوداني حتى البعض ارتدى سترة صفراء، كما حدث في انتشار داعش وكيفية استقطاب الشباب من جميع أنحاء العالم، فيتعاطف مع هذا التنظيم مواطن بريطاني أو فرنسي فينفذ ما يتأثر فيه في مجتمعه.
ففي الأجيال السابقة كان المواطن يسمع ويرى الرئيس أو الملك هو الصحيح وهو القدوة، وما عليه سوى الطاعة والاحترام ، فلولاه لا يستطع العيش بكرامة، وانه لايرى غير القناة الرسمية التي تمثل رأي وسياسة وتوجه النظام الحاكم، لكن الثورة الرقمية دمجت المواطن الأمريكي والعربي والياباني بنفس اللعبة في الموبايل، وقبلها نقلت أحداث العالم لحظة بلحظة ، فأصبح المواطن بكافة توجهاته يشجع ويحترم بطله سواء كان في الغرب او الشرق، حتى ان البعض من المشجعين الرياضيين عزف عن تشجيع منتخبه الوطني واخذ يشجع منتخبات وأندية عالمية لأنه رأى الإبداع والتألق مالم يراه في فريقه المحلي، ولا ننسى دور المسلسلات التركية والكورية والهندية والتأثر بالثقافات المختلفة.
لقد رأينا كيف تحولت مناسبات دينية، تحتفل فيها فئة معينة، الى احتفالات عالمية، فمثلا احتفالات رأس السنة هذه العام احتفل بها العرب والمسلمين أكثر من الدول الغربية نفسها، وحسب تحليل بعض المفكرين في الشؤون الاجتماعية، إن الجيل الجديد يختلف عن الأجيال السابقة التي كانت تساق بالخوف والخداع والجهل والتجهيل وعدم الاطلاع على مايحدث حولها في العالم، لكن هذا الجيل نشا على الفوضى وضعف المواطنة، والبحث عن الممنوع والرغبة في التمرد على قيم وتقاليد سابقة ورموز سابقة غير ملبية لطموحاته وغير ممثله له، ومع الأسف القيادات حتى في العالم المتقدم والثالث والعراق بالخصوص لم تعيير أهمية لهذا التغيير الكبير في العالم.
هذه الاحتفالات غير الطبيعية والتي خرج فيها الشباب بأعداد كبيرة وهم يكسرون حاجز الحياء والخوف ويمارسون الممنوع مجتمعيا وأخلاقيا ، هي تمرد ورد على رجال دين مسلمين يدعون الشباب فيه الابتعاد عن هذه الاحتفالات وإنها تمارس فيها الرذيلة وإنها محرمة في الدين الإسلامي، فتصدى الإعلام وبدفع من الشارع والضغط الشبابي لأصحاب هذه الفتاوى او التحذيرات ، حتى ان البعض طالب بمحاكمتهم ، لهذا فان ثورات الجيل الجديد ستكون عاصفة، ولا ينفع معها الكذب والخداع فهي ترى وتسمع كل شيء، فعلى المتولين للمسؤولية الانتباه لهذا المتغير، بتصليح المنكسر وتصحيح المسار، ومكافحة الفساد، وتوفير الخدمات والعدالة الاجتماعية، وانه لاينفع معه بعد اليوم الوعود والادعاء بالمثالية والحلال وممارسة الاحتيال والحرام بشراهة وشراسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات