الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ستة أسباب دفعت نتنياهو لتبكير الانتخابات

ألوف بن

2019 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


ما الذي دفع بنيامين نتنياهو لتقديم الانتخابات بدلاً من كسب عدة شهور أخرى مع الائتلاف الحالي؟ بالإمكان أن يخطر ببالنا ستة أسباب للحملة الخاطفة التي أعلن عنها رئيس الحكومة:
1. الانتخابات ستكون استفتاءً عاماً: منذ أن عاد للسلطة قبل عقد، يحظى نتنياهو بشعبية مميزة لدى الجمهور الإسرائيلي، والذي لا يرى أي بديل أو وريث لرئيس الحكومة.
في كل الاستطلاعات دون استثناء، في السؤال: "من هو الشخص الأكثر مناسبةً ليكون رئيساً للحكومة" النتيجة متشابهة: نتنياهو وسلسلة الأقزام.
نتنياهو يريد أيضاً في حملة الانتخابات الحالية أن يجري النقاش حول زعامته وليس حول الاعتقادات، الأفكار، والسياسات. هذا هو ملعبه وفيه يتمتع بأفضلية البيت والتجربة على كل خصم محتمل.
2. المعارضة محطمة: انتخابات سريعة ستمنع، أو على الأقل ستصعب جداً على أحزاب المعارضة أن تتحد حول حملة ومرشح متفق عليهما أمام نتنياهو و"الليكود".
بني جانتس، والذي يبدو خصما محتملا، سيضطر للنزول سريعاً من جلوسه المريح على الجدار ويقرر فيما إذا كان سيتنافس وفي أي إطار - في قائمة مستقلة أم في محاولة لإحياء الهيكل العظمي المتحلل "للمعسكر الصهيوني". (لاحقا سجل جانتس حزبا – المحرر).
يريد نتنياهو أن يكون في المعسكر المضاد أكبر عدد من الأحزاب الصغيرة التي ستتنافس على عطاياه بعد الانتخابات، ولا تشكل له تحدياً حقيقياً.
3. المستشار سيواصل التردد: تقصير الحملة يبعد أيضاً قرار المستشار القانوني للحكومة، فماذا سيصنع بكومة الملفات ضد نتنياهو الموضوعة على مكتبه؟ يصعب التصديق بأن أفيحاي مندلبليت، أبطأ الرماة في القدس، سيسارع إلى التدخل في الحملة الانتخابية، ويعبر عن رأيه بشأن نزاهة رئيس الحكومة، الذي يتنافس على ولايته الخامسة، بنشر خبرٍ عن نيته تقديم لائحة اتهام خاضعة لجلسة استماع.
بيان كهذا سيتحول فوراً إلى لب المواجهة: اليمين سيدعي أن هذا "انقلاب جذري" واليسار سيصرخ أن "الجمهور من حقه أن يعرف أن رئيس الحكومة مرتشٍ".
الآن يستطيع المستشار القانوني أن يتملص من المعضلة، والاتهامات ضد نتنياهو - والتي حتى الآن لم تؤثر على مكانته في نظر مؤيديه - ستحتل مكاناً هامشياً في الحملة الانتخابية.
4. خطة ترامب ستؤجل: البيت الأبيض يعد منذ سنتين بطرح "صفقة القرن" لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.
نتنياهو ليس متحمساً، خوفاً من أن ما سيكتب فيها - حتى إذا اقترب من موقف اليمين الإسرائيلي أكثر من خطط سلام أميركية في الماضي - سوف يحطم التعامل تحالفه مع المستوطنين، وسيحدث شرخا في "الليكود".
تقديم الانتخابات سيسهل عليه أن يقول للرئيس دونالد ترامب، الذي سيلتقي به نهاية آذار، بأن يعفيه من هذا الأمر حتى تشكيل الحكومة القادمة. هكذا أيضاً سيختفي الموضوع السياسي من الحملة، في غياب مرساة مثل خطة سلام حولها سيتطور النقاش.
5. الاقتصاد يهتز: يتفاخر نتنياهو ببيانات النمو الاقتصادي، البطالة المنخفضة، وأجر الحد الأدنى المرتفع الذي تتمتع بهم اسرائيل منذ ان عاد إلى السلطة، ولكن الرياح الاقتصادية تبدلت، البورصات في العالم تتهاوى، الأسعار في البلاد ترتفع، ومن المفضل الذهاب إلى صندوق الانتخابات قبل أن يتم الشعور بالأزمة بكامل قوتها.
مصوتو "الليكود" حساسون بشكل خاص تجاه الركود الاقتصادي، ومن الخسارة أن يهربوا من نتنياهو إلى أذرع خصومه إذا تحولت المؤشرات من الأخضر إلى الأحمر.
6. بالإمكان أن يجري تحديثا: في بيانه بشأن تقديم الانتخابات يعد نتنياهو بأنه إذا فاز سيشكل حكومة من نفس النواة من الشركاء في الائتلاف من أجل أن يقود الدولة في الطريق ذاتها.
في السنوات الأربع الأخيرة أجرى نتنياهو ثورة يمينية، تركزت على ضم زاحف في "المناطق" واستبدال النخب في إسرائيل.
المحكمة العليا تغيّرت، الجهاز الأكاديمي ومؤسسات الثقافة قُمعت، اليسار والجمهور العربي أعلن عنها خونة ومؤيدين لـ "الإرهاب"، وسائل الإعلام أصبحت أكثر يمينية وتديناً، ولكن مهمته لم تستكمل: البناء في المستوطنات يسير بتكاسل، والزعامة العسكرية والأمنية تواصل إظهار موقف رسمي مثل الذي كان في يومٍ ما بدل الانضواء بكامل قوتها لتحقيق أحلام اليمين.
بهذا سيكون هنالك المزيد مما يمكن القيام به من أجل ترسيخ الثورة وتعميقها.
ولكن رغم تصريحاته، فإن نتنياهو غير ملزم بحكومة تواصُل يمينية. هو يستطيع أن يُشكل بعد الانتخابات تحالفاً مختلفاً، أكثر اعتدالاً ووسطية، مع غانتس كوزير للدفاع أو وزير للخارجية، ومع "البيت اليهودي" بمكانة ضعيفة، مقارنةً بهيمنة نفتالي بينت وأييلت شكيد في الحكومة الحالية؟ ليس هنالك شيء يساهم في الاستقرار والقوة للسياسي مثل حرية الانتخاب.
تقديم الانتخابات تمنح نتنياهو فرصة لتحديث التشكيلة التي سيدفع بها إلى الملعب - وكذلك تكبح خصومه من اليمين واليسار الذين سيرغبون في مكان جيد في صف توزيع الحقائب في الحكومة القادمة.



*رئيس تحرير "هآرتس"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا